يا ليل .. من أنباك أني هائم ؟
فغرستَ أعواد السهادِ بمقلتي
وزرعت أرجاء السكون بمسكني
وَجْدًا وفجَّرْتَ اللهيبَ بغرفتي
وبعثت أشباحا تجوبُ أديما
عبر الظلام تلفني في حيرتي
ورسمت لي فوق الحوائط لوحة
مجنونة الأصباغِ تؤرقُ وحدتي
وملأت ليلاتي هوىً، فهوى بها
يا ليل بعد، بعد طول محبةِ
***
يا ليل إني قد ورثت من الهوى
مر الهوى، يئد الصفاء بمهجتي
كانت وكنت وأنت ثالثنا الذي
منا يغار.... ، ويكتوي بالغيرةِ
يا ليلُ كنتَ تمرُّ مرَّ دقائقٍ
ماذا دهى لتسير ميتَ الخطوةِ؟
كانت سعادتنا تنور ما ترى
في غرفتي - من ظلمة- في غرفتي
واليوم من أنباك أني هائمٌ
لتزفَّ أطياف السهاد لمقلتي؟
***
يا ليل لو تدري بأن مشاعري
كم للهوى صحت بأعذبِ غنوةِ
يا ليل لو تدري بأني شاعر
وعلى شفاف القلب ماتت قصتي
يا ليل لو تدري بأن حبيبتي
كانت في الدنيا، وكانت فرحتي
ما كنت تزرع مقلتي سهدا..ولا
تمضي ثقيل الخطو تقتل بسمتي
لكنك السر الذي أعيا به
وأراه- أني كنت- مبعث حيرتي
ولسوف تبقى هكذا عبر المدى
رمز الأسى، رمز الضنى والقسوة
واقرأ أيضاً:
مَوْقِـفُ السيِّدْ / أصواتُ العرب / البروفيسور المسيري / مفكر القرن (7)