في استشارة سابقة على مجانين بعنوان: أنا وزوجتي والخيار في الدبر، جرى نقاش صغير بيني وبين أحد القراء، ثم طرح استفسارًا –جزاه الله خيرًا- جعلني أرى أن من الضروري أن أفرد لجواب سؤاله موضوعًا مستقلًا، وليس مجرد تعليق تحت الاستشارة.
آخر تعليق للأخ "elazory" كان بعنوان: استشارة نفسية أم فتوى شرعية؟، وقال فيه: هو يعني الإسلام لن ينصلح إلا بمعالجة مشكلة رجل عنده مشاعر أنثوية يتبادلها مع زوجته؟ هل إصلاح الفرد يبدأ بأصابع زوجته في مؤخرته يعني؟
هو حر يمارس معها ما يريد وواضح أنه تعود على ذلك لدرجة أن فتحة شرجه تتحمل وتبتلع (خيارة معتبرة كاملة).
ثم إن الرجل محتاج لمشورة (نفسية) وأنت تقدمين له (فتوى شرعية) فهل هذا موقع للاستشارات النفسية أم دار إفتاء أون لاين؟؟!! أنا لا أفهم. ثم إنك في تعليقك الثاني تحللين أصابع زوجته في مؤخرته وتحرمين الخيارة؟!
كيف؟ أنا لا أفهمك ولا أفهم فتاويك. وهل اختزلنا صلاح وتقدم المسلم في أصابع الزوجة؟ يا ليت نركز على الجوهر والدين المعاملة، وليس على أسرار بين زوجة مسترجلة وزوج مستأنث وما أكثرهما هذه الأيام.
تقبلي رأيي بدون اتهامي بالاستهزاء بالدين.
طبعًا لن أتهمك يا elazory بالاستهزاء بالدين بعد أن سألت ما سألت، وظهر منك حسن النية، لكن الذي جعلني أقول ما أقول أولًا، ناس كثر قابلتهم لا يذكرون عبارة (الناس وصلت للقمر وما زلتم تبحثون في كذا وكذا) لا يذكرونها إلا استهزاء بأحكام الشرع وأنها ليست بذات قيمة، وأن علم هذا الزمان أفضل منها...، هداهم الله جميعًا.
لي بعض الملاحظات المباشرة على سؤالك، ثم بعد هذا أخوض في أساس مشكلة عمّت المسلمين إلا ما رحم ربي منهم، ولأجلها أفردت لتعليقك مقالًا، سأورده على جزأين بمعونة الله...
ملاحظاتي المباشرة والتي خصصت هذا الجزء من المقال لها:
- قولك -وأظن أنه وقع منك سهوًا- : (هو يعني الإسلام لن ينصلح...)، واضح يا أخي، أن المسلم هو الذي ينصلح وليس الإسلام، الإسلام يصلح الناس، ولعلك تقصد (أن إسلام المرء لن ينصلح).
- (هل إصلاح الفرد يبدأ بأصابع زوجته في مؤخرته يعني؟): لا يشترط أن أبدأ بهذا الحكم مع شخص توجهت إليه بالإصلاح، وطبعًا الأولوية لتصحيح العقيدة والفكر، ولتعليم أساسيات الدين كالصلاة والصوم والزكاة، ونحوها، من عبادات، وتنبيهه على أهم المحرمات أولًا...، ثم نتدرج شيئًا فشيئًا معه حتى لا يثقل الأمر عليه...، لكن مع هذا، هل يحظر عليَّ أن أعلق كسائر من يعلق على الاستشارات، بما يتناسب مع اختصاصي، ويهم السائل؟ والله أمرني أن أبلغ ما أعلمه للناس ولا أبخل عليهم بما يسعدهم في الدنيا وإن لم يدركوا هذا في البداية، وفي الآخرة...
ثم ألم تلاحظ أن السائل ذكر كيف بحث عن حكم أفعاله؟ إذن هو يهمه الأمر...، فأما استشارته النفسية فأخذ جوابها وافيًا، وأما ما كتبته فكان نصيحة وضعتها تعليقًا كسائر من يعلق...، هل هذا ممنوع يا أخي؟!!
- (هو حرّ يمارس معها ما يريد): هل تعتقد هذا؟ أظن أن هناك ما يقيد هذه الحرية..، ألم ترَ كيف حرم الله عليه إتيانها في الدبر ووقت الحيض؟ إذن لا يوجد حرية مطلقة...، ثم الله تعالى مدح المؤمنين بقوله: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ))...، يعني هم يحفظون فروجهم (وجميع جسدهم طبعًا، ليس المراد الفرج حصريًا)، يحفظون هذا من أن يستمتعوا بأي شيء سوى أزواجهم، أو الجواري (أيام كان هناك جواري)...، فالاستمتاع بهاتين لا لوم فيه، أما فيما عداهما فهناك لوم من الشرع ومؤاخذة...
وعلى هذا: ألا ترى أن الخيارة أو العصا أو أي شيء آخر، ليس زوجة ولا زوجًا، ولا جارية؟!! إذن الاستمتاع بها فيه ملامة من الله تعالى.
وهل تبين لك الآن لماذا قلت إن الخيارة حرام؟ والأصابع حلال؟ الخيارة ليست زوجة، أما الأصابع في جزء من الزوجة التي أحلها الله من مفرق رأسها إلى قدمها إلا الجماع في الدبر، والمراد به: إيلاج الرجل ذكره في دبرها، وكذلك إلا الجماع أثناء الحيض... (ويقال هذا في حق الزوج طبعًا)...
ومع هذا هناك جدل بين العلماء في مسألة الأصابع لاعتبارات عدة، وليس هنا شرحها...، ودعنا نأخذ بالإباحة، ونترك الجدل في ذلك...
- (وهل اختزلنا صلاح وتقدم المسلم في أصابع الزوجة؟): لا لم نختزل أبدًا، وهل وجدت في كلامي ما يدل على الاختزال؟!!! نتكلم على هذا وغيره، وننبه على هذا وغيره، وكله سواء عندنا... وسآتيك بتفصيل ذلك فيما بعد...
ثم يا أخي -رعاك الله- أليست العلاقة بين الزوجين من المعاملة؟ أليس كل منهما مطالبًا بإحسان معاملته للآخر في كل شيء بما في ذلك العلاقة بينهما؟ طيب ما هو مقياس الإحسان والإساءة؟ نرجع في هذا إلى ما قاله خالقنا، لأن آراء الناس تتبدل وتختلف. وها هو اللواط أصبح أمرًا مشروعًا وعاديًا في البلاد الغربية، أفيرجع المسلم هناك إلى رأي الناس؟
ولاحظ أنك قد تجد حكم الشرع في بعض المسائل هو: ارجعوا إلى عرف الناس في هذه المسألة!!!
كل شيء أخي الكريم مضبوط ومنظم في الشرع، وله قواعده وأصوله، وله أدلته...، وليس الأمر شوربة!!
ومن درس الشريعة يعلم أنها تحتاج إلى فهم ودقة وإخلاص أكثر من أي علم آخر!! يصرح بهذا كثير ممن جمع في دراسته بينها وبين اختصاص آخر.
وانتظر شرحي لأصل الإشكال عندك في الجزء الثاني ودعواتك لي بتيسير ذلك...
ويتبع >>>>>>: الدين والخيار.. ومسائل الأدبار!!! (2)
واقرأ أيضاً:
وضع الإصبع في الدبر / إدخال إصبع الزوجة في دبر الزوج: هي / إدخال إصبع الزوجة في دبر الزوج مشاركتان / إدخال إصبع الزوجة في دبر الزوج: هو / إصبعي في دبر زوجي / جنسي زواجيMarital Sexual Problems شبهات
التعليق: تعليق بسيط على جزء من تعليقك الذي ذكرت فيه أنه لا يشترط أن أبدأ بهذا الحكم مع شخص توجهت إليه بالإصلاح، وطبعًا الأولوية لتصحيح العقيدة والفكر، ولتعليم أساسيات الدين كالصلاة والصوم والزكاة، ونحوها، من عبادات، وتنبيهه على أهم المحرمات أولًا...، ثم نتدرج شيئًا فشيئًا معه حتى لا يثقل الأمر عليه.
أنا أعتقد أن العدل والرحمة هم جوهر الدين وروحه ومن أهم أساسياته وإن لم يتحققا في سلوك المسلم وفي عقله وقلبه ووعيه فلن يتحقق كامل فهمه وتطبيقه لعقيدته وعبادته.
وبسبب غيابهما الحالي من وعي وأولويات معظم المسلمين نعاني ما نراه من أحوال المسلمين المتردية.