ويَبْكِي خَيَالِي عَلى المِرآةِ مُبْتَهلاً
بِدَمعِ حُزنٍ على الوَجْنَاتِ منذرِفِ
مازلتُ ألْبَسُ عُرْيَ الحقِّ مُتَجِهًا
لبدرِ فرْحٍ من الأحزانِ مُنخَسِفِ
أسِيرُ والشَّوكُ في رِجْليَّ عَذَبَنِي
والحُزْنُ يَهزَأُ بِي مَعْ كُلِّ مُنْعَطَفِ
أسِير في الليْلِ والمِرآةُ تَسْبِقُنِي
والكونُ يَهتِفُ بِي أَنْ قِفْ وَلَمْ أَقِفِ
وأحْمِلُ الشِعْرَ فِي قَلبِي كَلُؤلؤةٍ
قد استَكنَّتْ بِقَعرِ البَحْرِ في الصّدَفِ
قلبي نوافيرُ شِعْرٍ في الدُّجا انفَجَرَتْ
فأغرَقَتْ مَشْتَلِي بالعِشْقِ والشَرفِ
القَلبُ يَصْرُخُ والمِرآةُ صَامِتَةٌ
صَمْتًا غريبًا كصَمْتِ الخَائِفِ الوَجِفِ
مِنْ أيِّ زَاويةٍ حَدَّقتُ ألمحُهُ
شَكْلاً غَبيًا بعيْنِي غَيرَ مُخْتلِفِ
مُعَذَّبًا بِتُّ في المرآةِ مُتّشِحًا
بالشكِ حينًا أو الأشجانِ والكُلَفِ
وأَطْرِفُ الدَّمْعَ عَنْ خَدِّي فَيُغْرِقُنِي
قَلبِيْ الحَزِيْنُ بِدَمُعٍ غَيْرِ مُنْصَرِفِ
أُرقِّعُ الخَرْقَ في دَهْرِيْ وأَسْأَلُه
تَحَرُرًا مِنْ قُيودِ القَوْمِ والسَّلَفِ
الليْلُ شَدَّ رِحَالَ الحُزْنِ مُنْصَرِفًا
والشَّمْسُ قَدْ أُجِّلتْ بالهَمِّ والشّظَفِ
والصُبحُ رَغمَ اشتِيَاقِي قَدْ تَجَاهَلَنِي
فَبِتُّ فِي طَرَفٍ والنُّورُ فِي طَرَفِ
تَكسَّرَ القَلبُ والمِرآةُ صَامِدَةٌ
ولمْ أزَلْ بوجُودِي غَيْرَ مُعْتَرِفِ
واقرأ أيضا:
قولي أحبك:/ أحبكِ .... بدون حدود/ أول الغيث قطرة/ بعد سفك دماء الحرف/ الجنون بالكتابة/ جَـوازٌ لا يَـجُـوزُ!/ ذَوَبَـان!/ عبث الفرشاة!/ عَـفْـوُكَ يا ألـلـهْ !/ آخر العمى/ جوع/ خُـلاصَـةُ!