اليوم.. الآن.. كان مفترضا أن أكون في عملي.. استيقظت صباحا.. أستمع للإذاعة.. أنباء عن حادث جديد للقطارات!!!
قتلى وجرحى.. دارت الشرائط المتوقعة في رأسي.. تأكدت بنفسي من بوستات النواح، والشكوى، والتلاوم، والأنين.. على الفيسبوك، وطبعات الفجر من الصحف اليومية كتبت مانشيتات عن الحادث، وسنتكلم كام يوم عن يوم... مرفق السكة الحديد، وفشل حكومة قنديل، وخيبة الرئيس مرسي، وبعد شوية نزهق.. أو نطلع في مطلوع جديد.. نهري فيه، ونتكلم عنه!!!
كان ينبغي فورا أن أتخذ قراري بالخروج والسفر.. بالسكك الحديدية.. كما تعودت.. منذ سنوات طويلة.. أو أن أبقى!!!
توقعت أن الطرق والقطارات سترتبك، أو تتوقف، وهو ما حصل!!!
وهكذا تتعطل حركة، وحياة ملايين المستخدمين للقطارات بطول مصر، وعرضها!!!
قصة السكك الحديدية في مصر.. هي نفس.. قصة مصر!!!
شبكتنا للسكك الحديدية تقترب من قرنين منذ أول خط بدأته، وعمر التمدن والتحضر في مصر، ضارب بجذوره في التاريخ!!!
لكن السكك الحديدية مثل بقية المرافق والخدمات، هي في قبضة دولة منهارة تماما، من الألف إلى الياء، ومن الإبرة للصاروخ!!!
دولة لا تستطيع إدارة حركة قطارات، وتريد أن تدخل عالم المحطات النووية!!! لتوليد الطاقة، بتحريض من سماسرة الوهم والخراب الذين يبيعون لنا تكنولوجيا يتخلص منها أصحابها، ليقبضوا العمولة، أو لأنهم يظنون أنفسهم علماء، لا ينطقون عن الهوى، وهم لا ينطقون إلا بالهوى!!!
متى سنفيق لأنفسنا، ونكف عن استدعاء الموتى، ونبدأ في تدبر مشكلاتنا، والوعي بإمكاناتنا الفردية والجماعية، ولدينا خبراء محليون، وعالميون، مصريون، وأصدقاء من كل العالم.. يمكننا استثمار خبراتهم في إصلاح طرقنا وسكك حديد مصر!!!
قدرتنا كمجتمع جبارة، ونحن قادرون على إبداع وتنفيذ خطط إنقاذ، وتطوير عاجل.. لهذا المرفق الحيوي.. أو نكرر الاسطوانات المشروخة:
أهل الحكم سيرددون: تراكمات العقود لن تنحل في شهور!!
والمعارضون سيرددون: مش قلنا دي حكومة فاشلة!! انتخبونا، وإحنا نصلح!!
وخبراء الفيسبوك هيشيروا تصريحات ومقاطع وأخبار، ويتداولون كلاما لا طائل من ورائه!!!
وسننتظر يوم 25 يناير، لعل وعسى!!! يهبط علينا شعب آخر من السماء، أو يخرج لنا المهدي المنتظر ليحكمنا، بدلا من الرئيس مرسي، فيملأ الأرض عدلا بعد أن ملأت.. جورا!!!!
ودمتم
أقترح -منذ عامين- تشكيل مجالس شعبية/مجتمعية/ثورية متخصصة في المجالات جميعا، وحان الوقت.. أرجوكم.. لتشكيل المجلس الوطني لسلامة وجودة النقل، والسفر!!!
لن يتغير شيء في هذا البلد إلا بعمل الناس وجهدهم وتداخلهم واشتباكهم مع تفاصيل ومفاصل المشكلات، والأجهزة الرسمية المنهكة المتهالكة.. التي تتضمن أناسا رائعين، وغيرهم من الفاسدين، وبلا رؤية، ولا خطة!!!
يا بشر.. بطلوا تحديف طوب.. التمرد والثورة فن.. وتشكيلات.. ومعارك مركبة.. ركزوا، واقتحموا كل المساحات الفارغة.. البلد كلها فاضية ومفتوحة!!!
كفوا عن الصراخ واستدعاء بؤس البيادة الوسخة، وهي ما بتصدق!!!
ثقوا في أنفسكم وقدراتكم وإمكانياتكم الهائلة، وأغلقوا مضخات المجاري التي يغرقكم فيها إعلام البوابين، والعرضحالجية.. إلا من رحم ربي.
حتى تكون آخر الأحزان!!!
أستسلم لنوم قصير أحلم فيه بمدرستي الإعدادية.. الرائعة.. تمنيت وقتها.. دخول عشيرة الكشافة، لأستكشف وأتعلم مهارات الترحال، وحل المشكلات، ورفض الوالدين.. حرصا، وحماية
14/1/2013
ويتبع >>>>>: 22يناير مسار الثورة : عامان من الحلم، والدهشة
واقرأ أيضاً:
مربط الفرس / فيلليني.... مشاركة / التشويش / مسار الثورة: ثورة ضد الثورة!!! / مسار الثورة: ترويض النمرة