طوال سنتين حاولت أن أشرح معنى وملامح هذه الثورة، وكيف يمكن أن تكتمل رائعة -كما بدأت- وفصلت في أضرار الانحشار في زقاق الصراعات الحزبية سعيا إلى إقامة نظام سياسي مشوه يجمع هواة الحكم الجدد إلى عصابات المال، والسلطة، والسلاح!!!
مشهد ال18 يوم حمل معطيات، ودلالات.. لم نفهمها، ولم نستثمرها-حتى الآن- ومنه... أن الشعب المصري الذي عاش مقهورا باستبداد الفراعنة، كان طوال الوقت مخدوعا.. يظن نفسه عاجزا، وعالة.. تعيره العصابات القذرة التي تسرقه، وتقتله، وتوهمه أنه مشرذم، وضعيف وبلا قيمة!!!
وكنا نتراوح ونترنح بين المبالغة في تمجيد الذات الفردية، والجماعية.. وبين الانسحاق تحت أحذية شرار الخلق في الداخل، والخارج.. ونرضى بالعيش الذليل، لا نرى له بديلا!!!
حتى حررتنا دماء الشهداء، وتضحيات الأجمل فينا.. وغابت عنا الدلالات الأهم، وأهمها أن (((الشعب المصري بقواه وأجياله هو أقوى مليون مرة من السلطة، والدولة))) التي كانت توهمه، وتعيره.. بغير ذلك!!!
طالما لم نستوعب هذه الحقيقة، ولم نتدبرها.. يبدو طبيعيا ألا نستثمرها.. ويبدو مفهوما أن يظل المصريون يتسولون الاهتمام والرعاية من النظام السياسي المشوه الذي حذرت منه مرارا.
ويبدو مفهوما تماما.. ما يحصل حاليا.. من زاوية قوة الشعب، وضعف السلطة/الدولة!!!
العجيب.. عندي.. والمدهش، والمؤلم.. والمضحك.. أن أغلبنا ينظر إلى المشهد الحالي باشمئزاز، وحسرة.. على الوهم، والعجز، والأحذية القذرة الغليظة التي لا تقوى إلا لتسحقنا!!!!!!!!!!!
المشهد الحالي.. ينبغي أن يستدعي التدبر والتفكر والاستيعاب لحقيقة قوة الشعب، والنظر والتخطيط لاستثمار هذه القوة في غير الإثبات المعاد، والمتكرر أننا جدعان قوي، وأقوى من الداخلية، والجيش!!! وأن نستثمر في غير المسار السياسي الحزبي البائس، ولبناء دوائر عمل جماعي تقيم أنظمة اقتصادية، واجتماعية، وحضارية جديدة!!!
هذه مهام تنتظرنا، ويمكننا أن نقوم بها جميعا.. لو تحررنا من أوهام وخرافات وأحزان.. لا مبرر لها.. وإذا تفهمنا انسداد المسالك الفاشلة التي جربناها طوال سنتين، وانفتحنا للحوار والتفاوض والتعاون المجتمعي بين أجيال، وقوى، وطاقات.. تحتاج للرصد، والاحترام، وللتأمل والتقدير، والعمل المشترك!!!
المشهد الحالي يؤكد مجددا أن الشعب أقوى من السياسيين، ومن العسكر.. ومن كل الأطراف الحزبية.. حقيقة تؤكدها الأيام، والوقائع، والحرائق.. ولم نستثمرها حتى الآن، ونحتاج بشدة لتعلم الروح الجماعية، والعمل الجماعي، والحوار، والتفاوض المجتمعي، للتفاهم، وحل الصراعات!!!!
ولقد بدأنا بناء نواة -في هذا السبيل- لمن يريد التعاون معنا.....
الشعب هو الحل.. كما.. المشكلة, الشعب هو الأمل: أنا، وأنت، وأنتما، وأنتم، وأنتن... استقيموا يرحمكم الله.
30/1/2013
ويتبع >>>>>: مسار الثورة: اديني عقلك
واقرأ أيضاً:
14 يناير 2013 مسار الثورة : سكة السلامة!!! / 22 يناير مسار الثورة : عامان من الحلم، والدهشة