كاسرا حظر التجول ذهبت إلى بيت صديقي وأستاذي وأخي الكبير، وجلسنا نستمع لمقاطع من موسيقى قوقازية قديمة (قد أرفق بعضها)، لغته الإنجليزية القوية تسهل له قراءة الجرائد والمجلات الأجنبية ذات الصيت والمستوى في التحليل والرصد!!
يقطع -على غير عادته- سماعنا للنغمات بمقاطع من مقال هنا أو مانشيت هناك، وأتأمل أنا في هدوء!!!
واضح جدا لأصحاب العقول والخبرات أن القصة الكبرى في مصر الآن هي أن نظاما ديكتاتوريا عسكريا قد خلع قناعه الأخير!!! ويمارس مهامه الأصلية في قتل شعبه!!
بعد تمثيلية خلع مبارك، عاش فترة يرتب ويستعد ويلعب في عقول هشة مهترئة منهكة، متلاعبا بجماعة مضغوطة ومنهكة... ليكيل بها الضربات للثورة، ثم ليكيل لها وللثورة، وللشعب الضربات الثقيلة!!!
والشعب أغلبه يهرتل ويرقص رقص المذبوح من الألم، وكل ما حد يقول يا إخواننا القصة قصة دمار شامل على يد نظام سفاح كان وما زال وسيظل، إلا أن يوقفه شعبه!!!
يطلع لك فلوطة يقولك: طب والإخوان!!!! (زي الكتاب) أو زي ما هو مطلوب فعلا!!!
يعني مطلوب نتكلم عن الشجرة/الذريعة، ونترك الدبابة التي تهرس الغابة كلها!!!
مصر الآن منقسمة بجد بين:
* ديمقراطيين متنوعين (بعضهم غير مؤطر سياسيا) (والإسلاميون يتورطون أكثر في تبني السلمية المدنية، والثورية الديمقراطية، ويتساءلون بعمق عن معناها وجدواها..في آن واحد)!!!
و* انقلابيين... بأطيافهم ودرجاتهم!! وبين هؤلاء وأولئك أقوام مترددون حائرون بوعي، وآخرون بغير وعي!!!
الموقف شديد التعقيد، والأحداث القريبة كشفت أننا أمام تدفقات أوسع بكثير من قدرة الإسلاميين على الحشد والمواصلة، والاستيعاب، والتطوير، وتكشف عن حراكٍ أعمق وأصلب بكثير من حراك 25 يناير وما تلاه!! لكن تنوعه -ربما- أقل!!!
ملحوظة: ربما لم يكن مناسبا أن يتورط الإخوان فيما لا يعرفون أبعاده ولا يحسبون مآلاته (أقصد حراك 25يناير، وما تلاه)!!!
وربما يحسن بهم أن يعرفوا أن الحراك الحالي يتطور بما هو أوسع بكثير وأعمق بكثير من أن يكتفوا بشعارات "الدولة الإسلامية"، أو الخوف على الهوية!! أو الحرب على الإسلام!! وهذه اللغة تشوش على الحراك الحالي، كما الدعوات البائسة لحمل السلاح!!! بينما النظام الدموي ضد الإنسان، والحرية!!
فهل آن للإسلاميين أن يتعلموا ويفهموا الإسلام أوسع وأعمق؟؟!!
للمرة العاشرة يرزقنا الله كمصريين حراكا شعبيا واسعا ينشد الحرية ويفتح الناس فيه صدورهم للطلقات في سبيل الله والوطن، وفي لحظة ذوبان عالية للحدود بين هذا المعنى وذاك!!!
يا رب تظبط المرة دي!!!
18/8/2013
ويتبع >>>>>>>>: 18 -20 أغسطس هذي بلادي، عزيزي المتظاهر.. مع التحية!!
واقرأ أيضاً:
مسار الثورة 12 أغسطس الوعي العميق..../ مسار الثورة 14 أغسطس الشارع، وقفزة إلى الهاوية/ 14 – 16 أغسطس الأكفان المتحركة !! وتضميد الجراح!!