أبي :
لا أدري لماذا
أستيقظ في الليل على ذكراك
تأتي فتؤنسني
فأصحو
وأتمنى
لو أخرج من غرفتي لأجدك أمامي
حقيقيا
جبارا في هيبتك الأبوية
وحنونا كالطير
لا أدري لماذا
أجلس في كرسيك
وأسند رأسي إلى الخلف
وأغمض عيني
-تماما كما كنت-،
وأهز قدمي، وأتخيل
أحلاما أجمل
لا أحد فيها غيري وغيرك
أتخيل أنّا في الجنة
لا خوف هناك ولا أحزان
أتخيل
لو أنك مثلا تأتي مرة
تقرع جرس الدار
أو تتسلل خلفي
لتفزعني في هزل
أو
تمر بالمنزل غرفة غرفة
لتعيد الغطاء النافر
تتمنى لكل منا
حلما أحلى
أتخيل
لو نتفق على ميعاد زيارة
أو حتى لقاء
ألامس فيه كفيك
وأعيد إلى قلبي دفء الأحضان
وأريك :
كيف كبرت
وتركت ورائي طفلة
كانت ابنتك يوما ما.
لا أدري لماذا
حين أنظر لتصاويرك في حافظتي
يتغير حزني
إلى أفراح
وأقول في نفسي
أنك عائد يوما ما
في شكل فراشة أو عصفور
أو حتى رياح
تمر مصادفة بشرفة داري
وتداعب شعراتي البيضاء
وتزف البشرى:
"غدا نتلاقى بغير مميقات"
و تتفرق أصداءا ... أصداء.
لا أدري لماذا؟!
هدير.م
واقرأ أيضاً:
تهاويم / بوح الروح / مؤامرة / مخاوف كانت صغيرة / مخاوف كانت صغيرة / عن الحزن..: