حملة دولية تنطلق من القاهرة للتضامن مع المناضلة الإيطالية العظيمة
على أضواء الشموع، كنوع من الرومانسية الحالمة، وفي أجواء فاح منها أريج زهور البنفسج، المستوردة رأسا من أمستردام، بدأ الملايين من أحرار تنظيم «بعد بكره إن شاء الله» بقيادة «الريس نونو» شخصيا، حملة تضامن عالمية وغير مسبوقة مع المناضلة خالدة الذكر «إليساندرا موسولينى» وضد طغيان «السلطات الإيطالية الغاشمة».
وقال «الريس نونو» في مؤتمر صحفي حضره مئات المراسلين، في مستهل الحملة: «إن اتهام السيدة إليساندرا بتزوير توقيعات الناخبين في إقليم «لاتسيو الإيطالى» لهو تعبير أكيد وجديد عن تحالف الطغاة حول العالم، وهو ما يستوجب تحالفا مضادا من كل الأحرار».
كانت محكمة الاستئناف الإيطالية قد قررت فجأة شطب الزعيمة إليساندرا من الانتخابات المحلية الإيطالية، بعد أن ادعت السلطات الإيطالية الجائرة تلفيقا أنها جمعت 3500 توقيع مزيف، لكي تنال حق الترشيح في الانتخابات.. وزعم المحققون أن بين أسماء التوقيعات شخصيات متوفاة، وأخرى لأسماء مكررة، فضلا عن توقيع خالتها النجمة العالمية صوفيا لورين التي تدعي السلطات أنها لم توقع على الكشوف.
الحافي.. تضامنا
في القاهرة، ووفقا لما جاء على لسانه الطاهر، وفي المؤتمر الصحفي المهيب، رأي «الريس نونو» أن هناك تواصلا بين نضاله وكفاح إليساندرا، وردا لجميل كل مواطن إيطالي أرسل إليه برقية، أو بعث له برسالة بريد إلكتروني، أو أهداه زهرة، في محنته التي انتهت - لا أعادها الله - لهذا وكما قال: «فإن علينا أن نساندها.. عملا بمبدأ النضال، ولنصرة ضحايا السلطة وما يسمونه بالقانون في كل مكان».
«الريس نونو»، المعروف في أوساط الجماهير العربية بطهارة الذمة ونظافة اليد، بدا في المؤتمر شديد الأناقة، رغم أنه ظهر حافي القدمين، وقد فسر ذلك قائلا لمندوبي الصحافة: «لا تندهشوا.. لا يوجد تناقض بين بدلتى الـ «Boss» وعدم ارتدائي للحذاء، فهذا نوع من التضامن الرمزي مع فقراء بلدي الذين نسيهم النظام.. وأنا افتكرتهم».. وأعلن عن مشروع قومي جديد «لضرب شعر الرأس بالچيل» تعبيرا عن تفاعله مع أفواج من الشباب الروش الذي يوقع استمارات الانضمام إلى تنظيمه بـ «الزوفة».. لكنه قال: «سوف نؤجل حكاية الچيل هذه عدة أيام حتى ننهي حملة المساندة الواجبة للمناضلة إليساندرا».
«نونو».. عفوا «الريس نونو».. كما ينبغي أن ينادى، تجاهل بحنكة أسئلة حاولت إحراجه في المؤتمر الصحفي، حول ما إذا كان تضامنه مع نجمة «بورنو» إيطالية معروفة سوف يؤثر على موقفه السياسي وشعبيته الجارفة، وسأله صحفي خبيث ومدسوس: «كيف تساند حفيدة الفاشي الإيطالي موسوليني، وكيف تتجاهل أنها كانت تخلع ملابسها وتعري صدرها أمام الشاشات»؟! ولم يرد «الريس نونو» على السؤال، لكن صحفيين آخرين كرروه، فاتهمهم بأنهم عملاء للحكومة، وأضاف: «لكنني سأرد.. هل تظنون أنكم تحرجونني.. نحن نتضامن مع أي أحد.. ولو كان الشيطان.. ضد كل سلطة غاشمة».
وفيما تولت الجماهير اليقظة طرد الصحفيين العملاء من المؤتمر الصحفي، قالت لنا مصادر من داخل تنظيم «بعد بكره إن شاء الله» أن التنظيم شهد جدلا عنيفا حول مبررات هذه المساندة، بعد أن رفضها عملاء للحكومة داخل التنظيم، وقال أحدهم: «يا سيدي الريس نونو.. هذه المناضلة حرة.. ولكنها تأكل بثدييها، وإنني أسمو ببرنامج تنظيمنا الواعد الصاعد عن هذا». وأضافت المصادر: «لقد أفحم «الريس نونو» هذا العميل قائلا: كيف تتجاهل أنها متهمة بتزوير توقيعات، ألم تعانوا أنتم منذ فترة من هذا الاتهام المشين.. اسكت».. وقالت المصادر: «وقد سكت العميل.. خوفا من انكشاف أمره، وحتى لا يبدو أنه متحالف مع السلطات الإيطالية الغاشمة».
صديقته كوندي
وفى المؤتمر، عتب «الريس نونو» على صديقته الأثيرة وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس»، لأنها لم تتخذ موقفا محددا من قضية «إليساندرا»، وقال بالفم المليان: «أقولها بكل عنف.. لقد ساندتني صديقتي كوندي.. ولكني أقول أمام صمتها في موضوع «ساندى» -اسم الدلع لإليساندرا- عيب يا كوندي... تحركي.. أعرف مشاغلك.. ولكن لا يمكن أبدا أن تتجاهلي هذه القضية الحيوية للإنسانية العظيمة».
وقد كانت المفاجأة عظيمة، حين دق جرس التليفون المحمول الشخصي الذي يحمله «الريس نونو» في يده، بخلاف خمسة موبايلات أخرى مع السكرتارية، عقب أن أنهي هذا «العتاب لكوندي»، ونظر إلى الشاشة فانفرجت أساريره، قائلا: «بنت حلال».. ووجه كلامه للصحفيين «لحظة يا جماعة.. خليكوا قاعدين.. هاهي كوندي تتصل بي.. لما نشوف عاوزه تقول إيه».
وتدعيما للشفافية التي يرفع شعارها «الريس نونو»، فإنه «فتح السبيكر» لكي يستمع الحاضرون للمكالمة، وأردف: «على عينك يا تاجر»، وبدأ محادثة مع كونداليزا رايس: «ألو.. أيوه يا كوندي».. هكذا قال.. فردت: «صديقي نونو.. كيف عرفتنى.. وكمان مسجل نمرتي على موبايلك.. شكرا لهذه المكانة الخاصة لي عندك».
فقال لها بلهجة حاسمة: «ما فيش حاجة.. بس خلصي بسرعة.. علشان أنا في مؤتمر صحفي». فردت كوندي: «أعرف يا سيادة الريس نونو.. فأنا أتابعك على الهواء.. وأطلبك أمام الصحافة لكي أعتذر لك عن هذا السهو.. عفوا وسوف نعالج هذا الخطأ». وفي كلمات سريعة وخجولة مضت «رايس» تشرح للريس نونو مبرراتها: «أنت عارف.. أنا أصلي كنت في كوريا الجنوبية.. تعرف صداع كوريا الشمالية». فرد بسرعة :
«مش عذر ده يا كوندي». فقالت: «أيضا أنت تعرف أن إيطاليا ليست ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير.. ولهذا فإننا لم نتدخل». فعتب الريس نونو : «اسمعي يا كوندي.. أنا لا أريد أن أحرجك أمام الصحافة.. لكن أنتم تدعموننا في الشرق الأوسط وتتجاهلون الآخرين، وهذا يسبب لنا حرجا في الشارع السياسي.. السلطة الغاشمة تروج في صحافتها أننا عملاء». وقالت رايس: «معلهش يا ريس نونو.. سوف نصلح هذا الموقف». لكن «نونو» قال: «بعد إيه».. ثم أغلق الخط في وجهها معترضا.
وفيما يبدو فإن «كوندي» حاولت الاتصال مرارا خلال المؤتمر بـ «نونو».. لكنه قال: «هوه أنا فاضي لك».. ووجه كلامه للصحافة المحتشدة في ذهول: «لا تندهشوا.. المبادئ لا تتجزأ.. وهذا هو سر قوتنا». وأضاف مؤكدا: «لهذا يصدقنا الناس.. ويلتفون حولنا.. وسوف نحرص على ذلك دوما». وقد سأله صحفي، لا نعرف إن كان عميلا آخر، أم مؤيدا لأفكار «نونو» ومبادئه: «سيادة الريس نونو.. لقد بدأت السيدة المناضلة إ«ليساندرا» إضرابا عن الطعام اعتراضا على أحكام القضاء الإيطالي الجائرة.. فما هو موقفكم؟». وأجاب الريس نونو:
«وأنا أيضا سوف أبدأ من الآن إضرابا عن الطعام تضامنا معها..». وهنا قال له أحد مساعديه: «لكنك مريض يا فندم... وعندك.. وعندك».. فقال الريس نونو: «وما الذي يمنع.. كل هذا في سبيل الحرية..». فتطوع المساعد لكي يقول: «عفوا يا فندم.. ولكن صحتك تهمنا.. ولهذا أقترح أن يستمر إضرابك عن الطعام حتى نهاية المؤتمر الصحفي.. وندعو جماهير تنظيم «بعد بكره إن شاء الله» للإضراب عن الطعام نيابة عنكم». فأردف نونو في خجل: «إيه.. ما باليد حيلة.. هذه هي الديمقراطية.. تضامنوا يا جماهيري مع ساندي».
من حر ماله لكن نبل أخلاق «الريس نونو» لم يجعله يقف عند هذا الحد، وأعلن عن مشروعه المتكامل للوقوف مع «ساندي» في محنتها، وحتى ترضخ السلطات الإيطالية إلى المطالبة بخوضها الانتخابات، وأوجز «الريس نونو» هذا في عدة نقاط.. قائلا بصوت فخيم ورخيم ومؤثر:
أولا:سوف نجمع مليون توقيع من كل المواطنين رفضا لهذا السلوك الجائر من المحاكم الإيطالية.. وقال: «توقيعات موثقة.. وبالصوت والصورة.. وتبقى تقول إيطاليا بقى إنها مزورة»!
ثانيا:لن نكتفي بالتوقيعات.. ولكن أيضا سوف ننظم مسيرة غير مسبوقة.. بأن يقف كل أعضاء التنظيم من القاهرة وحتى روما.. الإيد في الإيد.. طابور طويل.. كنوع من العصيان العالمي المدوى.. وأضاف: «أقول لجماهيري إذا سألكم أحد ما تفعلون.. قولوا له: خد فكرة وشارك بكره».
ثالثا: تضامنا مع البرنامج السياسي لساندي فإنني أدعو «الهيئة السوبر» للتنظيم بأن تعري أكتافها.. كنوع من المشاركة مع المناضلة الإيطالية العظيمة «ولا داعي لتعرية ما هو أكثر حفاظا على قيمنا الدينية»! رابعا: من الآن، وحتى تتم الاستجابة لساندي فإن تنظيم «بعد بكره إن شاء الله» سوف يتنازل مؤقتا عن لونه المميز «الأخضر الميتاليك» ويستبدله باللون الأسود، استيحاء من لون «القمصان السوداء» التي كان يرتديها أنصار موسوليني جد ساندي العظيم. خامسا: كما تعرفون، فإن هذه الحملة تحتاج تمويلا، وقد رفضت كل العروض الدولية بتمويل الحملة؛
وسوف أدفع تكاليفها من جيبي الخاص «20 مليون دولار» من عرق جبيني وحر مالي.. وعندي الفواتير.. بخلاف ميراثي من أسرتي. انتهى المؤتمر، وقد لقيت أنباؤه صدى عالميا، أثلج صدر «الريس نونو»، وخاصة أن صورته وهو يرتدى القميص الأسود تصدرت كل الصحف العالمية ومحطات التليفزيون. ***
ملحوظة: ساندي، أو إليساندرا، شخصية حقيقية، لكن «الريس نونو» هو شخصية وهمية وليس لها وجود، وكل من يعتقد في نفسه أنه «نونو» فإن هذه هي مسئوليته وحده وهذا هو تقديره لذاته.
عبـد الله كمـال القاهرة - روما - وكالات الأنباء
واقرأ أيضا:
اخترت لي الموت / غنوة لبكرة / هذا هو الحب / يا... ... ... ... / هــــو