السلام عليكم ورحمة الله
أكتب إليك اليوم بعد فترة طويلة امتنعت فيها عن الكتابة لك ورفضت أن أتحدث معك ولو هاتفيًا حتى يندمل جرحي وتهدأ نفسى وأستطيع أن أنظر لحالنا بموضوعية، لكي لا آخذ أي قرار انفعالي قد أندم عليه بقية عمري..
أما الآن...-وقد هدأت نفسي واستعدت رباطة جأشي بفضل الله وحده- فإنى أكتب إليك وأحدثك... محاوِلَةً أن اكون صادقة فى كلامى راضيةً عما أكتب.
أما عن ابتعادى فلقد كانت خطوة منطقية لابد منها من وجهة نظري، فلابد للإنسان أن يقف مع نفسه ويعيد النظر في أمور حياته في لحظة ما ويستخدم عقله غير مُنَحِ لمشاعره ليشعر أنه لازال على بر الأمان
ولقد استعنت بالله ثم نظرت لحالي فقررت الابتعاد
وأقولها بقوة واقتناع غير نادمة على ما أقول:
أنى أرفض الزواج منك، وأرفض أن أشاركك حياتك، أو أن تقترب من حياتي...
أما عن أسبابي فهي كثيرة وواضحة
فلن أنسى محاولاتك المستمرة للتسخيف من تفكيري ومن عقلي وكأنني طفلة غير ناضجة تهذي بكلام غيرمفهوم، فكم رأيتك تحرجني أمام الناس لتثبت لهم أنك أرجح مني عقلاً، حتى لو كنت مخطئًا في كلامك وغير مقتنعٍ بما تقول.. ولن أنسى أيضًا يوم أخبرتني أنني من الممكن أن أتناقش معك كما أريد ولكن في النهاية ستنفذ رأيك !! يومها كنت تظن أنه من المستحيل أن أتركك
مهما كانت عجرفتك، كنت واثقًا من نفسك، و لا أدري حقًا من أين جئت بتلك الثقة؟؟
لن أنسى... ولن أنسى... ولن أنسى أشياء كثيرة تعرفها...
كنت تعلم أنني أحبك وكنت تظن أني لن أرى عيوبك وسأتغاضى عنها لأني أحبك...
لا أنكر أنى مررت بتلك المرحلة، وأنني بالفعل تغاضيت عن الكثير وظننت أن حبنا سيكون أقوى، ولكن في لحظة لم أستطع.. وثرت لكرامتى وإنسانيتي... ورفضتك وبمنتهى الاصرار
وربما تتعجب إن قلت لك أن إصراري تلك المرة كان أقوى من إصراري عليك يوم تقدمت لخطبتي... كان أقوى صدقني.. أقوى بكثير...
وليس معنى كلامي أنني الشخصية التي يحلم بها الكثيرون... وأنك ستفقد الكثير إن لم ترتبط بي... لا... صدقني ليس هذا المقصود بكلامي، فأنا لا أحاول أن أستفزك أو أن أخرجك عن شعورك، وفي نفس الوقت لا أحاول استرجاعك... ولكني أكلمك بصدق كما أخبرتك في بداية رسالتي...
وصدقني لم يكن القرار سهلاً... ولم يكن الجرح ببسيط..
وربما سسكون عُجْبُكَ أكثر إن قلتُ أني على الرغم من كل هذا أحمل لك بعض الذكريات الجميلة التي تجعلني وعلى الرغم من اختلافي معك في بعض الأمور أحترمك، ففي مواقف كثيرة رأيت منك النبل والشهامة... ولكن أسلوبك في التعامل معي طغى على تلك المواقف.
واخترتُ أن أنجو بنفسي وأبتعد عنك باحثة في أرض الله الواسعة عن زوج يحترمني ويحترم عقلي ويعاملني بما يرضي الله عز وجل
فإليك يامن كنت يومًا حبيبي هذه الرسالة...
وأطلب منك ألا ترد علي بأي شكلٍ من الأشكال
وأن تنساني وألا تحاول مطلقًا أن تستردني فقد أخذت قراري وأنا راضية مقتنعة
وشكرًا لك
والسلام عليكم ورحمة الله.
واقرأ أيضا:
عشرون عاماً ... مضتْ / إني ألف أكرهك.. / ونفترق.. / آه لو يصمتون / صوت الباب / دم الشهيد.. / جزارة على النت / الجمال / موعد من غير ميعاد ولكن.....