مَنْ يَحتاج لتأكيد الذات؟
هي آداة لجَعْل عِلاقاتِكِ بالآخرين أكثر إنصافا، وتأكيد الذات هو أيضا قدرة الشخص على التعبير الملائم"لفظاً وسلوكاً"عن مشاعره وأفكاره وآرائه ومواقفه تجاه الأشخاص والأحداث والمطالبة بحقوقه دون ظلم أو عدوان ويتركز تأكيد أو توكيد الذات على تقدير الذات" أي: رؤية الفرد نفسه وما فيها من قدرات وكفاءات" وتقييم الفرد لتقدير الآخرين له"مدى احترامهم له ومكانته عندهم" فالمتزن يقدر نفسه حق قدرها دون غطرسة، بخلاف المتكبر والباخس لنفسه حقها.
* هل أنت قادر على إبْداء المشاعرِ الإيجابيةِ الدافئةِ إلى الشخصِ الآخرِ؟
* هل أنت بداية مرتاح ومستمتع بمحادثة الغرباءِ؟
* هل أنت من الناس المقنعين و المؤثرين على الآخرين؟ َولَرُبَّمَا تكون أنت الوحيد الذي يَدْفعُ الآخرين من حوله لما تراه الأصوب من الأمور الحياتية المختلفةَ؟
* هل تشعر بأنك، في أغلب الأحيان، ممن هم بأسفل "نظام التسلسل الاجتماعي"، وذلك بحيث يدَفعَك الآخرين من حولك لما يرونه الأصوب في شئون الحياة المختلفة؟
* هَلْ تَبْدو أحياناً غير قادر على تَوضيح رغباتكَ للآخرين؟ هل عِنْدَكَ صعوبةِ في قول "لا" و إن كنت كارها لقولها؟
إن كنت من بين الصفوة التي تجيب بنعم على الأسئلة الأربع الأولى، فستجد في هذا الكتاب ما قد يقوي عزيمتك على المضي في طريق تأكيد الذات، وقوة الشخصية، مع الاعتزاز بكرامتك.
وأما إن كنت ممن يجيبون بنعم على الأسئلة الثلاث الأخيرة، فأنت في حاجة ماسة لقراءة هذا الكتاب، والاستفادة من المواقف المذكورة فيه، فجميعنا محتاج للحياة بصورة كريمة، لا مهانة فيها، ولا ازدراء، ذلك الحق في الحياة الكريمة يجب أن يُصان للصغير قبل الكبير، وللفتى قبل الكهل، فحق الرَد بلباقة على الخطأ من الآخرين قائم، والتعبير عن المشاعر واجب، واحترام رأي الآخر مكفول، وإن اختلف الآخر معنا في الرأي، ولكن كل تلك الحقوق تكون مكفولة في حدود قيم و أعراف المجتمع.
تأكيد الذات كبديل:
كان هذا أحد الدروس المستفادة من أحد أساتذتي، فقد قام أستاذي بدعوتي للعشاء معه في أحد المطاعم الكبيرة، وبعد أن جلسنا ورحب بنا النادل، بدأنا نتطلع إلى قائمة الطعام، وذلك ليختار كل منا ما يريد، وفي الحقيقة تأخر النادل كثيرا في كتابة ما نريده من أصناف الطعام والشراب، وذلك على الرغم من أن المطعم لم يكن مزدحما بالزبائن، وعلى الرغم أيضا من وجود عدد كبير من العاملين بالمطعم، وتحليا بالصبر انتظرنا فترة أطول كي يصل ما طلبناه، فما كان من أستاذي إلا أن قام بهدوء وطلب مقابلة صاحب المطعم، فلم يجده، فطلب مقابلة المدير المسئول، وبدأ يتحدث معه عن هذا التأخير غير المقبول، في مطعم معروف وله شهرته مثل مطعمهم، وبدأ المدير بالاعتذار عما حدث، وانقلب الوضع فورا، وأصبحت وتيرة الخدمة على أعلى مستوى، وأصبح مدير المطعم يقوم على خدمة طاولتنا بنفسه، وبعد أن تناولنا عشاءنا، وتم دفع الحساب، وجدنا مدير المطعم أمامنا يكرر الاعتذار عما حدث، ويقوم بتوصيلنا إلى باب المطعم، ويفتحه لنا، ويتمنى أن يرانا مرة أخرى في القريب العاجل، مع الوعد بأن ما حدث من تأخير لن يتكرر أبدا، وأنه يتشرف بتقديم الطلبات بنفسه لنا إذا حضرنا مرة أخرى، لقد كان تصرف أستاذي فيه قدر من تأكيد الذات، وبصورة لبقة، وكان تصرف مدير المطعم على قدر من النضج والمهنية.
إن هذا الكتابِ يَحترم التصرفات الناضجة بين البشر، كما يُشجّعُ العِلاقاتَ الإيجابيةَ بينهم، بحيث يَحترمونَ ويُقدرونَ بعضهم البعض، هناك الكثير مِنْ الأفكارِ الشعبيةِ التي لَرُبَما سَمعتَها عن معنى توكيد الذات، وعن كيفية تحقيق تأَكيدُ ذاتك.
في هذا الكتاب أُقدِّم َدْعوة للاعتزاز بالنفس واحترامها وتقديرها، ولا أشجع على الإطلاق أي وجهة نظر عدوانية للتعبير عنِ الذاتِ، وهذا هو الخيط الرفيع بين تأكيد الذات والعدوانية، والذي يجب أن نكون منتبهين إليه عندما نشرع في تأكيد ذواتنا، وأَنْ نُصحّح المفاهيمِ الخاطئِة لتأكيد الذات، كما سيساعدُك هذا الكتاب على تَوضيح أهدافِكَ الشخصيةِ في العِلاقاتِ.
كما سيساعدك هذا الكتاب أيضا على تفهم كيفية الاحتِفاظ بإحساس السيطرةِ على ذاتك، وكذلك بالمقدرة على الشعور بالقوة في حياتِكَ الخاصةِ، كل ذلك يتم بدون مُحَاوَلَة السَيْطَرَة منك على الآخرين أو التسلط عليهم. فالعدوان والتسلط يؤذيانِ عموماً من يتقمصهما، لكن سلوكَ تأكيد الذات لا يؤذي من يقوم به ولا الآخرين من حوله، فمن يؤكد ذاته لا يُنكر على الآخرينَ حقوقَهم، ولا يمارس القمع ضدّهم، بل من يؤكد ذاته لديه قلقَ أصيلَ على حقوقِ كُلّ شخصِ يعيش من حوله، حيث يُروّجُ سلوكُ تأكيد الذات للمساواةِ في العِلاقاتِ الإنسانيةِ، كما يُمكّنُنا تأكيد الذات من التَصَرُّف وفق رؤيتنا لأفضل المصالحِ الخاصة والعامة، مع القدرة على الدِفَاع عن أنفسنا بدون قلقِ لا داعي لهِ، كذلك القدرة على إبْداء مشاعرناِ بصدقِ وارتياح، ومُمَارَسَة حقوقناِ الشخصيةِ بدون إنْكار لحقوقِ الآخرين.
ويتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> عوائق التعبيرِ عن الذاتِ