مسار الثورة 14 أغسطس.... الشارع....
المصريون يشعرون بتوتر ممارسة الجديد -غير المسبوق، ولا المألوف- وبدلا من الاعتراف بأنهم محتاجون دائما -كما أي إنسان في مواجهة أي جديد- للمراجعة والمذاكرة والحوار، وفي هذا اعتراف ضمني بالافتقار إلى رؤية جاهزة!!
نجد أغلبنا يفضل عدم الاعتراف بالجهل، ويفضل المجاهرة برفض... الجديد، أو افتعال الغضب في مواجهته، أو الامتلاء به.. فعلا!!!
في الميدان/الشارع بدأنا رحلة صياغة مستقبلنا، لم تتسع لأحلامنا مقرات الأحزاب، ولم تجمعنا -كشعب- قاعات المساجد، والكنائس، ولا صالات الفنون، ولا قاعات الجامعات!! ضاقت بجموعنا وتنوعنا، وكان الشارع/الميدان هو المحضن، والمختبر، ومسرح الأحداث والتفاعلات وساحة الاحتشاد والتحريك!!
وما زلنا نلوذ به, ونعتصم، ونتجمع طلبا للقوة، وللمشورة، وللتفاعلات!!
أنا لو مكان أي كاره لهذا النمط من الثورات الشعبية لرسمت خططي لكي أفكك تحالفات التحرير الهشة (25 يناير) التي انصرفت قبل أن تتصلب وتنضج!! ولرسمت خططا لفك علاقة الناس بالمكان/الميدان/الشارع!!
تحويل ميدان التحرير إلى مسخرة، ومزبلة، ومكان مظلم مهجور، طارد لا جاذب، أو ميدان "تحت الطلب" لم يحدث تلقائيا!!
والكلام عن فض اعتصامات رابعة والنهضة يندرج تحت نفس البند: ضرب علاقة المصريين بالشارع/الميدان/المجال العام!! وليصبح ربما ذكرى للدم والجرح فقط!! ذكرى مؤلمة!!
لا تختلط علي الأمور، أستطيع التمييز -ما زلت- بين أصحاب نزعة محافظة، وهم ضد الثورة، والتغيير، ويصدقون ماما الحكومة، ويفوضون بابا الجيش، ويعبدون ستنا الدولة -رحمها الله- نينا العزيزة، طيب الله ثراها!!
هؤلاء ضد تواجد الناس في الشارع أصلا (إلا لأغراض التفويض ع السريع، ويروحوا)، كانت هذه رؤيتهم من 25 يناير، وما زالوا، وسيظلون كذلك ومن حقهم!!
الإصلاحيون -مثل أغلب الإخوان- يتواجدون في الشارع لهدف، وربما ينزعجون من تواجد غيرهم فيه، وبخاصة لو كان ضدهم!! وهذا أيضا تصورهم، وحقهم!!
ولذلك راج بينهم أن أحداث محمد محمود، وما تلاها إنما كانت مجرد مؤامرات لتعطيل هدف أسمى، ومكسب أهم -من وجهة نظرهم- وهو انتخابات البرلمان حينذاك، وبذلت وغيري جهدا كبيرا في نحت شعار راج وقتها: الثورة، برلمان، وميدان!!
ما يدهشني بحق هم الثوريون -إن كان في مصر ثوريين!!- حين يقفون متحيرين يضربون أخماسا في أسداس، أو يرتدون عباءة المحافظين، أو الإصلاحيين ويرددون نفس كلامهم، ونفس مواقفهم من اعتصامات رابعة، والنهضة!!
لن أكرر كلاما كثيرا يقال، لكنني كنت أظن أن مكسب الاحتشاد في المجال العام، لم يعد محل مزايدة، وأن تطوير هذا الاحتشاد -لا فضه- هو الدور الذي ينبغي أن يتحاور حوله، ويتعاون فيه كل الثوريين، وبالتالي فإن اعتصامات رابعة والنهضة ليست خاصة بمن فيها، ولكنها خطوة تحتاج إلى مراقبة للتسديد والترشيد، وإبداع للتطوير، وهي آلية وأداة مفتوحة لتحقيق أهداف كبيرة وكثيرة، تتجاوز تواضع خيال الإصلاحيين من الإخوان، وغيرهم فضلا عن هري المحافظين، وتوترهم!!
لا تخافوا من الشارع، ولا تخوفوا الناس من الشارع، ولا ترددوا ما يراد لنا ترديده لنخاف من الشارع، وناس الشارع، ونزولنا إلى الشارع!!
في الشارع بدأنا، ومنه ارتقى أجمل من فينا، وفيه سنكمل ثورتنا حتى ننتصر لها، ولهم، أو نلحق بهم فاتقوا الله في أكبر إنجازات شعبنا وثورتنا.
ولله في خلقه شؤون
14/8/2013
مسار الثورة 14 أغسطس قفزة إلى الهاوية.....
ما حصل طوال اليوم كان قفزة إلى الهاوية، حين تغلب صوت الجنون داخل منظومة الانقلاب الدموي!!! فهي تضرب بلا حساب، بل وتأمن الحساب، كما ضربت -من قبل كثيرا- ولم تحاسب!!!
ما حصل اليوم لا يأتي بخير على أحد لا على مجرميه، ولا على شهوده، وعلى من يتمحكون، ويتوارون خلف كبش الفداء، القربان... الذي يقدمونه اليوم لها، ولا يدرون أن دورهم سيأتي إن آجلا، أو عاجلا، في الدنيا القصيرة، أو في خلود الآخرة... الممتد!!
لابد أن نعزي و نواسي أصدقاءنا وأهالينا من المصريين الذين فقدوا ذويهم، ولابد أن نبذل كل الجهد في وقف عجلة الحمق والجنون المجرم، بحق من في الشوارع، والميادين، وبحق أي مصري مدني مسالم مهما كان رأيه، ومهما كان موقفه!!
حذار من أن نخطئ أو نخلط، القتلة معروفون، وينبغي التركيز عليهم وملاحقتهم بكل السبل، محليا، وإقليميا، ودوليا!!!
دون تعميم ودون اندفاع في الهجوم على أي أحد بتأويل فاسد يتأوله، أو تصور واهم يتصوره، أو كلام أبله تتلاعب به فيه مشاعره!!
فالكل مكلوم يتألم، والبعض يغطي ألمه بهرتلات وهراء لا يخفى على لبيب!!!
أي مسئول ديني أو مدني أو أمني أو عسكري هو مشارك في القتل، ما لم يتبرأ منه علانية بإعلان أو باستقالة، وهو يفعل هذا لنفسه، وبنفسه، ومن أجل نفسه -إن شاء- والناس ستحدد موقفها بناءا على مواقف كل مسئول من الدم المسفوح اليوم!!!
والتغاضي عن هؤلاء للتعدي -ولو بالقول- على المواطنين العاديين، هو ظلم لا يرضاه الله، ويفتح أبوابا واسعة لشر أكبر وأكثر!!!
اتشطروا على القتلة، مش على بعض!!!
آلة القتل مطلقة السراح في الشوارع، ومشرعة السلاح تعمله في أجساد وأرواح الناس وعلينا أن نستجمع شتات أفكارنا لنتدبر:
- ماذا لدينا من معطيات على الأرض؟؟
- إلى أين نتجه ؟؟ أو ماذا نحن فاعلون؟؟
ما رأيكم؟؟ يا ريت كل من يعلق يحدد لنا موقعه!!
14/8/2013
ويتبع >>>>>>>>: 14 – 16 أغسطس الأكفان المتحركة !! وتضميد الجراح!!
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة... زوروا رابعة!.. فاصل ونواصل!/ إحياء الموتى 11 يوليو... إنت مع مين ؟؟../ مسار الثورة 12 أغسطس الوعي العميق....