من منكم أيها السادة مسكون بجني مثلي؟
لا تنظروا إلي!! لست أهذي، فأنا مسكونة بجني وسيم أشقر!!
جني متوتر طوال الوقت لا يظهر إلا حينما أجلس بين أوراقي، وأحتضن أقلامي.. لحظتها يطل لي برأسه اللعينة، تظهر آثار أفعاله، فثمة إحساس عام يثقل صدري، تنور بداخلي، يحترق، ولا يجد متنفسًا لدخان هذا الحريق، فيضيق صدري أكتر فأكثر،
حينما أجلس لأكتب، أشعر أن أصابعي متصلبة، وعيوني متسمرة نحو شئ ما، لست أدري كنهه، لكني أشعر بثقل غامض نحوه، ليتأكد لي
مرة أخرى، أنني مسكونة بجني!!
صدقوني أيها السادة!! واسمعوني حتى النهاية !!
حينما أحاول أن أبتاع تذكرة لأدخل نفسي، أجد أني لا أقوى على ثمنها، فأهرب من حارس هذه النفس، أو ربما جنيِّها، أحتال بالدخول في
دهاليزها، فلا أرى غير دهاليز مظلمة كجرحي العميق،
هل صدقتموني؟ ليس بعد!!!، حسنًا، سأكمل قصتي..
حينما أحاول أن أخلع عن أهدابي نظرة الخوف الجرئ، لأقل ما أؤمن به، أو فلنقل ما أشعر به، حتى لو استحالت حنجرتي محرقة،
وحرفي سكينا، لا أستطيع!
رغم كل هذه المحاولات، لا زالت حالت التلبس تنتابني، وشعوري أنني مسكونة يتأكد، فأفشل في الكتابة
هل تأكدتم الآن؟
إنه جني أشقر، ذو عيون زرقاء، وأول حرف من اسمه غربة في أمريكا
واقرأ أيضا :
مذكرات طفلة: يوم موتي/ شيء من الحب/ الحب ليس فارسا أسطوري/ ولسوف نموت ككل الأشياء/ كثيرا ما أذابتني الكلمات/ امرأة بدون رأس/ رنين الهاتف