ماشي في الدنيا ولا بِيَدّهْ..عايشْ مِنْ يُومهْ على قَدَّهْ
طيِّبْ وحنَيِّنْ ومسَامِحْ.. والطَبْعْ ما كَانْشِيْ ف يومْ جَارِحْ
معْ إنْ ظرُوفُهْ بِتْعَانْدُهْ!
طولْ عُمْرهْ بِيحْلَمْ مَا يطُولْشِيْ.. يتْمَنَّى ويُصبُرْ مَا ينُولْشِي
ولا حِلْم صغَيَّر مَعْ إنّهْ.. أَحلامُه بَسِيْطَةْ ويِتْعَدْو
ماشِي ف الدِنْيَا ولا بيَدَّهْ
**
وف ليلةْ سأَلْ نَفْسُهْ سُؤَالْ.. إِيْه قَصْد الظُلمْ مَعَ الدّنْيَا؟
ولإمْتَى مَرَارِ الأَحْوَالْ؟.. ولإِمْتَى الحَظْ كِدَا مِعَانِدْ؟
والناسْ إِحْسَاسْهُمْ لِيْه جَامِدْ؟.. وَلا حَدْ يُقَفْ جَنْبِيْ يسَانِدْ؟
وتقِيْلَةْ همُومِيْ مَا تِنْشَالْ!
**
مِتْغَرَّبْ يا بْنِي مَا بِيْن أَهْلَكْ.. مِشْ حَاسّةْ قُلوبهُم بِمَشَاعرَكْ
تُصْرُخْ والدُّنْيا مَا تِسْمَعْ لكْ..
ساكْتَةْ وجواكْ ألفْ سُؤَالْ
**
ولسانْ الحالْ بيقولْ اصبرْ.. على ظُلمِ الدُّنْيا ومِيْنْ يِقْدَرْ؟
دا الصَبْر بنَفْسُه رَفَضْ يُصْبُر..
وبعلو الحِسْ صَرَخْ قَال......
الظُلْم حَرامْ أَنا مِشْ هَاسْكُتْ.. و(الكَبْتْ) طَرِيْقَةْ خَلاصْ بِطْلت(1)
والنفسْ المَربوطَة اتْفَكِّتْ
وما دام الطِيْبة ما هيشْ نَافعَة.. والسِكَّةْ ف وشِي خلاص قَفَلتْ
راح ارَكِّبْ وِشْ مِنْ القَسْوَة.. وأقْسَى عَلى خَلْق كتْير ظَلَمِتْ
ظلمونِي وبَعْتَرُوا أَحْلامِي.. وأيَّامي قُصَادْ عِيني اتْسَرَقِتْ
دي حقوقِي من الدّنْيا هاخُدْها.. وبقوَّةْ إِيْدِيْ رَاح اخْطَفْهَا
والنَّفْسْ قَوَيَّة لو اتّحَدِتْ..
شرِسةْ وجَبَارةْ لو اتْحَرَمِتْ
**
أعْلنْتْ عَلى الدُّنيَا حَرْبَك.. ونَوِيْت تَدْمِيْر الليْ يْقَابْلكْ
لكنْ يا خسَارة ما قْدِرْتِشْ..
ما قدرْتِش إلا عَلى نَفْسَكْ
**
كسَرْتَها كَذَا مِلْيون حِتَّة.. حِتّةٍ غَدْرْ وحِتَةٍ قَسْوَة
حِتْة ظُلْمْ وحِتَةٍ عَظَمَةْ.. وبَلاوِي مَكْبُوتَةْ ف قَلْبَكْ
وغريْزَة الشَّرْ الليْ كابِتْهَا..ما خَلاصْ أَهيْ عِرْفِتْ سِكِّتْهَا(2)
والشَّر اتْصَاحِبْ عَلى طَبْعَكْ..
واسمعني بَقَى وفَتَّحْ مُخَّكْ
**
دي الثورة على الظُلْم رجولة..
والحق عشَان يرْجَعْ عَايِزْ فَارِسْ يِلْبِسْ وِشْ بطُولَةْ..
ويطَالِبْ حَقهْ ومِشْ خَايِفْ
لو حَقهْ يكُونْ عِنْدِ (الغُولَةْ)!
**
لكن دي طريقْتَكْ مِشْ هِيَّهْ..
والثَوْرَةْ إنْ كَانِتْ مَطْلُوبَةْ..كَانْ لازِمْ تِبْقَى شَرْعِيَّةْ
تُظْبُطْ أوضَاعْنَا المَقْلوبَة.. وتعَدِّلْ ظُلْم البَشَريَّة
مش تاخد غيْظَكْ عَلى نَفْسَكْ..
وتكسَّر بِيْه الشَخْصِيَّةْ
**
وتغِيْب عَنْ وعْيَكْ، تِتْحَوِّلْ.. بَنِىْ آدمْ تَانِي غِير الأولْ
بيكَسَّر ف الدنيا ويِنْزِلْ.. ف العَالَمْ ضَرْب بوحْشِيَّةْ
أو تتورط ف غِيَاب العَقْلْ.. فِيْ جَرَايِمْ تُوصَلْ للقَتْلْ
وفَضَايِحْ وتُهَمْ جِنْسِيَّةْ
ودا كلّه عَشَانْ تِعْلِنْ رَفْضَكْ.. للوَضْعِ الليْ يكونْ مِشْ عَاجْبَكْ
دي طريْقتَكْ سَاذجَة وغَبِيّةْ
**
واسمَحْلِي! كدا تِبْقَى جَبَانْ.. لأ واجِه! زي الفُرْسَانْ
بعَزيْمَة وبْحِجَّة قَوِّيَة
لو تِفْرَحْ، اِضْحَكْ مِنْ قَلْبَكْ.. خَلِّيْ الدِّنْيَا وَيّاكْ تِفْرَح
أو تِحْزَنْ، اِحْزَنْ مِنْ حَقَكْ.. تِبْكِيْ وتِتْخَلَّصْ مِنْ حُزْنَكْ
والدَّمْع بِيِغْسِلْ ويْرَيَّحْ
وان شُفْتْ غَلَطْ أو شِيءْ يِجْرَحْ.. مِن حَقَكْ تِغْضَبْ وتصَرَّحْ
لوم عَالِّليْ غِلِطْ والليْ بِيِجْرَحْ.. لكِنْ بِسْيَاسَةْ وحِرَفِيَّةْ
وانْسَى أسْلُوبْ المِدَارِيَّة
**
ارسم وِجْدَانَكْ عَلى وِشَكْ.. واكْتِبْ إِحْسَاسَكْ بِمَلامْحَكْ
بالنَصّ وزَيّ مَا بِتْقُولْ لَكْ
أحْوالْ النَّفْس الدَّاخْلِيّة
دا المَفروضْ إن الوجْدَان.. صُورة عَلى وِشْ الإنْسانْ
بِتْصَوَّرْ حَالتُه العَاطِفِيَّة
ما يجيشْ عَلى نَفْسُه يِكْسَرْهَا.. ومَشَاعْرُهْ يَا عِينِي يبَعْتَرْهَا
وتعِيْش جُواه كَذَا شَخْصِيَّة
ف صِرَاعْ مَعْ نَفْسُه الأَصْلِيَّة
**
حاسِبْ مِنْ كَبْت الأَحْزَان.. دَا الكَبْت بيُحْفُر بُرْكَان
بِيجِي له يُوم الفَوَرَانْ..
ويْزَلْزِلْ أَرْضِ النَّفْسِيَّة
**
بتْغَيَّر ليْه قل لي ف شكْلكْ.. وتْغَيَّر صُوتَكْ بطَرِيقْتَكْ
مرَّة، وبصُوتْ سِتْ بتِنْطَقْ.. أَو تِعْمِلْ عَيِّلْ بِيْتَأتَأ
وبِكِلْمَة تُقَعْ ويغِيْب وَعْيَكْ
علشَانْ النَّاسْ تَاخُدْ بَالْها.. وتْشُوفْ لَكْ حَلْ ف مُشْكِلْتَكْ
دا نظَامْ أطْفَالْ أنَا مِشْ بَشْتِمْ.. أنَا قَصْدِي أقُولّكْ تِتْكَلِّمْ
بِصَرَاحَة تقُول اللِّي ف قَلْبَكْ..
وتعَبَّر عَنْ رَغَبَاتْ نَفْسَكْ
ولا تِشْحَتْ مِنْ حَدّ مَوَدّة.. وَلا عَطْف، مَا فِيْش مِنْهُم فَايْدَة
غِيْر نَاس تِتْصَعَّب عَلى حَالتَكْ....
وشَمَاتَه تزَوِّدْ مُشْكِلْتَكْ.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) بِطْلِتْ: انتهت ولم يعد لها استخدام
(2) سِكِّتْهَا: طريقها
واقرأ أيضا:
سباعيات المجنون الفصيح بعد 30 / العشق الصعب / خصام الحبايب / زمن الغابة / نغومة بنتي / حكاية عاشق / إلى مدمن!!! / إلى مريض الهوس / إلى مكتئب / إلى مريض الفصام / إلى مريض الوسواس