تعتعة نفسية الطبيب النفسي، ومفهوم "الإنسان" (1)
لكل واحد منا، بما في ذلك الطبيب النفسي والمريض النفسي طبعا، مفهوم ظاهر أو خفي عن ماهية الإنسان، عن ماهيته هو شخصيا: إنسانا تعريف الصحة النفسية شديد الصعوبة، أصعب من تعريف المرض النفسي، ومع ذلك فالعلاج ليس إلا العودة بالمريض مما يسمى المرض النفسي إلى ما يسمى الصحة النفسية. هل يمكن فعل ذلك بدون أن يتصور الطبيب – شعوريا أو لا شعوريا – تصورا ما عن حقيقة من هو الإنسان. حين طُلب من فرويد قبيل رحيله أن يعرف الصحة النفسية بعد طول مشواره قال: هي "أن تعمل وأن تحب".
أعتقد أن هذا التعريف هو من أرق التعاريف وأصدقها، ومع ذلك فأي عمل وأي حب؟ بل وما هو تعريف العمل وتعريف الحب في كل مرحلة من مراحل الحياة؟ التفاصيل ليست ثانوية. إن مفهوم الصحة النفسية مرتبط أشد الارتباط بمفهوم "ماهية الإنسان"، خاصة عند الطبيب النفسي، حتى دون أن يدرى. نبدأ هذه المرة ببعض التنبيهات (المُتَعْتِعَةْ)، نقرأها من الداخل (من داخل الطبيب النفسي، ومن وراء ظهره)
(1) الإنسان الصحيح هو من يشبهني شخصيا، فيعتقد ما أعتقد ويفعل مثلما أفعل.
وبالتالي فالعلاج أن أجعل المريض مثلى، أو اقرب ما يكون إلىّ (لا يا شيخ ؟!!)
(2) الإنسان الصحيح هو الكائن العائش في طمأنينة (النفس المطمئنة، بالمعنى الساكن!!) الذي لا ينفعل بشدة، ولا يندفع بشدة، ولا يندهش جدا لشيء جدا، ولا.. ولا.. ولا .... :الطيب أحسن والسلامة أولا، يا رااايق وبالتالي فالعلاج هو أن أهدئ المريض وأريحه حتى يشعر باللذة متجها إلى الرفاهية المطمئنة.
(3) الإنسان هو كيان كيميائي متناسب مع بعضه يحسن تشغيله بكفاءة طالما أن مواده الكيميائية موجودة بنسب طبيعية هنا وهناك في، وبين، خلاياه .
وبالتالي فالعلاج هو البحث (فعلا أو تخيلا) عن أي مادة نقصت نكمل نقصها، وأي مادة زادت نقلل من زيادتها ولو بإعطاء ضدها، فتعود المواد بالقدر المناسب الذي يحقق الصحة .
أكتفي بهذا القدر هذه المرة، ونعود إلى فحص ما بداخل الطبيب لصالح من هو مريض، لعل وعسى .
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية يا رب سترك/ تعتعة سياسية تجاوز للعلم..ووشم للمرضى!/ تعتعة نفسية هل توجد عواطف سلبية؟/ تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2)/ تعتعة نفسية عندك فصام يعني إيه؟