في غفلة منا تشوهت مفاهيمنا الأصلية عن الإنسان ومراحل نموه من الطفولة إلى الشيخوخة!! ففي حين ننظر إلى كبار السن بوصفهم عالة تتكفل بهم الدولة!! أو عبْئا على عاتق الأبناء والبنات!!!
صرنا ننظر إلى مرحلة العبور من الطفولة إلى ما بعدها بوصفها "مشكلة" يحتاج أصحابها إلى ضبط وتقويم، أو في أحسن الأحوال إلى "خدمات"، و"رعاية"، أي عبْء على الدولة، أو الأسرة!!!
النظر إلى الإنسان على أنه عبْء هو أمر مرهق له، ولمن يتحملون أو يفترض بهم أن يتحملوا هذا العبْء!! ووضع المسألة ليس هكذا أبدا!!
فكما أن الطفولة طاقة وإبداع ورحلة تحتاج إلى مواكبة لعملية تبادل المعرفة، والتعلم المشترك، فإن ما بعدها هو رحلة أعجب، ودنيا أرحب... سعة، وطاقة نور، ونمو، وإبداع، وتأمل، ونقلة، ونضج لمن فهم، واستثمر!!
منذ الطفولة يهمل الإنسان "وجهة نظر" لقطة من زاوية مختلفة، وهو جاهز لمشاركة هذه اللقطة مع من حوله في إطار استكمال الرؤية، ومع تدفق الطاقة الإنسانية في مرحلة العبور من الطفولة إلى ما بعدها فإن اللقطة تنضاف إليها عزيمة، وحركة يمكن أن تكون نفعاً ونضجاً لصاحبها، وإضافة لوطنه وعائلته ودوائر انتمائه، ويمكن أن تكون شغباً وصخباً واحتكاكات تستنزف وتهدر نعمة وهبنا الله إياها، وهو غالب الحال عندنا!!
حصل هذا في غفلة من الزمن لأن تاريخنا العربي والإسلامي عرف النماذج المشرقة من مشاركة هؤلاء القادمين الجدد إلى الرشد المبكر، والحكايات تؤكد وجودهم الفاعل في ساحات الجهاد القتالي، وبالتالي أتوقع أن جهادهم الحياتي اليومي، أو دورهم في الحياة اليومية للحراك المجتمعي كان بارزاً.
وفي مرحلة ما بعد بدايات الربيع العربي يجدر بنا استعادة هذا التصور والمسلك، وبخاصة أن الملايين من هؤلاء الشباب والصبايا قد امتلأت بهم وبهن الشوارع والميادين، وقدموا الشهداء من أجل الحرية والكرامة، وبالتالي صاروا شركاء في مسيرة الحرية والكرامة!!!
أوضاع جديدة لابد أن تنشأ مستندة إلى مجد الماضي الذي يمكننا أن نستعيده في شكل معاصر، ومسؤليات جديدة ينبغي أن نمارسها في تعاملنا مع ظهور الرشد المبكر، ومسؤليات جديدة تنتظرهم معنا في مسيرة الحرية والكرامة والبناء.
ملايين من زهور الرشد المبكر تتفتح عبر هذا الفضاء الأثيري، وتتلاقى متحاورة وحالمة، وأحياناً غاضبة ومحتجة، أو مستفسرة مسترشدة!!
هو فضاء الحرية فتح بيننا القنوات، والنوافذ التي نطل عبرها على أنفسنا، وعلى هذه الأجيال الصاعدة الواعدة التي تعلن عن وجودها، وتطير بنا وراء أحلامها الشخصية والعامة!!
اللغة التي تتشكل ألفاظها طازجة، أو غريبة أحياناً، والتساؤلات، والاعتراضات، والأنشطة الغائبة في مجتمعات البؤس، أو مخازن المشتريات والسلع، الفجوة والتناقض بين عرب الترف، وعرب القرف!!!
وأجيال جديدة أيضاً خارج الحدود تتلمس طرقها وتبحث لها عن هوية مركبة تناسب جذورها المختلفة، ومحيطها المختلف!!!
عالم زاخر بالأمواج والأصداف والدرر، والآمال المتطلعة، والأحلام المؤجلة، ومهام تنتظر المختصين، والمهتمين.
مساهمتنا في "مجانين" تأتي بسيطة، ونرجو أن تضيف إلى هذه المهمة – التي نتصورها – ضوءاً يكشف، وقصصاً تعلمنا عن هذه المساحة التي تندر فيها الدراسات، والأبحاث العربية!!!
نقدم لكم تجميعاً لروابط الاستشارات الخاصة بمرحلة "الرشد المبكر"، وهو العنوان الذي ارتضيناه "ولو مؤقتاً" للتعبير عما كنا نردد "المراهقة" له اسما وتصنيفاً... ظلمنا، وورطنا في عديد التباسات تتيح لنا ثورات الشباب في الربيع العربي الانعتاق منها، والمجد للشهداء،
هي ثورة المفاهيم إذن!!! حي على الجهاد... المعرفي.
واقرأ أيضًا:
شكاوى وفضفضة المراهقين على موقع مجانين/ على باب الله مع المراهقين/ على باب الله: الله يا مولانا، أصداء وردود/ على باب الله: إسلامي/ على باب الله: التقرير/ حزب ومعتصماه: عندما ترعى الذئاب (متابعة)/ على باب الله: معركة البنطلون/ على باب الله: عن التغيير والفوضى/ عقول معطلة.... وأوطان تغرق/ للمصريين: إذا كان ثمة أمل!!/ على باب الله: ستر العورة!!/ البحث عن حكاية/ تنويعات لكسر الملل/ ماشي يا مصر/ حلم الطلوع/ الوقوف في الزور/ السفر/ معركة الثقافة/ على باب الله الثقافة والسياسة/ الثقافة والسياسة زفرات وملاحظات/ إنهم يعبدون الشيطان/ على باب الله: طريق الشيطان/ التفسير الجنسي للتخلف/ انتحار جماعي/ لبانة الإنتماء/ يسألونك عن الجهل/ ضحايا النوايا الحسنة: مشاركة/ إسلامنا/ هكذا صار إسلامنا سببا لتخلفنا!!/ على باب الله: تقرير/ التقرير/ رأسنا ونعالنا، معروفنا ومنكرنا/ الأمة هي الحل: اكتشف بنفسك، واتعب لتفهم/ قوة علم النفس: تحية محب/ الليلة وكل ليلة/ فيلليني/ على باب الله: خطاب إلى العقل/ على باب الله: إنه الفن يا أحمق/ على باب الله: نحو الأمل: تأملات مسافر/ على باب الله: حلو الشام/ على باب الله: سيناء تتكلم