- شاهدت مساء أمس فيلم (كاتش مي إف يو كان).. مباراة في الآداء بين توم هانكس، وليوناردو دي كابريو.. وجدد الفيلم موضوع هذا البوست.. الذي يدور في رأسي منذ فترة!!!
- لا أعرف خطة الله سبحانه، ولا أعرف حكمته من وراء ما يحصل منذ 25يناير 2011، وهل أراد الله بالناس خيرا.. حين تفجرت هذه الثورة.. من حيث لا يحتسبون!!! لكنني مطمئن لرحمته، وأحاول تأمل خطط الآخرين!!
- خطة الإخوان:
لم يتوقع الإخوان نجاح هذه الحركة، ومن شارك فيها من البداية، شارك على مسئوليته، ومتابعا لحدسه، وصوته الداخلي.. مثل الباقيين، ثم نزل الإخوان بشكل تنظيمي لاحقا، وأبلوا بلاء حسنا، تأكد للجميع معه أن الثورة التي ما كان لها أن تنجح بالإخوان وحدهم، أو بأي فصيل منفردا، ما كان لها أن تنتصر بغير وجودهم!!!
ذاعت أساطير، وأسئلة مشروعة.. أليس لهذه الثورة من قيادات؟؟ برنامج؟؟ هيكل تنظيمي، وإداري؟؟ وظلت هذه الأسئلة تلح بلا إجابات معلنة شافية، وتطوع الإخوان، وتقدموا معتبرين أنفسهم "الحل"!!!
وانجررنا جميعا لانتخابات بعد استفتاء.. وكثيرون كانوا يحسبون أن هذا المسار.. هو الاستكمال الطبيعي للثورة، ورأى الإخوان فيه حسما لتوضيح توازنات القوى على الأرض، وللإجابة على الأسئلة الملحة، والمعلقة!!!
ولأن وضع الأمور كان أعمق مما يتصورون، وأعقد.. وأحيانا.. أبسط.. تورط الإخوان فيما هو أكبر من إمكاناتهم.. وما زالوا يتعلمون، ويتخبطون، ويحاولون.. وأرجو ألا يستسلموا.. فكلنا نتعلم.. وتطورهم هام لمصر.. بأكبر مما يتصورون!!!
- خطة الشعب:
في ثورة سلمية، غير مخطط لها، ولا كانت لها قيادة، ولا أيدلوجية محددة، إنما كان الخيال رائدها، والشهيد قائدها، وخطواتها ترتسم بالسير الفعلي.. لا التنظير الفكري، وما زالت!!!
في ثورة كهذه.. اختارت حكمة المصريين (ربما يراها البعض عبقرية) أن تتخلص من مبارك بتولية العسكر، ثم الخلاص من العسكر.. بتولية الإخوان، وتجريب السلفيين، وهذا منطق مفهوم جدا، ومعتبر.. لكل من يعرف عن حياة وتفكير أغلب المصريين بحق، وكذلك ظروف وملابسات هذه الثورة من بداياتها!!!
وكان للشعب ما أراد.. حتى الآن.. وخطة الشعب نجحت في هذه المساحة.. أن تنجز تغييرا كبيرا بأقل قدر ممكن من الخسائر!!!
- خطة أعداء الثورة:
الإخوان المنهكون -بالاعتقالات المتوالية، والتشريد، وحملات الإعلام، والمحاكمات العسكرية، وبقية إجراءات سلطة مبارك القمعية- هم البديل الشعبي الجماهيري الأكيد.. وملاعبتهم أفضل مليون مرة من مواجهة شعب ثائر في الشوارع، ومنتصر في مساره !!!
الانتخابات هي الحل.. للإيقاع بين الإخوان، وشركاء الثورة، ولإعادة تقسيم الشعب وتفتيته، وإحياء ما تجاوزه بثورته من تقسيمات مقيتة مدمرة (مسلمين/نصارى، إسلاميين/علمانيين، فقراء/أغنياء)!!
تبقى السياسة هي لعبة الكيانات العملاقة، ورؤوس الأموال الكبرى، وفي نفس الوقت سيبقى الإعلام واسع الانتشار مخلصا لمموليه، ضد مشاهديه، وبالتالي يعود الشعب المنتصر متفرجا على الكنبات، والإعلام بيظبطه، ويؤجج نيران العداوات، القديمة، والجديدة!!
وعبر الطريق الذي يعتقد الناس أنه استكمال الثورة.. سيتم القضاء عليها.. تدريجيا!!!!
مارأيكم؟؟
تحياتي
28 أكتوبر، 2012
ويتبع >>>>>>>>: مسار الثورة : الإخوان الخطة، الإفشال، والإفساد!!!2
واقرأ أيضاً: