متى يحسب الإنسان مثقفاً؟
كيف يفرق الإنسان بين كتاب وآخر؟
هل لقب "مثقف" حكرٌ على مجموعةِ من الأشخاص دون غيرهم؟
هل حب القراءة سلوك وراثيّ؟
ما هو تعريف الثقافة؟
على الرغم من توافر العديد والعديد من المصادر التي يستطيع الباحث عن الثقافة أن يستقي منها مصادره، إلا أني أستطيع الإدعاء أن الكتاب هو أهم وأثرى مناهل ومصادر الثقافة، ولكن بالطبع ليس أي كتاب. إن اختيار الكتب مسألة تقوم على عوامل ثلاثة وهي: المرحلة العمرية، الهدف، والوقت.
1) المرحلة العمرية: لو بدأنا بقراءات الطفل الأولى فسنجد أن أبواه ينتقيان له ما ينمّي له مهاراته اللغوية ومن ثم العقلية والسلوكية.
2) الهدف: أما في الأعمار الأكبر فيختلف فيها نوع القراءة، فإما قراءة تخصصية أو قراءة عامة والتي عادة ما تضيف للقاريء مهارات جديدة متنوعة.
3) الوقت: إن مسألة الوقت تعتبر من المسائل الهامة في القراءة، فالذي يركب طائرة أو قطاراً فهو يبحث عن شيء يسلّي أكثر من حصاد المعلومات فيلجأ إلى قراءة الروايات أو مجلات المنوعات.
اختلف كثيرون على تعريف الثقافة. فالثقافة مجال إنساني وليست من ضمن العلوم التطبيقية التي يسهل تعريفها. ولكن البعض يرى أن المثقف من يعرف شيئاً عن كل شيء. ولكن المتفق عليه أنه حتى يستطيع المرء أن يصبح مثقفاً فعليه بأول كلمة نزلت على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) وهي {أقرأ} ، فالثقافة مثلها مثل أي سلوك يجمع بين الوراثة والاكتساب، فالطفل الذي يعيش في بيئة تتوافر فيها الكتب ومصادر الثقافة تجده مهتماً بقراءتها ومعرفة محتواها.
أما عن اختيار الكتاب، فذلك يعتمد على ثقافة الفرد وتوجهه الفكري، فنوعية الكتاب لا تتحدد بحجمه أو بشكل غلافه. فالغلاف وظيفته أن يجذب القارئ الذي يجب عليه –بعد انجذابه– أن يقرأ فهرست الكتاب بل ويقرأ مقدمته لمعرفة محتوى الكتاب.
وبهذا نخلص إلى أن الإنسان العادي يمكنه أن يصبح مثقفاً بكثرة الاطلاع ، ولا يجب أن يحدد القارئ نوعية معينة لقراءاته وألا ينقاد وراء كتاب معين أو لون معين من الثقافة حتى يطلع على أكبر قدر ممكن من الاتجاهات. ومن أهم مقومات المثقف أن يكون فعالاً في مجتمعه من خلال مشاركته بأفكاره وآرائه ففي ذلك استكمال لثقافته الفردية ولثقافة المجتمع ككل.
وأختم بتوضيح دور الأهل في بناء ثقافة أبنائهم حتى وإن لم يكونوا مثقفين، فعلى أولياء الأمور زرع حب القراءة والمعرفة في الأبناء منذ بدايات تعلمهم القراءة، فحب القراءة مكتسب فالإنسان لا يولد قارئاً. ولن أغفل دور أصحاب الفكر الذي يقع على عاتقهم العبء الأكبر في تقديم الصحيح والمفيد بشكل جذاب غير منفر حتى يساعدوا الإنسان العادي أن يصبح مثقفاً.
واقرأ أيضا:
ثقافة الهزيمة مصر في مهب الريح/ تخثُّر الوعي الوطني (والثقافة)/ حي على الثقافة/ الثقافة والسياسة زفرات وملاحظات/ سمات عَشْر للثقافة القلقة!/ الثقافة العربية المعاصرة.. (ثقافة قلقة)!/ متى نشخِّص الثقافة؟