كلما دارت الأرض يتبدل ما عليها، فله في كل يوم شان، وما كان قبل قرون انتهى، بل ما كنا نعيشه قبل بضعة عقود، صار في عداد الغياب، ومن حكايات كان يا ما كان.
الدنيا تتحرك على سكة تطور متسارعة، وبعضها راحت تسابق الصوت، وتريد التحرر من غلاف الأرض، وتنتصر على جاذبيتها، لتتوطن الكواكب الأخرى.
وأمتنا تتكور وكأنها تتماهى مع الأميبا لتتكيس وتنتج حالات متعددة بآليات إنشطارية مدمرة.
حركات إنزوائية تدحرجية إلى ما وراء الوراء، وتخندق في حفر زمنية غائرة في أعماق القرون، وكأن الأرض متوقفة عن الدوران، والأحياء أموات والأموات قادة الحاضر المرهون بهم.
المشكلة أن الأمة في حالة تكوّر ولملمة قاسية لمفردات وعناصر أيام ذهبت مع الريح، وتريدها أن تكون وتلقي بركابها عبى أكتاف الأجيال وتستريح، وهي في ذلك تدمر وتخرب وتستبيح.
التكوّر يتسبب بتكورات داخلية وتصادمات مأساوية، ينجم عنها انفجارات مروّعة وانطلاقات فنائية لموجودات عليها أن تتفاعل بمعاصرة وآنية ذات قيمة حضارية.
التكور حالة تراجعية وسلوكية انهيارية، فالمجتمعات المتكورة في غاية التأخر والاندحار الذاتي والموضوعي.
بينما المجتمعات المنفتحة، تتحرك على مسارات متصلة بالأفق المطلق للحاضر والمستقبل.
وهذا الفارق الجوهري بين المتقدم والمتأخر، وغيرها يتصل بمفردات ما ينجم عن التكور والتدهور الفاعل في المجتمع المتأسن بالغابرات.
فهل من قدرة على التحرر من قبضة التصلد والتجمد والانهيار؟!!
واقرأ أيضاً:
الحرب والحياة!! / ولاية العهد شهادة وفاة!!