وردك الأبيض نامْ..
فوق صدري...
وردك الأبيض مال ْ
فوق خصري ...
وردك الأبيض غافٍ في الظلال...
**********
وفراشاتُ المساء تلوب حول ساعديك.ْ.
.تبحث عن نار تعطي الرياح إشارتها
كي تسقط في مجاهل الحريقْ...
نايات غيابك تصرع الأفق..ْ...
فتتعب الأرض من الدورانِ،
وتسكن الرياح..ْ
نايات غيابك تفتح صدر الصحارى لأوتار الحزنِ
وفجاج الكون لأصابع الحمّى....
وتظل الغزلان تلوب.....
نايات غيابك تنشر الصمتْ،
مفصحاً ينبثق من نبع الروح ِ،
ويعرش في براريها....
صمتاً تكسوه بلاغة الصوتِ
وتحف به هيبة الجبال.ْ...
صمتاً يقول كلمة المستحيل في لحظة عارمةٍ
هي لحظة اختيارٍ سلطوية ْ..
تملي عليك أن تدخل الوجود َفي ملكوتكْ...
وأن تشتعل بالوجود.ْ..
نايات غيابك تنهمر ورداً أبيضَ
على أعمدة الكونْ...
فيستسلم الصمت للكلامِ
وترفع الأقلامُ،
ليبوح البوحُ
وتكشف الصحف..ْ.
ومابين الجلد والعظم تشتبك الوقائعْ..
تفتح أذرع الدعاء كي ينكشف الغطاء
لأبصر بعين اليقين ما يحجبه الحجاب عني...
ولتدم هذه الألطاف التي تملأ السكون بوحاً،
وتضفر في نسيج الفضاءات عطراً،
وفي حرائق الجسد تسابيح..
وأبصر صمتك مضفوراً بكبرياء الوجعْ
وجعاً من نعيم،
وفردوساً تتعالى على الهواتفْ...
سدولاً من الحكمة الشاسعة
تُظلّ قلوباً تتكسر تحت مطرقة القيدْ..
وأنامل تمسح أعيننا من جهامة الحجارةِ
وأذرع الموت.ْ..
وينمو الدغل في أريج القصائد.ْ..
يتفتح الجسد شرفاً وأسئلة وشناشيل.ْ.
والمدن تشتعل في فوضى التطلّع..
تشتعل المدن بأساها
ومواجد لياليها...
في فواصل الهديل،
في أشرعة حرائق نينوى
وغموض بحرٍتتأجج في قعره النيران..ْ.
تبحث في نموذجك التفسيري عن اشتباكات أساها
وعما يكسو عريّها الأليمْ...
تشتعل المدن وهي ترسم لانهائية قلبي
وتزرع في سماواته بروق الحكمةِ
وفي فلواته عناد الربيع..ْ.
**********
وشرر البرق يخطف شجى الأمنيةَ..
شرر البرق يدخلني في الصلاةِ
فأغمض عيني وأدخلك في النعيم معي....
ليس علوقاً.. بل وطناً من نور...
شرر البرق.ِ..
ندى الذاكرة..ِ
همس الصحراء في إشكالية التحيّزْ
يمتزج هذا بالكل..ّ
والكل بذلك.ْ.
يمتزج عبير قلبك بوسوسة هواجسي
فأرى الأكوان رأي العيان.ْ..
**********
وغيابك يحوّل البحر إلى ماء.ْ..
والجبل إلى كتل صخرية ْ..
والحدائق إلى شجر موحش.ْ.
غيابك يقتنص حركة الزمن،
ويستلب (اسم وردةٍ) لم تجد ألقها
إلا في ومضة كلام.ْ..
ايكو... أي حزن يكمن في هذا الغياب ْ
وأي نار تشتعل في عيون الكتابة ْ
حيث يتداخل الغموض بالكشف..ْ
والاغتراب بالألفة..ْ
والتناقض بالانسجام..ْ
ايكو...
هنا تنام العصور ولا تستيقظ..ْ
ويطل الزمن مغدوراً بطعنة الحاضرْ
وبتسلل مياه ما بعد الحداثة..ْ
بأوهامها...
واحتدام أسرارها وأساها...
ووجه المسيري ينام على وردةٍ
أعطت وردتك رحيقها..
وردة تطأ جيد العنف بالحبْ،
وغربة الاستعلاء بأنامل البهاءْ
لتزيح الغبار عن جبهة شجر متعب..ْ.
وتهز (الجماعات الوظيفية) في عالم مخاتل
كي تكف سواعدها عن ذبح الإنسانْ
في (نموذجك التفسيري) يفتح التحليل روض المعرفةْ
لتمتد أنوارك في الجذور.ْ.
مأخوذة بتاريخ يصنع نهايته الإنسان..
تاريخ لا يتدلّى على حبال فوكوياما..
ولا يتقلب في إرجاءات دريدا
وفي عدمية الهوى..
حيث تسقط الدلالة في شباك المحنة..ْ.
**********
وغيابك يشرق في ثريّات حزنٍ
تخاصر أعطاف الليل..ْ
لا تبتعدْ
مات اليمام..ْ
وتناثر الرّمان مقتولاً
وأوصدت الخيام..ْ
**********
ووحدك تملأ الأفق غماماً أخضرْ...
ووحدي أستقبل هبّات الوجد.ْ.
إشراقياً يجتاح غربة المسافةْ
من أجل وصال لا يتواصل...ْ
وشوق لا يعرف السكون..ْ
ودهشة تتساءل.ْ..
ما جدوى الأنهار في فضاء عطشٍ
لا يعرف الرواء.ْ..
وما حكم القراءة في فضاء نصٍّ
يرفض المساءلةْ
**********
تتداخل الذات بالآخر.ْ..
ويتذاوت الآخر بالذات..فأنسى من فيهما أنتَ،
وأيهما...أنا...!
والرويُ خطاب أفعال ترقى على الكلام.ْ.
ورويك تهجد.ٌ.
وهمسي عبادةْ
بكليهما نخاصر الكون ونصعد إلى السماء..ْ
**********
وغيابك محنة العارفين بمعرفتهم
ووجد الحيارى بوجدهم...
وعبير الرمز بغموضه...
غيابك يشعل في (إشكالية التحيّز) عيون النميمةْ
ليبصر العالم ما يجري بسوح الغواية..
وعلى الأرصفة يتبادل المهمّشون الأدوارْ...
مجنون يسرح شعر الحكمة..
وحكيم يزرع النار في الهشيم...
وعلى الأرصفة دم يسيل،ُ
وأعضاء تتبعثرْ..
جثث أطفالٍ ونساءٍ ورجالْ...
ووسط الشارع يقرع المراهقون طبول المجزرةْ
ويهزج الغربان...
قابيل مخضب الكفين بوحل الوشايةْ...
على كتفيه يحمل توابيت...
توابيت...َ
توابيت...ْ
تنهض الشهيدات في كل تابوت باذخات ْ...
أطوار بهجت بعيونها الخضر كلون الجنة...
د.ليلى عبد الله سعيد بتاج علمها المحفوف بالهيبة...
ود.باسمة سعيد بعناقيد حنان لؤلؤيّ
يتساقط من عسل عينيها
ود.ايمان عبد المنعم بحلة شبابها الورديْ...
ينهضن...
ينهضن عبر طفولة عبير ودلال مغربي
ممتدات الجذور إلى سميّة
وآلاف الشهيدات يغمضن بصمت...
دون إطلاقات ولا زغاريد...
ينهضن...بأكاليل أسئلة تتناسل..ْ
أسئلة تكمن أجوبتها فيما دوّنه قلمك َ
الذي يكشف ما يحجبه إدّعاء ينسج شباك المخاتلة
ويكتب جرح الإنسان..ْ
كيف أرثيكَ..
ومرج الشعر يدور في فضاء خمرةٍ
تمنح الشجر غيبوبتهْ
والأرضَ عبيرها...
وتمنح الشواطئ فتنة التواشج....
وزهر اللوز يتبعثر حول بسمة نامت فراشتها
في لهيب الروحْ...
منهمكة بنسج ورد الحقيقةْ
ومضيئة بحضورك في الصمت....
**********
لا تبتعد.ْ.
بدأ الحوار الآن من دمك المطرز بالوصايا
بدأ الحوار الآن من دمنا المكبل بالخطايا
وقوافل الركبان تحدو الطير نحوالدّوحِ
نحو منازل العطش المقيم ْ...
بغداد تفتح ساعديها لنجمة الحزن الرّحيمْ
وترد طرف ردائها فوق الجراحْ..
عطِراً يشقّ خريطة القدس القديمة للرياح..ْ
**********
كيف أرثيك.َ.
وأنت معتصم بالدوار ِ
وثمل بالضوء..ْ
ودمك يشعل بحراً لا يعطي الضفاف شريعتهْ
بل يمنح قلبي عناقيد لؤلؤٍ ناريٍّ
يلتهم شريعة القبائل
ويفتح مجد النورْ...
**********
وردك الأبيض نامْ
فوق صدري...
وردك الأبيض مالْ
فوق خصري...
وردك اللوزيّ ذبلان على غصن المساء.ْ..
يبست تباريح الظماءِ
وذاب في الكأس الضياء.ْ..
**********
مرّت على شفتي السحابة ُمُرةً
مرّت على( الرمل) الترانيم الحزينةُ
والغضا يا مالك ُبنُ الريبِ
يزجي ناره فوق الغمام..ْ
ويدورُ...
يبحث عن أهلّتهِ،
وعن أقواس غربته بأكداس الركام...
**********
وردك الأبيض مال ْ
وردك الأبيض غافٍ في الظلال..ْ
وردك الأبيض يغريني بأن أرثيك.َ..
أن أرثيك.َ..
هل ترثى.....الجبال....!
واقرأ أيضا:
إليك يامن كنت يومًا حبيبي../ آه لو يصمتون/ صوت الباب/ دم الشهيد../ جزارة على النت/ الجمال