صباح الخميس الموافق 29-6-2006 انطلق بنا السائق قي طريقة إلى القاهرة لحضور الاجتماع الدوري لمستشاري النطاقات الاجتماعية بإسلام اون لاين برفقة الدكتور وائل....، ولا أعلم لماذا هذا اليوم بالتحديد بدأت تتجدد بداخلي الذكريات وعندما لمح ناظري الطائرة أثناء مرورنا بجانب المطار، أطلقت لنفسي العنان لاسترجاع ما مضى حين ركبت الطائرة للمرة الأولى -باستثناء مراتٍ في الطفولة- وكيف كنت حين تركت خلفي ذكريات 23 سنة، وانطلقت ذهاباً إلى المجهول مع عالم غريب وكأنني تركت روحي ومشاعري خلفي علي أرض الوطن علي الرغم من رغبتي الجامحة لتركه إلا أنني شعرت بالضعف والانكسار.
"الوطن" لم أكن أعلم معنى هذه الكلمة إلا عندما غادرت هذه الأرض التي ترعرعت في ربوعها وقبل يوم مغادرتي بساعات لم أكن أتخيل أنني سوف أشعر بما شعرت به وكنت أتمنى اليوم الذي سوف أغادر فيه هذه الأرض التي بها الظلم بلا مكيال.
..... لكنه وطني وهذا ما أدركته لحظة الرحيل ولكنهم أهلي وأن قسوا علي، وعندما حانت اللحظة ودارت محركات الطائرة قفز قلبي من بين ضلوعي وآبى أن يرحل معي وسافرت وحدي بلا قلب وفي شوقٍ للوطن من اللحظة الأولى للرحيل.
الضعف والانكسار لازماني طوال فترة إقامتي خارج هذه الأرض وصدقَ المثل القائل "من خرج من داره قل مقداره" فعلا فمهما حدث هذه ارضي ووطني، ولم أعرف للحياة معنى إلا عندما عدت إلى أرض الوطن..........
ومر شريط الذكريات أمام عينيّ وكيف كنت إلى أن حانت لحظة العودة والتي كنت أَعُدُّ لها بالدقائق، وفي لهفه وبكل الشوق ولم أهتم بأي شيء غلا ثمنه أو رخص، لم يسيطر على عقلي سوى أنني سوف أسترد قلبي الهائم بلا جسد في أرضي التي غادرتها منذ ما يقرب من العام.
وجاءت اللحظة الحاسمة حيث انطلقت الطائرة وكنت أدعو الله أن لا توافيني المنية إلا في أرضي وبين أهلي، وشعرت بأن رُوحي بدأت تعود إلى جسدي رويداً رويدا إلى أن هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي ودمعت عيناي ووددت لو أقبل تراب هذه الأرض.
وأشهدكم أنني حقاً عرفت قيمتها فكم هي غالية فمهما يحدث فيها ومنها هي وطني ولم أشعر فيه بالذل مهما حدث. فهي وطني..... وطني الجريح.
من موطني أحييكم.
29/6/2006
واقرأ أيضًا:
اغتيال الحرية (2) / اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب