قصص قصيرة جدا 70
على تخوم كلمة
نام. شب له هاجس يحمل عزيمة. أدخله ما بين نقطة الحبر والورقة. المسافة بينهما عالم أكبر من واقعه. الصورة أكثر الفنون إبداعا طبعت في مخيلته. تفاكر. اهتدى إلى ضالته وعرف كلمة السر في تصنيع الأفكار. كتبها على ورقة شجرة ورماها في الغابة. استيقظ من أجل ما لم يقرأه بعد.
تناغم
دائم الشعور أنه سيفقدها. يتحسسها بيده كآخر مرة. أُسر أطفأ نصل السكين حده في رقبته فذاق ألف مرة طعم نحر ضحيته. تحررت كرة رأسه من الأفكار الملتهبة.
المِرْفَشَةِ
دائم الابتسام في العمل. يدخل البيت بآلاف الأبواب الموصدة أمامه فيغدو جاف وبارد المشاعر. كلماته بالتصريح لها والتلميح مرة أخرى. أبدا لم تمسك مفتاحا واحدا لإرضائه. كانت خرقاء لا تتعلم ولا تعرف الشكر والامتنان. ماتت. لم يبكها. كانت التعازي احتفالا لإلغاء فترة من الماضي دون مغفرة. بكي، فقد أصبحت حياته هادئة.
النكبة
أَنجز المعسكر مشروعا. لم تنجز مهمته الأخلاقية كما يجب. انتقل المشروع دينيا لمكان آخر. فعانى الشعب الآثار الجانبية لأكبر كذبة في تاريخ العالم المكتوب.
شراع أبيض
لاحظ أن المريض المجاور لسرير أخيه في المستشفى لا يُزار من قبل أحد. أحضر له هدية. ترقرقت الدمعة في عيني العليل. دعا "اللهم تقبل".
تعزية ودعاء
بسط المعزون لسانهم في المأتم. قال أحدهم: "اذكروا محاسن موتاكم". سمع صوت على استحياء: "كان الشر الصادق بعينه". وترحم آخر: "أحسن ما فيه أنه ميت".
مقص
يستخدمه الخضري في تهذيب عنقود العنب من الحب التالف. وحين ينظر في المرآة يهذب به شواربه ويمسح به كتفه الأيسر ويعيده إلى جيبه. استعاره الرقيب لتقليم الصالح من الحب
ويتبع >>>>>>>: قصص قصيرة جدا72