أتى عنبُ الكرم
يلـمس بابي
وينشر في الدرب عطر الروابي
ويهتف بي في هسيس الورود
اعذريني
فإني أطلت إيابي
وما بكمُ أي ذنب ولكنْ
خُطفتُ
وشُرّدتُ
طال غيابي
فإن شئتِ أن تقتليني اقتليني
أنا مستعد لأي عقاب
دققت على الباب بُقيا امريء
يدق عليه
وبُقي كالسراب
وفي الحلق ملح
وفي القلب جرح
وصوتي بكا
كأنين الرباب
ولا أبتغي لقمة أشتهيها
ولا أبتغي قطرات الشراب
فقط
أرتجي أن أطوف ببيت
تسلـقته
ورعى لي شبابي
فقط
أرتجي أن أشم روائح تاقت لها
في الرحيل ثيابي
....................
فتحتُ
لقيت حبيبي أمامي
يضوّي كنجم سرى في السحاب
فأدخلته
وابتـسمت له
وقمت إليه
ورد جوابي
ومن يومها والمكان انـتشى بالعطور وطيّب
الصحاب
ومن يومها عنب الكرم زوّق حائط بيتي
وسقفي
وبابي.
السمّاح عبدالله
واقرأ أيضا :
لما تدخلني عيناك / ندى / كُنْ وَطَنًا لِي / حِكَايَةُ الْعَصَافِيرِ وَالشَّجَرْ / يا امرأة مني / وَطَنٌ لِلْبُكَاءْ / مَتَى يَأْتِي الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ ؟ / حَالْ / سرقة