حكايات بنت الفرات الأخوّة في الزواج الثاني
لم أتوقع أن يثير كلامي عن الأخوّة في الزواج الثاني حفيظة النساء، ذلك لأنني لم أرد ذلك أصلاً، ولكن ردود الفعل جاءت مخالفة لتوقعاتي، فأوّل من نقد المقال وبشدة أختي، التي "زهقت" من كثرة الكلام في الزواج الثاني فكلمتني هاتفياً لتقول: ألم يعد هناك موضوع تطرحونه إلا موضوع التعدد؟ أليس هناك طريقة تساعد المرأة أختها إلا بأن تقدم لها زوجها؟؟
لم أستطع أن أبين لها وجهة نظري التي أردتها لضيق الوقت، فأنا فعلا لم أقصد هذا المعنى، ولكن يبدو أنني لم أتمكن من الإفصاح عن ما أردت قوله بشكل كاف، فوصل مشوشاً يحتاج للمزيد من الإيضاح.. وما عزز لدي هذا المعنى أنه جاءتني مشاركة على الإيميل تحمل نفس الأفكار.. إذاً العلّة في المرسِل، لا المتلقي..
وسأحاول هنا أن أوضّح تماما ما أردت قوله هناك وذلك من خلال مناقشتي للمشاركة.. فأرجو أن يتسع صدركم لأخطائي وعثراتي..
المشاركة:
السلام عليكم ورحمة الله، أختي العزيزة بنت الفرات؛
قرأت مقالتك الأخوّة في الزواج الثاني
أنا فعلا أقدر عمل تلك السيدة ولكن بشرط أن لا يكون هناك شباب ليتزوجوا من هؤلاء الفتيات فعندما نرى الكثير من الشباب ممن يحتاجون إلى الزواج ما زالوا عزابا يتألمون ويخوضون في الحرام لماذا أزوج زوجي؟؟
أنا أفضل أن يصرف زوجي هذه الأموال التي يريد أن يصرفها علي زوجة جديدة، أن يصرفها على شاب وشابة يريدون أن يتزوجا ولكن يفتقدون المال، وأعتقد أن هذه هي الأخوة الحقيقية والإيثار، ولكن أن أتمتع بامرأة مع أنني متزوج بحجة أنها تفقد زوج أو أن أزوج زوجي وبذلك أجلب المشاكل إلى حياتي وأطفالي، أن أبني بيتا جديدا مملوءا بالحب وهذا أمر غير قابل للإنكار فالله سبحانه وتعالى يقول وما جعلنا لرجل من قلبين في جوفه،
أي أن الرجل إذا تزوج بأخرى لا يستطيع أن يغرق كلاهما بالحب الذي يحتاجونه وماذا هو مستقبل تلك الزوجة سواء الأولى أو الثانية التي حرمت من الحب؟ خصوصا في عصرنا هذا مع توفر الوسائل الارتباطية مثل الكمبيوترات و ووو ألا يفتح هذا مجالا للخيانة الزوجية؟؟
فنحن إذا حكمنا بحكم يجب أن نلاحظ جميع الجوانب ولا نرى جانبا واحدا أو أن نقيس زماننا بزمن يختلف عنا كثيرا.
وأما عن الصحابي المذكور فأنا أعتقد أن عمله كان بسبب أنه يعتقد أن المرأة مثل المال أو الأشياء التي يمتلكها ويحق له أن يتصرف بها كيف يشاء يشتريها ويبيعها لمن يشاء وهكذا عندما شاء قرر أن يبيعها لأخرى ونحن لا نعلم هل سألها بأنها تريد أن تتزوج من آخر وهل كان لها الخيار أم لا؟؟
سيدتي لا تقولي أنه كان صحابيا ووو فالصحابة أيضا يخطئون وليسوا معصومين عن الخطأ والصحابي أيضا يتأثر بالأفكار والثقافة السائدة في عهده ولا يوجد أي دليل بأنه بما أن أسلم تغيرت لديه جميع مبادئه وهل هذا الصحابي فقد أي فتاة أو أرملة لكي يزوجها من هذا الصحابي فتخلى عن زوجته من أجله؟؟
وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
بل أنا التي أشكرك لأنك اقتطعت من وقتك وأرسلت تقولين وتشاركين في هذا المقال.. فجزاك الله كل خير..
لدي بعض النقاط التي أحب مناقشتها معك والتي أثرتها في رسالتك هذه، والتي تنمّ عن أن تعبيري عمّا أردت قوله جاء مخلا.. فعذراً..
1- أولا أنا لست من أنصار الزواج الثاني على إطلاقه، ولا على كونه حلا لعنوسة البنات مثلا، فبمقابل كل بنت غير متزوجة يوجد شاب أيضا غير متزوج، وأنا أوافقك الرأي تماما على أن الحل هو تزويج هذه لذاك، لا تزويج الزوج، وقد أشرت في مقالي إلى ذلك عندما قلت: بغض النظر هل هذا –تقديم زوجها لأخرى- طريق صحيح أم لا..
كل ما أردت أن أسلّط الضوء عليه هو: الرغبة القلبية في أن نحب لإخوتنا ما نحب لأنفسنا، ومن رحمة الله بنا أنه جعل هذا الأمر –أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك– من كمال الإيمان وليس مما لا يصح الإيمان إلا به.. لأن الله تعالى يعلم أنه ليس كل البشر بقادرين على فعل ذلك.. فالله تعالى لا يفصّل لنا التشريعات على مقاس ضيق جدا، بل يراعي الفروق الفردية الطبيعية بين البشر.. ولكن هناك نقطة وهي: من للأرملة المعيلة –ذات العيال-؟؟
قليل جدا بل نادر أن يرضى العازب بأن يتزوج أرملة تكبره وذات عيال، وقلت قليل لأنني شهدت بعين رأسي حالة من هذا النوع..
2- ليس المطلوب أن يعدل الرجل بين زوجتيه في الحب القلبي، بل في المعاملة والعطاء المادي ومظاهر التعبير عن الحب فقط، أما هذا الحب الداخلي فبيد الله، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يعدل في حبه لزوجاته فكان يقول: اللهمّ هذا قَسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك.. أي أنا أقسم بينهن في المبيت والمصروف والكلام الجميل والمعاشرة بالمعروف والعواطف وكل شيء، أما قلبي فهو مع عائشة، وكان هذا معروفا عنه ويقوله للناس، بل إن مرّة سأل عمرو بن العاص رسولَ الله: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ قال عائشة، قال: بل عن الرجال أسألك، فقال: أبوها..
وأما أن الرجل إذا تزوج بأخرى فإنه سيقصر في حق إحداهما لا محالة وبالتالي هذا سيدفع "المحرومة" للوقوع في فخ الخيانة، فلا أعتقد أن هذا سيحدث، لأنه إن أحب إحداهما بنسبة 80% والأخرى بنسبة 95%، فلا أعتقد أن التي نالت 80% حبا ستعاني من مشكلة الحرمان العاطفي، لأن الحب ليس كالنقود، أي رصيده أكبر وأسهل بكثير.. والحقيقة أنه حتى ذوي الزوجات الوحيدات يعانون كثيرا في حرمانهن من حقوقهن في الاكتفاء العاطفي، ولو قلّبت قليلاً بين مشاكل هذا الموقع لرأيت ذلك، إذاً التعدد ليس من تداعياته الملازمة له حرمان إحدى الزوجتين عاطفياً.. فالحرمان العاطفي له أسباب أخرى تعود إلى طريقة التعامل والتعبير عن الحب لا إلى انشغال القلب بحب أخرى.
نحن نخلط بين الحب القلبي وبين المظاهر المختلفة في التعبير عن الحب، أما الحب القلبي فهذا لن يضير الزوجات، أما التقصير في مظاهر التعبير عن الحب فهنا الحرام، تماما كما لو كان لديك طفلان، كلاهما تحبينهما، بل وتحبينهما جدا، ولكنك تحبين الأصغر أكثر من الأكبر، فمن أدّى هذا الحب الأكبر للأصغر إلى إساءة معاملة الأكبر أو عدم العدل بينهما حتى ولو في القبلة، فهنا تكون المساءلة الإلهية..
وطبيعي يا أختي أن تحب الأم الأكثر طاعة من أولادها والأكثر حنيّة عليها، ولكن هذا لا يعني أنها تكره الآخر، بل تحبه، ولكن بشكل أقل من أخيه.. وهذا يقودنا إلى فكرة هامة جدا في كسب قلب الزوج وهو: المعاملة الحسنة.. إذا كانت المعاملة الحسنة تقلب العدو صديقاً مصداقاً لقوله تعالى "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليّ حميم" أفلن تستطيع هذه المعاملة الحسنة أن تزيد من حب الزوج لزوجته وتثري رصيد هذا الحب لديه؟؟
ونعود لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هل عانت إحدى زوجاته من حرمان عاطفي يوماً ما؟؟ بل هل عانى أحدٌ من أصحابه هذا يوماً ما؟؟ طيب، من أحب الناس إلى رسول الله؟
أبو بكر ، هل كان يحس الصحابة الآخرون بالحرمان العاطفي وقلة الاهتمام من رسول الله بهم حين يكون أبو بكر موجوداً؟
لا، بدليل وصفهم لطريقة تعامل النبي معهم أنه: يُقبل على محدّثه حتى يظن أنه الأثير لديه..
فهل من المعقول أنه سيجور في العطاء العاطفي مع نسائه؟؟
لا، طبعا..
ستقولين ما أدرانا بما كان يحصل في بيوته؟
الجواب: رسول الله هو رسول الله الذي كانت حياته على الملأ وإلى الآن لأنها ذكرت في القرآن،
ثم هل كان الله تعالى سيرضى بظلم إحدى زوجاته وسيسكت عن هذا؟
إذا كان الله عز وجل لم يرضى بأقل من ذلك وأنزل فيه آيات محكمات.. فكيف؟
كل هذا فقط لمناقشة موضوع العاطفة، وليس دعوة للرجال أن يعددوا..
وإذا كان الرجل "قلبه على البنت" فسيكون إيمانه أكمل حين يجعل "قلبه على بنت وشاب في نفس الوقت" فيزوجهما..
ثم إن هذه الآية: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" ليس المقصود بها الحب، بل الوعي والفهم، أي أنه لن يستطيع إنسان التركيز على شيئين في نفس الوقت وبالتالي فهمهما فهما كاملا، لأن تركيزه مع أحدهما سيقلل من تركيزه مع الآخر.. وهذا ينطبق أيضاً على حالة الحب فلن يستطيع أحد أن يحب زوجتيه بنفس القدر، ولكنني كما قلت لك، أرى أن الفرق البسيط في المحبة بينهما لن يضيرهما شيئاً.. طبعاً هذا إذا لم تكن المرأة تدور في فلك زوجها وتسبح بحمده وتقدّس له، أستغفر الله، فهذه العبودية هي له عز وجل فقط، ونحن لا نطيع الأزواج إلا لأن الله تعالى أمرنا بذلك، أما أن نتحوّل إلى عابدات للأزواج فهذا أمر آخر وحديث طويل وذو شجون..
3- أما عن قولك عن الصحابي أنه كان يعتبر امرأته من جملة متاعه الذي مكن أن يهبه للآخرين، فأنا لا أوافقك الرأي في هذه النقطة، لأنه مع أنه كانت المرأة في الجاهلية مهضومة الحقوق وتعتبر في بعض الحالات كائن درجة ثانية، وووو، إلا أن العرب كانوا معروفين بنخوتهم وغيرتهم على نسائهم، فالعربي أبيّ ويأبى الضيم والذل، والمرأة شرفه وعرضه الذي يبذل دمه في سبيل الحفاظ عليه سليماً دون أن يصاب بأذى، بل إن عنترة كان يصون عبلة من نظراته هو رغم أنه كان يتحرّق شوقاً لرؤيتها، ولكنه كان يخاف عليها ويغار أن يمسها أي شيء يسيء لها حتى ولو كان منه، وقد قال في أحد أبياته:
وأغض طرفي إذا ما بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها
هذا عن العربي قبل الإسلام، فكيف سيأتي الإسلام ليزيل هذه الصفة الحسنة وهو الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق لا لينقصها؟؟
وأما عن قبولها ورفضها، فالأمر لم يصل إلى درجة أن يتم تحقيق هذا الاقتراح وهذه المقاسمة، لأن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رفض هذا العرض شاكراً، وقال : بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلّني على السوق، فباع واشترى وأصبح مليونيراً..
وأما هذا الصحابي الذي قدّم لأخيه إحدى امرأتيه، فأنا شخصياً لا أعتقد أن فعله هذا كان من قبيل عدم اعتباره لمشاعر ورغبة زوجته، بل من قبيل مسارعته أبدى بذلك كل ما يستطيع بذله في سبيل الله، لأننا لو دخلنا قليلاً في نفسيات الصحابة وتأملناها عن قرب لوجدناهم قوم قد سكن الإيمان قلوبهم وخالط حب الله عز وجل ورسوله دماءهم، حتى صاروا بمجرد أن يقول لهم الله تعالى أو رسوله كلمة: ابذل، افعل، لا تفعل.. يمتثلون مباشرة حتى قبل أن يعرفوا لماذا سيفعلون، ويشهد لذلك قصص التضحية والبذل التي نقف أمامها مشدوهين لروعتها وعظمتها، تماما مثل الطفل الذي يحب والديه أو صديقه حبا كبيرا، بمجرد أن نقول له: اذهب ل.. فإنه يذهب قبل أن نكمل العبارة.. ثم يعود ليسأل: إلى أين أذهب! وماذا أفعل؟؟
أعود للنقطة التي ربما لم أوفق لتوضيحها تماما في مقالي وهي: الإحساس بالأخوّة.. هذا فقط ما أردت قوله، ولم أرد أبداً أن أدعو للتعدد، ليس لأنه خطأ، بل هو في بعض الحالات حل مثالي.. ولا يمكنني أن أنكره، بل أشكر الله تعالى على أنه شرعه لنا لأنه أنقذ به الكثيرات..
كل ما هنالك هو: هل نحس بأوجاع بعضنا أم أن كل منا مطمئنة على نفسها؟
ولهذا المفهوم تطبيقات كثيرة على جوانب أخرى من حياتنا، مثلا:
هل يمكن نحس ببرد الفقراء شتاء ونحن ننعم بالدفء والملابس؟
هل يمكن نحس بألم الجوع ونحن نأكل ما لذّ وطاب؟
هل نحس بنعمة أنه لا تزال لدينا بيوت ننام فيها آمنين، والناس من حولنا يتخطفون هنا وهناك وتهدم بيوتهم فوق رؤوسهم؟
هل نحس بنعمة الأولاد وآخرون تحترق قلوبهم شوقاً لسماع كلمة: بابا، ماما؟؟
هذه دعوة لنحس ببعضنا، لأننا في حبنا لبعضنا ومودتنا وأخوّتنا كما وصفنا رسول الله: كالجسد الواحد، إذا استغاث أحد أعضائه، هبت جميع الأعضاء لنجدته وإبدال ألمه راحة وحزنه سعادة..
الإحساس بالأخوّة..
قد تحس المرأة بلوعة قلب صديقتها الأرملة، وتتمنى من قلبها لو تقدم لها زوجها، وليس مطلوباً أكثر من ذلك، بل المطلوب ان تسعى بإيجاد حل يمسح دموعها ويعيد البسمة إلى وجهها ويهبها الحياة من جديد.. فهل نحس؟
أنا شخصياً لم أشعر بألم البردانين إلا حين تلقيت في الشتاء الماضي جرعات قوية من البرد بسبب عملي في منطقة ريفية باردة، ووقتها فقط كنت أنتبه إلى الناس: هل يرتدون ما يكفي من الملابس أم أن فقرهم حرمهم ذلك وأوقعهم بين مخالب البرد؟
ألا تلاحظين معي أن أكثر أيامنا إحساساً بألم الجائعين والمحرومين هي: أيام رمضان؟؟
إحساسنا الحقيقي الأخوي بألم المحرومين – على اختلاف أصنافهم – يدفعنا إلى السعي لمساعدتهم وإيجاد الحلول المناسبة لهم وللجميع بالشكل الذي يصلح ولا يخرّب ويعمّر ولا يدمّر ..وللجميع، فليس من المعقول أن نرتق من جانب لنخرق من جانب آخر!!
أعرف أن كثيرين يتحججون بحجج واهية ليتزوجوا ثانية، وأشنع هذه الحجج حين يقولون: نريد مساعدة تلك المرأة، وهم في الحقيقة يسعون لتلبية رغباتهم، طيب يا أخي، ليس حرام أن تسعى لتلبية رغباتك، ولكن الحرام أن تُظهر نفسك بما ليس فيك فتحب أن تُحمد بما لم تفعل.. الخطأ أن تُلبس سعيك لإرضاء رغباتك أثواب التضحية في سبيل الله..
هذا هو المعنى الذي أردت قوله في مقالي، ولو أخذنا كلامي على أنه لا أخوّة إلا بأن تقدم الزوجة "زوجها" لأخرى كبرهان على إحساسها بالأخوّة، فلن تعترض النساء فقط بل والرجال أيضاً لأنهم هم الذين سيشعرون حينها أنه لا رأي لهم في كل ما يحصل مع أنهم الطرف المحوري فيه!! سيشعرون كما لو كانوا من بقية متاع الزوجة تتصرف فيه وحدها كما تشاء!!
عذراً لكل الرجال، فلم أقصد هذا أبداً، وعذراً لكل النساء، فلم أقصد هذا أبداً..
قد أطلت كثيرا.. فسامحيني.. وأشكرك جزيل الشكر لأنك أرسلت تشاركين برأيك.. وأهلا بمشاركاتك دااااااااااااائماً.. وأرجو أن لا تكون كلماتي أزعجتك فتكون حاجزاً عن الفوز بصداقتك..
وفي النهاية يا صديقتي العزيزة: كل الناس يؤخذ من قوله ويرد، وهذا رأيي الشخصي فقط، وليس بالضرورة أن يكون رأي كل النساء.. ودين الله يسعنا جميعاً.. وله الحمد..
واقرأ أيضا:
الزوجة الثانية مشاركة1 / الزوجة الثانية: مشاركة2 / الزوجة الثانية مشاركة3 / الزوجة الثانية وأسرة محطمة....!!!!