فلسطين اليوم-غزة
تناول موقع المجد الأمني خلال تقريرٍ طرحه على موقعه الالكتروني كيف يمكن للمنتديات وغرف الدردشة... أن تكون كمائن المخابرات الصهيونية.
حيث قال التقرير أن الكثير من المواطنين مستهترين في استخدام الإنترنت وخاصة الشباب منهم من كتابة كل ما يدور في خاطرة وما يعرفه من معلومات ليضيفها على شبكة الإنترنت عبر المنتديات (شبكات الحوار) أو غرف الدردشة. ولا يعرف هذا المسكين إن كل حرف يتم طباعته على المنتديات يصعب مسحه وشطبه.
تنافس مذموم
فتتنافس شبكات الحوار وغرف الدردشة في اختلاق أسماء لأقسامها الفرعية (كالقسم العام وقسم الأخبار العاجلة وقسم الصور)، والمصيبة كلها في الأخبار العاجلة؟؟
فيتسارع أعضاء المنتدى في جلب الأخبار والكشف عن بعض الخفايا بل وخفايا الخفايا نفسها، وتجد ردود أعضاءاً آخرين تثير في صاحب الموضوع الحماسة و"إثبات الإطلاع" ليكشف المزيد والمزيد من الخفايا، ظاناً في نفسه الخير وسرعة نقله للخبر. وهو في حقيقة الأمر ضار بنفسه وبمجتمعه.
كثيراً هي المعلومات التي تسربت وكشفت ظهر المقاومة للعدو وذلك لسذاجة أصاحب الموضوع والمشاركين في المنتديات وشبكات الحوار.
فمثلاً... تم الكشف عن مجموعة كاملة من المجاهدين وذلك بعد أن قام أحد أعضاء هذه المجموعة والمسجل في أحدى شبكات الحوار من وضع صور لأحد الشهداء من هذه المجموعة وكان يظهر في صورة الشهيد معالم تدل على مكان التصوير ومحتويات. خلال ساعات تم قصف المكان واستشهاد باقي أفراد المجموعة.
كل هذا من أجل صورة!!!
اعلم عزيزي القارئ أن المخابرات تعتمد بشكل أساسي على المعلومات، والمقصود بالمعلومات أي معلومات مهما كانت بسيطة وتافه بالنسبة لأصحابها، فأجهزة المخابرات تجيش الجيوش لجلب معلومات عامة، فهي تهتم بالحالة الاجتماعية وحالة الشارع مع الحكومة وتهتم بسعر (كيلو البندورة) وأنواع السيارات المرغوبة، ودرجة تفاعل الشارع مع خبر ما، وأسماء المعتقلين الجنائيين، وتتباع توجه الجماهير في تشجيع المنتخبات الرياضية، والكثير الكثير من المعلومات التي نوقن بتفاهتها الأمنية.
سمر... وحسن
"سمر" فتاة عربية تعشق فلسطين وأرض فلسطين.... وتلعن اليهود إخوان القردة والخنازير وتتمنى أن تحضر إلى فلسطين فاتحة محررة لأرض المقدس، أما "حسن" فهو شاب مجاهد يسهر على ثغور الوطن ويتصدى للعدو في الإجتياحات، فحسن ابن تنظيم مقاوم يطلق الصواريخ ويزرع العبوات ويحفر الخنادق ويضع مسدسه على جنبه.
بكلمات بسيطة وبروح الوطنية والعروبة تعرفت "سمر" على "حسن" عبر إحدى غرف الدردشة العربية، وبعد فترة بسيطة شرح "حسن" كيف استطاعت المقاومة التخفي عن طائرات الاستطلاع وكيف أنهم نجحوا في تضليل العدو بكل ما يمتلكه من تكنولوجيا، لينال بعد هذا الشرح الإعجاب والتقدير من "سمر" على بطولاته وقدرات المقاومة وتوفيق الله لها.
وخلال شهر، لم يبقى لـ "حسن" من بطولات يذكرها لـ "سمر" بعد أن أوضح لها استعدادات المقاومة للاجتياح القادم بزرع عبوات ناسفة وحفر خندق ووضع خطط محكمة للإيقاع بالعدو.
ولم تنسى "سمر" أن تطلب من "حسن" صورة لإحدى العبوات لتضعها في برواز على مكتبها حباً في الجهاد، وتذكراً من المقاومة.
وبعد أيام... كانت جميع خطط المقاومة هي أهداف بسيطة للعدو... والسبب "حسن"!؟؟
خنجر "حب الظهور"
لا نقول بوجوب عدم استخدام الإنترنت والمشاركة في شبكات الحوار أو غرف الدردشة، لكن يجب الحذر كل الحذر من الانجرار إلى "حب الظهور" في نفسك، فتتسابق في نقل الأخبار وبث الشائعات وتعتمد في كتابتك (مصدر خاص... بل ومطلع)، فأنت بذلك لا تضر نفسك فقط بل تطعن شعبك في خاصرته بخنجر حب الظهور.... فتكون جاسوساً بلا منافس.
وعلى أصحاب شبكات الحوار وغرف الدردشة، أن يكونوا على يقظة من أمرهم فشبكاتهم وغرفهم ما هي إلا مواطن وكمائن تستغلها مخابرات العدو في الإيقاع بأبطالنا وجلب المعلومات منهم وتصيد السذج للإيقاع بهم في حبائل الجاسوسية
منقول ومعاد نشره للأهمية.