كانت حياة تعبث بخصلات شعرها الذهبي وهي غارقة في التفكير وتسأل نفسها عدة أسئلة وتحاول الإجابة عنها فقالت: لم أنا موجودة في هذا الكون، هل لكي أبقى من بنات الهوى دمية في يد كل الرجال، لقد مللت وكرهت هذا العمل الدنيء وإنني مللت من هذه الحياة، وسوف أقوم بالانتحار لأنني لا أعرف لم أنا هنا، ولقد عرفت لماذا انتحرت أمي لأنها كانت تمر بوضع مشابه لوضعي تمامًا.
لقد كنت أظن أن الدنيا لعب ولهو وملابس وسيارات فخمة وشقق فاخرة ورقص ولهو وخلاعة، لكنني في لحظة كهذه لا يكون لهذه الأشياء قيمة في حياتي أبدًا وهي تافهة حقيرة.
وكان أمامها جهاز راديو فأخذت تستمع لإحدى الإذاعات وصدفة سمعت المذيع يقول أن هناك حادثا أليمًا قد وقع في أحد الملاهي الليلية نتيجة انفجار اسطوانة غاز فاشتعل المكان واسمه ملهى السمر، فما إن سمعت هذه الكلمة حتى هبت واقفة مذعورة وقالت: يا ويلي إن صديقتي سحر هناك واليوم هو أول يوم تعمل به في الملهى وخرجت من منزلها كالمجنونة وركبت سيارتها وقادتها بسرعة جنونية حتى كادت أن تصطدم بالسيارات الأخرى، وما أن وصلت المكان حتى نزلت من سيارتها تركض بسرعة حتى وجدت صديقتها ملقاة على الأرض وكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة فاحتضنتها وأخذت تبكي بكاء مريرًا وقالت سحر لحياة:
ابتعدي عن دور اللهو والدعارة فإنها مستنقع فساد وأنا كنت اعرف ذلك لكن الشهوة غرتني وأنا في جهنم لا محالة، وما إن انتهت من كلامها حتى فارقت الحياة.
أصاب حياة حالة انهيار عصبي نقلت على إثرها إلى المستشفى وبعد يومين تحسنت حالتها وغادرت المشفى لكن حالتها النفسية كانت صعبة جدًا وكانت تمر الأحداث الأليمة كشريط أحداث سريع أمام عينيها كل لحظة ولا تستطيع نسيان تلك اللحظات الأليمة.
وقالت في نفسها: سوف أذهب إلى أحد الدعاة لأجد طريق الهداية والإيمان والحياة السعيدة وبعد مدة هداها الله تعالى وتغيرت حياة كليا فقد أصبحت مؤمنة محتشمة اللباس، مواظبة على قيام الليل، تحفظ القرآن الكريم. وقد ندمت على كل لحظة في عمرها قضتها مع شاب قذر وبعد ذلك وجدت حياة سر الحياة وهو الإيمان وحده الذي يسعد المرء ويجعله دومًا سعيد.
أماني سعيد النتشة
16 سنة- فلسطين
واقرأ أيضا:
عشرون عاماً ... مضتْ/ إني ألف أكرهك../ ونفترق../ إليك يامن كنت يومًا حبيبي../ آه لو يصمتون/ صوت الباب/ دم الشهيد../ جزارة على النت/ الجمال/ موعد من غير ميعاد ولكن.....