اقتحم المنزل والسعادة تملأ قلبه:- فاطمة... فاطمة... فاطمة...
إنها المرة الأولى التي يناديها باسمه، هرولت إليه ويداها ترتعشان، جف ريقها فلم تستطع أن تنطق ببنت شفه:
- مالك تصنمت هكذا؟؟؟
- نعم؟؟
- انظري كيف يسود الود والوئام بيتنا بعد أن خلصتنا من ذلك الحيوان الكبير.
لم تستطع أن ترفع عيناها من الأرض، اتجهت مهرولة إلى المطبخ.
- شتمها بأبويها ونعتها بأقذر الألفاظ
- هذه ستكون القاضية
قالتها قبل أن تجد يدة تلكم جسدها مخلفة كدمات على كدمات كادت أن تتعافى.
- لم أطق أن أخلف أخي في مكان كهذا.
- وطقت أن تبتليني بهذا المعتوه، غدا إن رأيته في المنزل سأقطعك وإياه إربا.
هنا أخذت دموع عيني تنهمر بعد أن رأى أخته لا تقوى على قول آه.
- تبكي وهل لأمثالك مشاعر أيها الحقير النتن ،ركله برجله في انفه وترك البيت في سكون.
ضمته بقوة وأخذت تنظف بقماشة وجهه من الدماء التي تفجرت من أنفه، بكت حالها ،قبلته بين عينيه واتجهت لغرفتها.
- ماذا ستفعلين يا فاطمة ؟وأنت وحيدة تزوجك ابن عمك سترا لك يا وحيدة الأب والأم ما ذنبه أن يعيش مع أخيك وما ذنبك أنت بهذا المعتوه ألم يكفك ما حدث ؟؟ ماذا ستفعلين غدا؟؟ ماذا؟؟
في الصباح استيقظت كفراشة في بستان تحلق من غرفة لأخرى:
- إبراهيم، إبراهيم
- كفى،صوتك كنهيق حمار
- لا تغضب تحملني هذه السويعات فقط
نظر إليها بذهول كأنما يرى إنسانة مختلفة عن التي أثخنها ضربا البارحة.
- ماذا تقصدين؟؟
- ألن تذهب للعمل؟
- نعم،إن رأيته اليوم....
- لا تقلق يا عزيزي، كل ما تريده سيتم.
صعق لما تسمع أذناه، اتجه لعمله بينما أسرعت هي وأيقظت علي؛
- هيا يا عزيزي اليوم ستخلد السعادة في قلوبنا
- لن يضربني مرة أخرى؟؟
- لن يراك بعد الآن
أخذته وحممته وعطرته بأغلى عطور إبراهيم زوجها، ارتدت أجمل ما تملك وانطلقت به
اتجهت به إلى الحديقة، كانا كعصفورين يتلاعبان من غصن إلى آخر تداعبه كما تداعب طفل في الثانية من عمره لا كما يجب أن تعامل شاب في العقد الثالث من عمره شاءت الأقدار أن يتوقف نموه العقلي عند هذا الحد.
في طريقها إلى المنزل كانت تسابق الزمن تبقى ساعة على عودة إبراهيم:اتجهت مسرعة إلى الصيدلية: بضعت منها وهرولت إلى المنزل
- هل تعبت: سأصنع لنا عصيرا
- أريده مليء بالسكر
جهزت العصير ووضعت قطرات مما بضعت عليه قربت العصير إلى فمه وأخذت ترتشف ببطء بينما رفض علي أن يفتح فاه
- هيا يا عزيزي تفصلنا عن السعادة الأبدية هذه الرشفات
اخذ جسدها يتلوى كثعبان أحرقته النيران وأخذت تمزق بطنها بأظافرها من الألم، ألقى علي العصير خوفا من الدماء التي تخرج من بطنها وفمها، أمسكت كوبها وفتحت فاه غصبا واسكبت الباقي فيه.
- هل تريدني أن اسعد لوحدي؟؟هكذا نذهب معا
فارقت الحياة بينما استيقظ علي من إغمائه على وضع أقدام إبراهيم عليه
نظر إليها ببرود
- لم تكن كمية السم كافية لك؟؟
انخرط في ضحك هستيري بينما اتجه علي إلى فاطمة، فتح ذراعيها ونام في حضنها.
واقرأ أيضا :
شادي عبد الموجود / البغل والعربجي.. والعربة الكارو..! (2) / وجوهٌ شتي !! / عسى..يا عَسى! / سببٌ مَبْـحُـوح !