عندما تقع البلايا يستسهل الناس دور الضحايا!!!
وتبدأ الشكوك والمساءلة للقدر، وللمحيطين دون مراجعة ولا تأمل!
معروف هذا عند الصدمة الأولى، ولا أقول أنه مقبول، فقط يحدث، ومتوقع!!
دور الضحية لذيذ، ولوم الأقدار قريب من أناس عاشوا حياتهم غير مسئولين عنها، ومستسلمين لما يظنونه الإيمان الحق، والتسليم للحق، بينما هو استسهال، وتواكل!!
وكأن الحياة تسير بالمعجزات لا السنن!! وكأن للإنسان أن يختبر ربه فيشرط إيمانه باستجابة شكواه، بل وكأن الإيمان هو جواز للمرور الأمن من الخضوع للسنن، وترتب النتائج على المقدمات، وكأن قاعدة تسيير الأمور في دنيانا هي:
عك، وربك يفك!!
وكأن الدين هو مخدرات تسكين..وحين يزداد الألم، لا تفلح الجرعة المعتادة، فنعلن فشل الدواء، ونشك في الطبيب!!
وكأن المصيبة عقاب للإيلام نبحث له، لها عن تسكين!!
بينما تنفتح بالمصيبة كهوف وسراديب كانت مغلقة بداخلنا، ولم نكن نعرف بها، وتتفجر طاقات وعزائم كانت كامنة متوارية مطمورة مهمشة!!
ويتجدد الفكر، وتتاح الفرص التي كانت غائبة، أو مغيبة!! فرص للتعلم عن العالم، وعن أنفسنا، وفرص النضج الروحي، والاقتراب من الله أكثر، ومساعدة الآخرين!!
بينما الشهداء أحياء بأرواحهم حولنا، وفي الجنة مقبولين -إن شاء الله-، ولا نستطيع لهم شيئا غير أن نتذكرهم، ونستشعر وجودهم معنا بشكل مختلف!
دفع الظلم في الدنيا هو اختيار الأحرار، وله دروب وطرق وأساليب متدرجة، ومتعددة، ومتنوعة، وفي الآخرة نعيم لمن أنكر على الظالمين، وجحيم للمجرمين، وأعراف لبعض من كانوا بين بين!! هكذا نعتقد!!
ولا يحتاج الإيمان إلى البحث عن أيقونات ومشايخ وتعاويذ وفتاوى الإيمان مناطه الروح، وتزكيه الروح، والنمو الروحي هو مهمة كل إنسان يباشرها أولوية قصوى، أو يهملها فلا يجدها حين يطلبها، أو يحتاج إلى أن يتكأ عليها في وقت مصيبة!!!
وهذه ليست نهاية المطاف، الحياة الدنيا مجرد حلقة في مسار ممتد، والمؤمن يوقن بأن عدل الله نافذ، ولكن الإمهال سنة من سننه، وهو تمحيص، واختبار ينجح فيه من شاء، ويسقط من لا ينتبه!!
الاثنين 26 أغسطس 2013
ويتبع >>>>>>>>: إحياء الموتى 28 أغسطس دفاعا عن الإنسان
واقرأ أيضاً:
التعليق: لكل حب أوجاعه إلا حب الله ففي حبه حلاوة, وأنا جربت حب البشر وسكن الألم في قلبي لغدر البشر, لكن أحيا الآن بحب الله وأجزم بأنه يبادلني هذا الحب, أحسه في كل سكناتي وفي كل حركاتي اسمه فوق لساني, ومخافته في قلبي, والتأمل بعظيم جلاله يسكن رأسي ..أدعوه فلا يتردد في إجابتي, في قلبي وعقلي وكياني أريد شيئا واحدا أن يغمرني برضاه .
الله أقرب مما تتخيلون, أرحم مما تعتقدون, الدين ليس "مسكن" كما تقول يا دكتور إنما هو ذرات الأكسجين التي ينعش بها كل خلية بجسدي, إعتصمت يا رب بحبلك وقبلت بقضائك وأمنت بك وبعدلك ...........
أريد فقط عفوك ورضاك ولطفك يا كريم .......
أسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان فتلك الثمرة لا يعرفها إلا من تذوق