محنة المرأة المتعلمة تعليما عاليا
إن سيكولوجية الوطن العربي لا تستوعب تعلم الفتاة العربية وتطورها، وإن كان العرب لم يعودوا يئدون بناتهم جسديا، لكنهم يئودوهن معنويا وعلى مستوى مجتمعي وليس أسري.
إن كثيرا من المدافعين عن وضع المرأة العربية إنما يدفنون رؤوسهم في الرمال، وينسبون الفضل في تكريم المرأة الذي دشنه الشرع الإسلامي إلى أنفسهم، في الوقت الذي لا يستطيع أحد أن ينكر أن الإسلام روحه مخنوقة في مجتمعات إما تمارس شعائره رياء لبعضها أو فئاتٍ ترفض دينها ليس لأنها تفهمه بل لأنها كرهت هويتها وحضارتها.
وقضية المرأة العربية تضيع بين الجميع فهي تئن تحت الظلم في كل مكان، ولكن معاناة المرأة المسلمة ـالعربية على الأخص ـ المتعلمة مضاعفة، فهي أكثر حساسية وأكثر فهما للواقع، ولها رغبة في أن تحقق ذاتها، وفي نفس الوقت تعتز بمكانتها كما أرادها الإسلام زوجة متفهمة وأما حنون.
إن المرأة المسلمة المتعلمة هي تربة خصبة لولادة حضارة عظيمة ولكن هيهات! فكما يضيع كل شيء ثمين في الأوطان، تضيع المرأة المتعلمة والمستنيرة بين فئة متدينة جاهلة متطرفة لا ترى في المرأة إلا مشروع جارية أو مشروعا للقيل والقال وفئة علمانية متطرفة تراها بحجابها وأهم من ذلك مبادئها التي اختارتها لنفسها مجرد فتاة ناقصة.
وأي فتاة تختار طريقها وترفض أن يحدد أحد شخصيتها تتوه في الكون الفسيح. لكن على المجتمع أن يعي أنه خسرها ولكنها إن عانت وطالت غربتها فهي كانت الرابحة.
نهال ناطور
20/10/2006
الأخت العزيزة "نهال" أهلا وسهلا بك وبهذه المشاركة الخصبة معنا في مجانين، أتفق تماما معك في ما ذهبت إليه من أن عادة الوأد لم تجتثَّ تماما من المجتمع العربي، بل إنني قلت في ردي على مشاركة في: لماذا المطلقة منبوذة?! في أكتوبر 2005 أي منذ حوالي السنة ما نصه: (نحسبُ اجتثاث عادة الوأد تلك لم يكن كاملا بمعنى أن صورا أخرى من الوأد الاجتماعي للإناث استمرت في المجتمع الإسلامي وكانت كغيرها من السيئات الاجتماعية تقل في وقت ازدهار ثقافة ذلك المجتمع وتزيد في أوقات صدمته الحضارية أو هزيمته أو غفلته أو انحطاطه، بكلماتٍ أخرَ بقيت المرأة محبوسة ممنوعة من التعبير عن نفسها وعن حقيقتها كثيرا من العصور التي مرت على مجتمعاتنا ومعظمها صدمة أو هزيمة أو غفلةٌ أو انحطاط.)
إذن أنا معك أرى أن سيكولوجية الرجل الشرقي لا تستطيع استيعاب امرأةٍ تفوقه أو تتفوق عليه في مجالٍ من المجالات لاسيما إن كانت زوجته، وأحيانا والله أخته!
لكن هذا الموضوع يا نهال موضوع كبير يحتاج إصلاحه لكثيرٍ من الجهود وأتمنى أن نستطيع تدارك تداعياته قدر الإمكان، وأنا أستشعر في إفادتك لوما وعتابا لم تبيني لنا أسبابه ولا ملابساته، وبحكم مهنتي ربما كطبيب نفسي أجدني مدفوعا لتصور سيناريوهات عديدة لا أريد الخوض في أيٍّ منها وأتمنى أن تفيدينا بها، وأهلا بك دائما على مجانين.
20/10/2006
ويتبع>>>>>>>: محنة المرأة المتعلمة في بلادنا مشاركة
اقرأ أيضا:
يوميات مجانين: على مشارف الوسوسة / يوميات مجانين: معتكفا بالموبيل / يوميات مجانين: الهزيمة فعلاً هزيمة العقول / يوميات مجانين: الاستماع لسورة طـه