تأكيد الذات: كيفيتهُ؟
هناك ثلاثة عوائق تمنع الثقة بالنّفسِ:
أولا: العديد مِنْ الناسِ يَعتقدونَ أنّهم لا يَمتلكونَ الحقّ في أن يَكُونوا مؤكدين لذواتهم.
ثانيا: العديد مِنْ الناسِ يخافون جداً من َكُونهم مؤكدين لذواتهم.
ثالثا: العديد مِنْ الناسِ يَفتقرونَ إلى المهاراتِ المتعلقة بتسويق أو إظهار أنفسهم عملياً.
كَيْفَ تَستفيدُ من هذا الكتابِ؟
تَعَلّم لجَعْل ردودكِ حازمةِ ومؤكدة لذاتك، مما يخفّضُ من درجة القلقَ الذي قد تَشْعر به عند تَعَامُلك مع الآخرين حتى مثل هذه الشكاوى الشائعة ِكالصداع، والإعياء العامّ، واضطرابات المعدةِ، والطفح، والربو، والتي قَد تتعلّقُ بالفشل في تَطوير سلوكِ تأكيد الذات، فالإصرار هنا يُساعدك على َتفادى مثل هذه الأعراضِ. ولقد أظهرت نتائج الأبحاث ذلك، حيث يساعدك الإصرار على تَطوير قدراتكِ في الدِفَاع عن نفسك، كما يساعدك على تحقيق مبادراتِكَ الخاصةِ، يُمْكِنُك أيضا أَنْ تُقلّلَ إجهادَكَ وأن تَزِيدُ من إحساسَكَ بنفسك وبالآخرين. وأكثر تلقائية وقدرة وثقة، وأكثر تَعْبيرا عن مشاعركَ، وفي النهاية سَتَجِدُ نفسك أكثر احتِراماً مِن قِبل الآخرين أيضاً، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافك، سواء أكانت أهدافكَ متعلقة بالأمورِ الاجتماعيةِ أو الشخصيةِ، أَو المتغيرات العالمية.
لمن الأولوية في السيادة؟
"العلاقة بين الناسِ هي كالعلاقة بين الأممِ، حيث يؤدي السلام بينهم، إلى التزام واحترامَ بعضهم لحقوقِ البعضِ" بنيتو جارز
كلنا بشر ومواطنون في كوكب صغير جداً، ويعتمد بعضنا على بعض في عدّة أشكالِ، لذا فنحن نَحتاجُ دعماً وفَهْما متبادلاً لبقائِنا متعايشين على سطح هذا الكوكب الصغير. لسوء الحظ، تقوم المجتمعات البشرية بتُقييّمُ البشرَ في أغلب الأحيان، وذلك باستخدام ميزانِ يُصنّفُ بَعْض الناسِ كأكثر أهميَّةً مِنْ الآخرين. هنا بضعة أفكار شائعة حول كيفية تقدير قيمةِ الأشخاصِ. فعلى أي واحد من هَؤلاء الموازينْ تُوافقُ؟
البالغون أكثر أهميَّةً مِنْ الأطفالِ؟
الرؤساءِ أكثر أهميَّةً مِنْ العمال والمستخدمين؟
الرجالِ أكثر أهميَّةً مِنْ النِساءِ؟
بيض البشرة أكثر أهميَّةً مِنْ ملوَّني البشرة؟
الأطباءِ أكثر أهميَّةً مِنْ السبّاكين؟
المعلمون أكثر أهميَّةً مِنْ الطلابِ؟
السياسيون أكثر أهميَّةً مِنْ الناخبين؟
الجنرالاتِ أكثر أهميَّةً مِنْ المجنّدين؟
الفائزون أكثر أهميَّةً مِنْ الخاسرين؟
الأمريكان أكثر أهميَّةً مِنْ "الجنسيات الأخرى"؟
والقائمة يُمْكِنُ أَنْ تَكون أطول بكثيرَ من ذلك لو أردنا الاسترسال في الحديث. وفي الواقع، فإن العديد مِنْ منظماتِ مجتمعاتِنا يَمِيلُون إلى إدامة هذه التفرقة العنصرية، مع السَماح للأفراد بالدخول في هذه الأدوارِ، لكي يتم تقييم الناس بهؤلاء الموازين المختلة، وبالذات إذا كانوا هم أقل قيمةِ كبشر في عرف أولئك الموازين. وعلى كل حال، ولله الحمد على ذلك، فإنّ لدى معظم أبناء منطقتنا موروث ديني وحضاري سبق كل إعلانات حقوق الإنسان، وبيانات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، ألا وهو:"إن أكرمكم عند الله اتقاكم"، وقوله صلى الله عليه وسلم:
"أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا أبيض على أسود، إلا بالتقوى". من هنا وجب على أبناء أمتنا أن يستعيدوا بضاعتهم التي لم ترد إليهم بعد!!، ومادام أحدنا يعطي لمجتمعه كما يأخذ منه أو أكثر وجب على باقي أبناء المجتمع تقديره واحترامه، وإن كان ممن يجمعون القمامة أو يكنسون الشوارع، أما إن كان الشخص من المفسدين في الأرض، وممن يأخذون ولا يعطون لأبناء مجتمعهم، ويدمرون ولا يصلحون، فإن وقوفنا في وجوه إفسادهم واجب، واحتقارنا لشرهم لازم لاذب، وإنكارنا لما يقومون به وكراهيته على الأقل في قلوبنا هو خطوة في طريق تأكيدنا لذواتنا واحترامنا لأنفسنا.
النِساء المؤكدات لذواتهن في القرنِ الحادي والعشرونِ
إنّ المرأةَ الحازمةَ المؤكدة لذاتها مُقدََّرة من مجتمعِها، مِن قِبل الرجالِ، ومِن قِبل النِساءِ الأخرياتِ، هي في الحقيقة قادرة على اخْتياَر أسلوبِ حياتها الخاصِ، والذي هو خالي مِنْ قواعدِ التقليدِ، قد تكون أستاذة جامعية، وزوجة، وأم لأطفال، وعضوة في جمعيات اجتماعية.
هي قَدْ تَختارُ أَنْ تَكُونَ خادمة في منزل، ولكنها لا تَخَافَ ولا تحتقر عملها، لأن ظروفها اضطرتها إلى هذا العمل، هي قَدْ تَختارُ مهنة غالبيتها من الرجال، ومع ذلك تَتمتّعُ بالثقةِ في نفسها، والدفاع عن حقوقِها، ولها قدرات متميزة. هي قادرة على إنجاز توقّعاتِ عائلتِها، هي تَعمَلُ كمنتج أساسي في المجتمع، وهي قادرة على التحكم في السوقَ برَفْض البضاعةِ الرديئةِ، وتشجيع المنتجات المحلية، ومقاطعة لبضائع ومنتجات من يعادون بلادها، باختصار، المرأة المؤكدة لذاتها هي شخصُية حازمُة، وفي هذا الكتاب سنلاحظ َعْرضُ لنوعياتَ من السيدات المؤكدات لذواتهن، ليس من عصرنا فقط، ولكن من سيدات مؤكدات لذواتهن على مر العصور. هي إمرأة تَحْبُّ نفسها - ومَحْبُوبُة - ممن حولها!.
ويتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> تابع: النساء المؤكدات لذواتهن