مسار الثورة 5 أغسطس... زوروا رابعة!..
لماذا تضطرب نفوس بعض المصريين، كلما حصل اعتصام، في مكان عام؟؟
لماذا تسعى سلطة الانقلاب، وكل سلطة إلى فض اعتصام الناس؟؟
لماذا ضاقت كل الحكومات في كل العالم بتجمعات حركة "احتلوا"، رغم التزامهم بالسلمية، وتحركهم إلى مساحات وساحات باتفاق مع السلطات؟!!
هل اجتماع الناس السلمي في مكان عام يمثل خطرا؟؟
نعم، هو يمثل خطرا، ولكن من نوع معين، وعلى أطراف محددة!!
الحياة الحديثة في العالم تقوم على الإلهاء، والإيهام الجماعي للبشر بمجموعة من الأساطير والخرافات "العلموية"، أي التي يدافع عنها جيش من العلماء المأجورين، ومنها فكرة الدولة الحديثة والإعلام، وبقية منظومة الكذب المنظم!!
مثلا بدلا من أن يتعارف الناس ويتعرفون على بعضهم مباشرة، ويتداولون أخبار بعضهم، دخل الإعلام وسيطا لنقل الإخبار، وخلق الانطباعات، وتشكيل المخيلة، وتشويه التصورات عن الأشخاص، والجماعات، وبالتالي تشكيل الموقف من الحياة بتفاصيلها!! وبئس الوسيط هو!!!
نفس الوهم يرتبط بفكرة الدولة التي تحتكر أدوات العنف وأسلحته لتحفظ الأمن!!! وتحمي الأوطان!!! النتيجة أن تتحول هذه الأوهام جميعا إلى كوابيس تتلاعب فيها عصابات المال، والسلطة، وفرق الكذبة بمصائر الشعوب المنساقة وراء التضليل!!
المعنى الأخطر الذي أريد التركيز عليه هنا أن الاستسلام لتشوه العقول، والمواقف من الآخرين، والاعتماد على سلطة أو إعلام، قادنا ويقودنا إلى احتراب أهلي طائفي وفئوي، كارثي!!
الثقة الضمنية في سلطة دولة (عصابات الحكم والمال)، أو بهتان إعلام مأجور لمموليه، تقودنا إلى مهلكة، بينما أي عاقل في العالم يعرف أن السلطة تكذب دائما، حتى يثبت العكس، وأن الإعلام يكذب غالبا حتى يثبت العكس!!
من هنا يمكن أن نفهم خطورة أن يجتمع الناس مباشرة -معا- ويتحاوروا ويتعارفوا ويستعيدوا الحساسية الإنسانية تجاه أنفسهم، وغيرهم ممن كانوا يعتمدون على الإعلام لمعرفتهم!! ويعتمدون على الدولة لتحميهم منهم، أو تفصل وتحكم بينهم!!
حين يجتمع الناس يستعيدون شعورهم بأنفسهم الضائعة، وبقدرتهم على التحاور، والتفاوض، والاختلاف، والاتفاق المباشر دون وسيط!! وهنا يشعرون بوجودهم وبقوتهم الجماعية -المراد التعتيم عليها- لمصلحة سلطة تحكم وتستبد، وتفصل!! وإعلام يكذب ويضلل ويشوه!!
أنا ضد فض أي اعتصام للناس -هذا موقفي الدائم- وأتحدى من يجد لي كلاما عكس ذلك طوال سنتين ونصف!!
بالعكس أتأمل متعلما ومندهشا هذا السعار والهجوم ضد كل الاعتصامات، وأفهم منطق أصحاب المصالح والمكاسب والمجرمين في السلطة والإعلام!!
لكن يدهشني -شوية يعني، مش قوي- أن يكون الناس ضد مصالح أنفسهم، يمكنون السلطة من مصائرهم، ويصدقون الأساطير والكذبة ولو قادوهم إلى الجحيم!!
زوروا رابعة هذا الاعتصام فرصة ذهبية -كما غيره- ليتداول المصريون ويتعارفون مباشرة، ويتحاورون مباشرة، وهذا عندي أهم من عودة مرسي، أو حتى إعادة الأمور لما قبل الانقلاب!!
ما تزال نقطة ضعفنا الرئيسية هي ضعف المجتمع وعيا وتشكيلا في مواجهة الأوهام والأساطير!!!
والله أعلم
5/8/2013
مسار الثورة 7 أغسطس.. فاصل ونواصل..
في غياب الحد الأدنى من النزاهة الإعلامية، والشفافية السياسية والمجتمعية، لا يمكن القطع بشيء!!
بيان الناطق المدني باسم الانقلاب العسكري عن تحميل الإخوان مسئولية فشل ما أسماه "مفاوضات" أو "وساطات" دولية يستند إلى إيهامنا بشيء لم نعرف عنه أية تفاصيل!!
بالمناسبة وللمرة المائة أقول أن البلاد التي تشهد تحولات ونقلات في الأنظمة تتجه إلى نموذج المائدة المستديرة التي تضم كل الأطراف الفاعلة لمناقشة مستقبل البلاد علنا، أمام الشعب وبأوسع مشاركة ممكنة من الناس!!
حوارات السجون، والوشوشة في الغرف المغلقة، وألاعيب تصريحات أراجوزات القصور، ومفاوضات بير السلم -إن جرت أصلا- لا يعول عليها!!!
يظهر لدينا وجه إنساني صادم شديد الخوف والتشوهات صرنا نسمع صوته يهمس أحيانا، ويصرخ أحيانا داعيا إلى محارق على أساس طائفي، ودي (أسوأ من الحرب الأهلية بكثير)!!!
لو تزايدت حوادث القتل الفئوي والطائفي!! وبعضها مدبر، وممكن تنفجر لتصبح شعبية!!
كما لدينا تراكمات أوجاع ومظالم تفتقد للتحري، ومن ثم الإنصاف!!
كما لدينا عقول هشة، وأرواح مهشمة، ومجتمع منهار معرفيا، ومجرف إنسانيا.
هذه أمراض وأعراض تحتاج إلى رصد وعلاجات سريعة ممكنة، وأخرى على المدى المتوسط، والبعيد!!
الانقلاب العسكري ليس سوى قمة جبل الجليد، وآلة القتل التي تقدم وعودا كاذبة بالحسم، والاستقرار!!! ولا يحسم القتل شيئا، بل يدمي روح الأمة بالمزيد من الجروح والقروح!!! ويبتعد بنا عن سبيل السلامة والسلام!!
لابد من مائدة مستديرة تنعقد، وتأخذ وقتها، ونأخذ وقتنا في التشاور حول مستقبلنا جميعا!!
لابد من مصالحة وطنية حقيقية، وشاملة، وحوار مجتمعي واعي يتخلص من ضخ التضليل والمسخ الإعلامي المأجور لمموليه، وقواديه، وأصحاب المصالح فيه!!!
لابد من تعطيل وشل آلة القتل، وتجار الدم، وعصابات مصاصي روح الشعب، ومساخ إنسانيته!!
لابد من جهد يبذله كل من بقيت لديه ذرة من عقل، أو إنسانية دون تفويض!!! حقن الدم، ونصرة الحق والخير والجمال هي فريضة عامة لا يصلح فيها التفويض!!!
هذا ما ينتظرنا بعد العيد، كل عام وأنتم جميعا بخير!!!
7/8/2013
ويتبع >>>>>>>>: إحياء الموتى 11 يوليو... إنت مع مين ؟؟..
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة المعسكر الديمقراطي!! والجنرال في المتاهة/ مسار الثورة:... جمهورية رابعة !! وأخطر من البيادة!!