بيجرب...
هذا هو عنوان مشاركتي الأولى من سلسلة أرجو أن تنقطع على أرض الواقع قريبا يوم أن نجد لها حلا وينصلح حال الدنيا بانصلاح حال العباد جميعا بإذن الله تعالى، فاللهم قنا شر الفتن وأعنا على نصر المظلومين ونصر الظالم في أنفسنا، وممن نرعاهم بأن تمدنا دائما بخير حيلة نمنع بها أنفسنا وكل من نحب من الظلم.. اللهم آمين.
قد تبدو كلماتي في بدايتها غير مرتبة لأنني اجتهدت أن أبدأ الحكاية من أولها لتكونوا جميعا عونا لي.
إنها قصة الزواج، وقصة التربية، وقصة العقلاء ممن ممكن أن يكونوا عونا لنا... في الزمن الماضي – على ما أظن – كانت القيم أساسا حاكما في تربية النشء، وكان مما يحمي الجميع حتى ولو على حساب تمرير بعض قيم الجاهلية أحيانا كان للمجموع وقيمه حكمة في تربية الفرد سواء كان بنتا أم ولدا.. قبل عصر الرسالة كانت قيم القبيلة ومعايير الرجولة التي لا يمكن التخلي عنها إلا بالموت أو الانتحار (فالموت ولا العار).. ثم في عصر الرسالة كان التشريع المستند إلى فهم واضح لروح النصوص وامتلاك أدوات القياس بالتسلح بخير قيم الجاهلية..... ثم استمر الحال،
فالأفراد يربون على أن أتكون تلك القيم حاكما في ضمائرهم، ثم لا يتركون لذلك فقط بل هناك رمز لحماية الجميع. إنه الكبير (ومن ليس له كبير يشتري كبير) هذا الكبير الحكيم المشهود له بالعقل والحكمة والموضوعية المنفذ للأعراف والقوانين ولو على رقبته الذي تخضع الرقاب لحكمه راضية بل مفتخرة أنها تنتمي إلى عائلة لها رمز يحمي مصالحها وأحيانا مظهرها أمام الجميع، وأخذ الأمر أشكالا عديدة فمن عائلة كبيرة إلى حتى الفقراء كان لهم كبير حتى ولو كانوا أشتات عائلات منتهية (شيخ الحارة – شيخ الجامع الموقر....)
وفي عصر الانفلات والتوجه نحو التشزرم وما بين الانفراط والتفلت من سطوة تقاليد وكبار لم يعد لحكمهم معنى أو لوجودهم مكان بحكم الاتجاه إلى الدولة الأم التي تجلس الجميع في البيوت وتحمل عنهم هم التفكير وعبئه الكبير فهي تأَكِّلهم وتُشَربهم ووو.....، كالأم التي تفرض الوصاية على أبنائها بغرض تدليلهم لتصيبهم في النهاية بالعجز، وتخرج منهم عديم المسئولية من أول ملعقة الأكل التي لا يستطيع السيطرة عليها، ونهاية بعدم القدرة على إدارة البيت الذي هو قوَّامه!! لأنه لم يتضج بعد، ليتزوج "الأطفال" وليسوا أطفالا فحسب بل أطفال غير مميزين لأدوارهم فالأطفال في عيون أمهاتهم وآبائهم لا تمييز في رعايتهم لأدوارهم، وينصدم الجميع بعد الزواج فالفتاة تنتظر من الشاب أنه زوج (رجل) يعلم مقتضيات الرجولة التي لم تسأله عنها قبل الزواج، ربما لأنها لا تعرف معنى الزواج، والوالدان حملا عنهم حتى أعباء الفرحة: أخذوا عنهم أعباء تكاليف الزواج المادية، ووفروا لهم الفرحة بالحدث الجديد، كالفرحة بملابس العيد دون أن ينتبهوا إلى معنى العيد، وكأنها ليلة وتعدي.
فالأهل أخذوا من الأمر فرحتهم بمنظر الطفل في ملابس أجمل عيد في حياة أطفالهم.. أما إدارة الحياة فكالسابق، فهم أطفال "يا عيني" لابد من عدم تحميلهم مسؤولية، فالأم تخشى من أن تحترق أصابع طفلتها، فتجلس تطبخ لها بالشهور أحيانا، وتكاليف الحياة، والهوم دليفري يتحملها الأب، فيزيد المصروف المعطى لفتاة...
ويتفرغ العروسان لمشاجرات الأطفال التي تحكمها نفس القوانين الطفولية (شد شعر، ضرب، وهجر، وخصام، وخناقات الكبار..) بنتي ما تضربش، يجوزها سيد سيدك، ابني ما ينجرش، مش عاوزها يا ماما!!!
*الطريحة باللهجة المصرية العامية، وهي تدور في معانيها حول الكلام الذي يحتوي ألفاظا ثقيلة، وقد تكون جارحة، وقد تضمن تأنيبا أو تبكيتا موجعا.
واقرأ أيضًا:
على باب الله: الاثنين 14 -3 .. بحب السيما / على باب الله: الثلاثاء : 15 /3 /2005 / على باب الله :شفرة دافنشي: الأربعاء16/3/2005 / الخميس القادم 24 مارس(مؤتمر هام) 16/3/2005 / على باب الله: الخميس 16 / 3 / 2005