سقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورات الحكام العرب. اعترف الزعماء الكبار أن عملية السلام قد ماتت بعد أن فشلوا في التوصل إلي حل لإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
اكتفي أهل الشوارب بإلقاء اللوم على حزب الله الذي فجر لهم أزمة مع إسرائيل هم غير قادرين على مواجهة تبعاتها. وصدق مراسل صحيفة »برلينر تسايتونج« الألمانية في الشرق الأوسط حينما كتب في عدد الجمعة الماضي:
»إن الشعارات التي دأب الرئيس الأمريكي جورج بوش على إطلاقها مع بداية الأزمة، تسهم في تأجيج الصراع والمصادمات في المنطقة، بينما يرغب الفرنسيون في مواصلة لعب الدور الكلاسيكي المؤثر في دولة كانت تحت إدارتهم يوماً ما، أما الساسة الألمان فيخشون أن تكال لهم اتهامات بمعاداة السامية، ولذا فهم يتخذون موقفاً مبهماً. وقال وهم المهم عندنا: إن بقية الدول الأوروبية تكتفي بإطلاق نداءات التهدئة، أما »الطغاة العرب« فيخافون من الولايات المتحدة ومن إسرائيل ومن الإسلاميين ومن شعوبهم«.
لا ندري لماذا يعتقد »الطغاة العرب« أن عدم قدرتهم على التعامل مع الأزمة سببها أن حزب الله قد ورطهم في حرب هم غير مستعدين لها، فهل نسي هؤلاء الأشاوس أن الطائرات الإسرائيلية طارت فوق بيت رئيس سوريا في رحلة استفزازية مع بداية الشهر الحالي، وأخرى قتلت عشرات الفلسطينيين في غزة وخان يونس، على مدار 3 أسابيع وأن الإسرائيليين اعترفوا منذ 5 أيام أنهم جهزوا لهذه الحرب منذ سنوات؟ ومع ذلك لم نجد زعيماً منهم يقول للصهاينة عيب ما تفعلونه، بل تحول بعضهم إلى من وسطاء حرب إلى أداة ضغط، لكي تقبل المقاومة العربية ما يلقي به ضباع تل أبيب وواشنطن.
فات هؤلاء أن خيار السلام الذي صدعوا به رؤوسنا مات منذ سنوات بإرادة إسرائيلية وأمريكية، فلم يفلحوا في إثنائها عن جبروتها ضد العرب، ولا منع أخطارها والتهديد بتقسيم البلاد العربية إلي أشلاء.
وفي نهاية الأمر تفتق ذهن قياداتنا العربية عن تحويل ملف العدوان الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة وهم يعلمون أنها لن تحل شيئاً في ظل وجود فيتو أمريكي ـ إسرائيلي متربص بأي قرار يصدر في صالح الدول العربية.
لقد تسبب الحكام العرب الذين ينفقون المليارات على تجهيز جيوش توجه أنصالها لنحور أبنائها في أن الشعوب تولت ما عجزت عنه حكومات الدول العربية. وكما يقول عقلاء الأمة بأن »الشعوب مصممة على أن تقود أمرها بأنفسها بعد أن فقدت الأنظمة العربية مقومات الشرعية، ليست بالمعيار الديمقراطي فقط، وإنما بعدم قدرتها على الدفاع عن حرمة الأوطان«. وأصبح لدي المواطن قناعة بأن الأنظمة العربية ليس هدفها تحرير الأرض المحتلة في فلسطين أو غيرها.
الغريب في الأمر أن الحكام العرب يعلمون أن إسرائيل بعد أن انسحبت من لبنان أمام ضربات حزب الله عام 2000 تحاول أن تثبت من جديد أنها مازالت لديها القدرة على الردع وأنها القوة الإقليمية الكبري في المنطقة العربية والشرق الأوسط الأزمة وإن أشعلها حزب الله فإن ترك المقاومة العربية فريسة في يد إسرائيل ينذر بكارثة خاصة أن الوضع في المنطقة خطير، ويبدو أن الذين يريدون الحفاظ على التسوية السلمية في المنطقة لم يفهموا قواعد اللعبة مرة أخري.
لقد استمرأ الحكام العرب ترف العيش إلى الحد الذي ركنوا فيه إلى الدعة وكراهية لقاء العدو، وبينما هم يجهزون أمور الخلافة لأبنائهم وأشياعهم لا يعلمون أن تلك أبيب وواشنطن تربيان ملوكاً آخرين كي يحكموا المنطقة بعد أن تصبح دويلات وطوائف.
نقلا عن جريدة الوفد
اقرأ أيضًا:
شاهدة عيان: ماذا يجري في لبنان1 / قاتلوا إذن معنا / حينما نعجز عن"تصديق" النصر / الأزرق والأحمر وصبغات أخرى.. / حوار مع السيد العلامة: محمد حسين فضل الله /أجساد ساخنة 24 7 2006 / يا هنود العالم الحُمْر، اغضبوا أو انقرضوا..! / رواد مجانين نعم حرب لبنان حلاً / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار / لم يعد خرساً زوجياً فقط.. اللعبة عامة / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة / أنقذوا لبنان الشقيقة / شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / على باب الله أشباح بيروت / تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله / ساعات سكينة: ساعة الأخبار / اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / شيزلونج مجانين نوم في غير وقته