شغلت تفكيري رسالة من صديقة عزيزة على مجموعة بريدية أعتز بها وأتابع رسائلها باستمرار وأتجاوب مع ما يهمني ويلفت انتباهي من رسائل فيها،كانت الرسالة كئيبة تتحدث فيها الصديقة قائلة أنها ذهبت -مضطرة- لأحد أقسام الشرطة للحصول على مسروقات تخص أسرتها، فهالها وأفزعها ما وجدته من سوء معاملة من العاملين في قسم الشرطة وما تناهي لمسامعها من صراخ من يتم تعذيبهم من مواطنين -ربنا يكونون أبرياء- في قسم الشرطة!
وتقول:(ما ذنبي كمواطنة صالحة أن أتعرض لهذه المشاهد المؤلمة؟!) التي جعلتها تبكي!
ورددت عليها أن هناك أقلاما كثيرة في الصحافة أصبحت تهتم بمشكلة التعذيب في مصر وما يقع من تجاوزات من الأمن على المواطنين والذين في بعض الأحيان من الأبرياء وليس حتى المسجونين ولا المتهمين في قضايا، مثلما كتبت هنا على مجانين عن أمجد بعنوان: (نعم الاعتذار لأمجد لا يكفي)، علاوة على اهتمام كبير ودراسات وإحصاءات ترصدها مراكز وجمعيات حقوق الإنسان، وهناك جمعية قريبة الظهور إن شاء الله تعمل عليها الدكتور الفاضلة المناضلة والناشطة في مجال حقوق الإنسان والمجال العام ليلى سويف والأستاذة بجامعة القاهرة والعضوة البارزة في حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وهي باسم(الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب).
وأن هناك حركة نشيطة مناهضة لممارسات الأمن القمعية في المجتمع، وكذلك فقد خرجت علينا جريدة الفجر بصفحتها الأولى بموضوع عن القبض على ضابط بقسم شرطة الهرم بتهمة تعذيب مواطنين بعد انتشار فيديو له يقوم فيه بتعذيب مواطنين. وكانت الأستاذة أميرة فودة كتبت في العدد الأخير من الدستور عن سجن سري رهيب في مدينة نصر تمارس فيه أبشع وسائل التعذيب والتي تتشابه إلى حد كبير مع ما أوردته وسائل الإعلام عن الممارسات الوحشية ضد المسجونين في سجني أبو غريب وجوانتانمو! والتي تذكرها رواية عن أحد ضحايا هذا السجن والذي قالت في تقريرها أن وزير الداخلية لم ينكر وجوده، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام هنا!
هل هذه الأحداث ومثلها كثير سبب ما أنا فيه من اكتئاب؟!
هل هذا هو سبب نفوري من الحياة العامة وتقوقعي داخل نفسي؟
هل هذا هو سبب إحجامي عن التفاعل مع الحياة بالشكل الذي عهدته في نفسي؟
ظروفي الشخصية تقول أنه لا سبب ولا مجال للاكتئاب، فقد حصلت على درجة الماجستير في الإعلام مؤخراً بتقدير امتياز من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وإن كان عدم توفيقي لدرجة أكاديمية في إحدى الجامعات حتى الآن غير كاف للإصابة بالضيق والاكتئاب.
هناك ما يمنع شعوري بالرضا، وهناك ما يحول دون مقاومتي لكل قبيح في الحياة، وهناك إحساس لم أعتده في نفسي من التشاؤم بأن أحوال البلد في الأيام والسنوات القادمة لن يكون للأحسن، وأن النهضة المرجوة والإصلاح المبتغى ربما أمامه سنوات كثيرة هذا لو أتى أصلاً.
أذكر أنني كنت كتبت من عام تقريباً (في عيد ميلادي: أنا متفائلة) ويبدو أني في هذا العام سأكتب: في عيد ميلادي أنا متشائمة!
واقرأ أيضا:
لسه جوانا شيء يعشق الحياة! / يوميات ولاء: اسمه أحمد! / يوميات ولاء: الخدعة الكبرى / مؤتمر الشباب وبناء المستقبل