حكاوي القهاوي (75)
(363)
جمعة شق الصف "يوم أعجبتكم كثرتكم"
اجتمعت القوى السياسية في اجتماعات متوالية في مقر حزب الوسط وغيره من المقار لتصدر لنا بيانات واتفاقات حضرها ممثلون عن كل الأطياف بما فيها الإخوان والجماعة السلفية والجماعة الإسلامية، والكل شاهدهم وهم يلقون بياناتهم التي اتفقوا فيها على عدم رفع شعارات في التحرير اليوم مغايرة لما اتفقوا عليه. ثم خرج من يطلقون على أنفسهم إسلاميين لينقضوا ما اتفقوا عليه، فقد خرج علينا أحد مشايخ السلفية في لقاء على إحدى الفضائيات أمس ليتحدث أنها جمعة يعلن فيها الإسلاميون عن قوتهم فيقول "ح نوريكم إحنا أد إيه".
وقد تم لم كل هذا الجمع من الإسلاميين بطريقة كشف عنها أحد مشايخ السلفية الذين أتوا إلى التحرير من مدينة بلطيم بكفر الشيخ، فقال أنهم لم يعرفوا بأنها "جمعة لم الشمل"، قال الرجل ببساطة شديدة، مشايخنا لمْونا في الأتوبيسات وقالوا لنا إنها "جمعة الهوية" و"جمعة نصرة الإسلام". للمرة الثانية نحن أمام استغلال للدين لدفع الناس ليفعلوا ما يريده هؤلاء المشايخ، تماما كما حدث في الاستفتاء على الدستور حين قالوا من ينصر الإسلام يقول "نعم" على التعديلات الدستورية.
ذهب المصريون للميدان للتوافق فوجدنا المشايخ يقولون "لا تتركوا الساحة لأعداء الله، ستحاسبوا إذا سرقت منكم الثورة". لقد وجدنا في الميدان السلفيين وقد أنزلوا علم مصر من على المنصة، وجدناهم يرفعون شعارات "نريد تطبيق شرع الله"، "أرفع راسك فوق أنت مسلم"، "بالروح بالدم نفديك يا إسلام". وعندما رفض القمص بولس عويضة ما يجري من خروج على ما تم الاتفاق عليه؛ فقال إنها "جمعة التوافق، إنها جمعة مصر وليست جمعة الإخوان أو السلفيين أو المسيحيين". فقال عبد المنعم الشحات أحد مشايخ السلفية "مين إتفق مع مين؟" وأكد على هذا الرأي الدكتور صفوت حجازي حين علّق على انسحاب ائتلافات كثيرة وقرارها بالخروج من الميدان بسبب الخروج على ما تم الاتفاق عليه من مطالب وشعارات، فقال الرجل "اللي عايز يخرج يخرج"، "هم لا يريدون الإسلام" "من أراد أن يبحث عن شعب آخر فليبحث عن شعب آخر"، "محصلش إتفاق"، "النهاردة يوم الإرادة الشعبية"، "إن مصر إسلامية"، "اللي يعرف يلم الملايين دي كلها يورينا". للأسف ليس هناك ما يقال سوى أنه قد تحولت الجمعة المليونية من "جمعة توحيد الصف" إلى جمعة "شق الصف"، هنيئاً لقوى الثورة المضادة؛ فلكم أن تفرحوا بما حدث اليوم، فلتفرح إسرائيل ولتفرح كونداليزا فاليوم كانت الخطوة الأولى للفوضى الخلاقة التي تمنيتموها منذ سنوات. لا نملك إلاّ الدعاء، "لك الله يا مصر"، "ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين".
(364)
فيها لأخفيها
صفوت حجازي بيقول مفيش اتفاق!! غريبة المرة دي بالذات كان فيه حوار كبير علشان جمعة "لم الشمل"، وأجمل حاجة حصلت إن كان فيه حوار، وعرفتوا تقعدوا وتتكلموا مع بعض وتوصلوا لاتفاق. معقولة نسيوا يدعوك؟!! ولاّ أنت قعدت ف البيت وقلت مش رايح؟!! ولاّ اللي تبنْوا الحوار في مقر حزب الوسط ومقر جريدة الشروق استبعدوك لغرض في نفس يعقوب؟ فأنت حبيت توريهم وتعلمهم الأدب علشان إزاي حد يجرؤ يستبعدك؛ فرميت نفسك في حضن ناس تانية؟ ولاّ هو ده أنت كده وإحنا الأغبياء؟ لو كانوا نسيوا أو حتى استبعدوك، كان لازم عليك تكون كبير وتروح لهم أنت، هو ده تصرف الكبير يا كبير.
(365)
وشهد شاهد من أهلها
محمد طلبة مؤسس حركة سلفي كوستا قال كان فيه اتفاق على الشعارات، لكن اللي حصل إن السلفيين دخلوا الميدان بعنف وإرهاب واستقطاب ورفعوا شعارات فيها خروج على الاتفاق، وقال في التحرير مفيش مشكلة مع الإسلام ولكن فيه مشكلة مع الإسلاميين؛ واللي حصل امبارح من لحظة دخول الإسلاميين يؤكد المخاوف من الإسلاميين. قال الهضيبي كمان كل الإسلاميين حضروا وكلهم وقعّوا على الوثيقة واتفقوا على عدم رفع أي شعارات غير اللي اتفقوا عليها، واللي حصل من رفع شعارات إسلامية يعتبر خروج على الاتفاق بالذات من حزب النور وسلفيين الإسكندرية.
وقال الهضيبي حسب الإحصائيات كل جماعة معروف وزنها في مصر، (يعني يقصد الموضوع مش محتاج إظهار العضلات)، فالسلفيون وزنهم سبعة ف المائة، وللإخوان خمستاشر. يا أيها السلفيون أفهموا إحنا معندناش مشكلة في الهوية؛ كلنا هويتنا مسلمة ولكن المشكلة عندنا في الرؤية الإسلامية. الشيخ عبد المنعم الشحات أحد مشايخ السلفيين في الإسكندرية قال إحنا مانزلناش علشان "توافق"، إحنا نزلنا علشان تطبيق الشريعة الإسلامية وأنا ما إتفقتش مع حد ومامضتيش.
(366)
يعني إيه هوية
قالوا الجمعة دي جمعة "الهوية". بالراحة علينا يا مولانا أنت وهو، مين قال إن عند المصريين مشكلة في الهوية ومحتاجين سيادتك أنت واللي زيك تنزل التحرير وتعمل لها جمعة، كلنا يا مولانا مسلمين؛ مصر هويتها إسلامية؛ مصر هويتها يا مولانا من سبع ألاف سنة؛ مصر يا مولانا خليط منصهر من الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية ولا يمكن تجاهل التاريخ، اللي ضحك عليكم وقال انزل يا جدع إلحق الهوية الإسلامية بتنسرق، يبقى هو اللي حرامي وعايز يقسّم البلد نصين؛ نص مسلم والنص التاني كافر سواء كان علماني أو ليبرالي أو مسيحي. يا ريتكم يا مولانا تقعدوا مع بعض وتتناقشوا حول الرؤية الإسلامية بدل الكلام عن الهوية؛ وتوصلوا لصيغة تتفقوا عليها وميجيش حد منكم في الآخر يقول ماشوفتش، ماوقعتش. عيب قوي لما يطلع واحد منكم ع المنصة ويقعد يتكلم في قانون للحجاب وإنه فريضة؛ هي دي الجمعة اللي إنتوا عايزينها.
(367)
المبادئ الحاكمة للدستور
أعتبر الشيخ السلفي أنه تم استبعادهم من وضع المبادئ الحاكمة للدستور، ألم يعلم هذا أن الأزهر نفسه عمل وثيقة "التيار الرئيسي" وبالتأكيد هم شاركوا الأزهر في وضعها، أوليس الأزهر إسلامي، ولاّ أنتم لكم رأي تاني. ألم يشارك الجميع بما فيهم التيارات السلفية في وضع كل المبادرات التي تتحدث عن "المبادئ الحاكمة للدستور". يقول الشيخ السلفي لازم التمثيل يكون حسب العدد، قال له الرجل المسيحي المحترم "مش بالعدد، دي نقاش فكرأمام فكر؛ يعني ممكن واحد بس يقول فكر ويقنع الباقي"، ولكن الشيخ للأسف لا يفهم. ويأتي في ميدان التحرير اليوم من يرفضون المبادئ الحاكمة ليصرخ هاتفاً "لا مساس بالمادة التانية في الدستور"، وكأن المبادئ الحاكمة رفضت هذه المادة.
هؤلاء لا يقرءون ولا يفهمون. المصيبة إن الإخوان المسلمين شاركوا فيها والآن يرفضوها!!!! نفسي أعرف للإخوان المسلمين لون وطعم وملة. أتصور وأتمنى أن أكون مخطئاً في أن من يرفض تلك المبادئ؛ يرفضها لا لشيء سوى أنه أكتشف فجأة أن من قال بها هو البرادعي. المبادئ الحاكمة يا بشر تحمي الدستور القادم من العبث فيه لغاية يوم الدين. لو كانت المبادئ دي موجودة من زمان مكنش مبارك عرف يلعب في الدستور زي مالعب فيه علشان يحط إبنه مكانه. المبادئ الحاكمة يا بشر تحمي الدستور في مواجهة أي حاكم يفكر في تعديل الدستور في أي يوم أسود يحكمنا فيه مبارك تاني. المبادئ الحاكمة بتقول إن أي تغيير لا يجب أن يتناقض مع هذه المبادئ. المبادئ الحاكمة يابشر بتحميك وتحمي كل المصريين من بطش أي حاكم ظالم ممكن يجي ولو بعد مائة سنة.
(368)
لسه الميدان مليان
شيخ من حزب النور طلع ع الفضائية بيقول اللي نزلوا للميدان نزلوا علشان يقولوا "لا" للمبادئ الدستورية، وإنهم خرجوا من الميدان بعد صلاة المغرب وإنهم نظفوا الميدان بعد انتهاء المليونية (يا راجل). العجيب يا مولانا واللي أنا مش فاهمه كان فيه ع المنصة قسيس؛ يكون هو من الجماعة بتوعكم وأنا مش شايف؛ ما هو كلكم بذقون؟ الإسلاميين مشيوا من الميدان وأنت اللي بتقول مش أنا، وكتير من ائتلافات الثورة برضه انسحبوا م الميدان بسببكم، والساعة دلوقت تسعة، الثوار، وأهالي الشهداء موجودين قدامي ع الشاشة، وما شاء الله لسه الميدان مليان.
29/7/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (77)
واقرأ أيضاً:
تحالف الميدان والبرلمان... الأمل المتبقي للثورة / عيد ميلاد الشعب المصري / مجلس الشعب بدون سلطة أبوية / الانشقاق العاطفي للإخوان / حكاوي القهاوي