كيف نغير عاداتنا السيئة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
حموت وأتكلم مع حد يفهمني ويوجهني واتطمن له
أنا رامي محمود عيسى، طالب بكلية الحقوق جامعة أسيوط الفرقة الرابعة.
أنا مش حطول عليك يا دكتور؛
كل الحكاية أني حاسس معنديش ثقة بنفسي وأخاف أني أزعل كل الناس اللي حوالي ده بيعرضني للاستغلال الكثير من حولي وقريت مقالات الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني اللي على الموقع مفهمتش منها حاجة خالص ومش عارف أطبقها أبدا لأني مش فاهمها.
بجد يا دكتور أنا مشكلتي كبيرة جداً، مع أسرتي وحتى مع خطيبتي مش بحب أقول لأ أبدا لحد، ومش عارف أريحهم ولا أحس أني مستقر ولا أمنع تدخلات أسرتي (أمي وأخوتي) في حياتي، ولا قادر أني أمنع استغلالهم لي، سواء أخويا الكبير اللي قدامه أيام ويتجوز أو الأصغر منه اللي وأخذ مني مبلغ كبييييييييير14000 ومش عارف أسترده منه، وفى نفس الوقت يطالبني ب5000جنيه.
تصدق يا دكتور مش عارف أقول له يخصمهم من بعض، مش قادر أواجهه، وفى نفس الوقت عاوز أواجهه وكل مواجهة أنسحب منها بحس أنى سأخسر اخويا طب ليه هو لا يفكر أنه سيخسرني، لو عند حضرتك وقت يا ريت تسمع حكايتي بإيجاز:
أنا طالب ليسانس حقوق، وأشتغل في مكتب للمحاماة.
مرتبي حلو الحمد لله يعيشنى كويس وأصرف على نفسي من سنة ثانية كلية يعني من ألفين وخمسة 1/1/2005
مرتبي لا يقل عن 400جنيا شهريا كنت أدخر منة 300 وأصرف 100مصاريفي الشخصية.
قدرت أحوش مبلغ حلو جدا على مبلغ كان شايله والدي لي في البنك قبل ما يتوفى سنة 1990، جمعت كل الفلوس دي طلعوا حوالي 22000، المهم والدتي أحيلت على المعاش 2006 ومكافأة إحالتها على المعاش أعطتها لأخي الأكبر منى عشان يعمل بها مشروع، وأخذ منى مبلغ 14000جنية يكمل بهم مشروعه على اعتبار الأخوة اللي بيننا علشان أنا لسه قدامي المشوار طويل، ومتفقين في حالة ما اخلص وأحب أتجوز يرجعه لي.
توسمت في بنت حلوة الخير واتخطبنا 7/2007السنة دى، المهم طبعا اخويا لا اشتغل ولا عمل مشاريع ولا حاجة بالفلوس دى، ولقي شغل في شركة خاصة واكتفى على كده لأنها بتطلع له مرتب حلو قوووي، على فكرة زى ما والدي الله يرحمه ساب لي مبلغ ساب لباقي أخوتي نفس المبلغ، وهما أمي وأخويا وأختي راجعين من حفلة خطوبتي بالعربية بتاعته اتقلبت العربية والحمد لله مكانش فيه أي إصابات لديهم بس كل الحكاية أنه اتصل بي وقال لي أني حتحمل نفقة تصليح العربية بالكامل، طاب ليه أنا ذنبي إيه معرفش؟!
ولا والدتي اللي أصرت تقدم هدية غالية لخطيبتي وأكون أنا اللي حدفع تمنها، مش والدتي طبعا علشان بس تروح معايا الخطوبة.
المهم اخويا صلح عربيته ب5000 جنيه وبيطالبني بيهم المشكلة أنى زهقت من استغلالهم، ما زى ما معايا فلوس هو برضه معاه، وكل حجتهم أنة على وش جواز، ولا أخويا الكبير خالص اللي مرضيش يحضر خطوبتي علشان مش حاجر له عربية يروح بها، وفعلاً مرضيتش وفعلاً محضرش خطوبتي.
تخيل يا دكتور المعاملة علما بأننا أشقاء مفيش حد مننا ليه أب أو أم ثانية، المصيبة بقة أنى مش بعرف أواجههم، بقول وعلى إيه المشاكل كلنا إخوان والفلوس بتروح وتيجى، أنا حاسس أني فلست ومش حعرف أتجوز الإنسانة اللي بحبها، أنا كل اللي عايزه أني أستقل عنهم ماديا ومش عارف أقول لهم لأ، كل ما حد منهم يعوز فلوس يميل على البنك بتاعهم (أنا) يأخذ منه
يا دكتور الكلام ده تقيس عليه تعاملاتهم معايا كلهم، يعني أخويا الكبير أنا كنت بشرب سجاير عمره في الفترة دي ما اشترى علبة لي شخصيا، كنت كل ما أجيب علبة يأخذها هو خلاني أبطل سجاير.
تخيل أخوك الكبير بياخد منك سجاير، أقول لك اللي أمر من كده، اخويا اللي بيطالبني بفلوس عربيته ده عمره ما لبس حاجة بتاعته لأنه من ساعة ما اشتغل يلبس في هدومي والله بجد مقاسنا واحد، عمري ما جبت قميص ولا بنطلون ولا بدلة ولبستها لوحدي، بالرغم أنهم معاهم ويمكن أكتر مني كمان، طاب تصدق بالله، خطيبتي جابت لي بيجامة هدية، والدتي تقول لي اديها لأخيك يلبسها يوم دخلته، إيه اكتر من كده يحرق الدم!!!
مش عارف اعمل لي إيه، بجد أنا بكتب لحضرتك الرسالة دي وبفكر في الانتحار، بجد أنا وصلت لأخرى، مفيش عم ولا خال إلا وعرف الكلام اللي قلته لك، بقول لهم يكلموهم، بعد ما يمشوا ألاقي مفيش حد في البيت يكلمني.
الأوسخ بجد يا دكتور واللي مش عارف أتعامل معاهم علشانه إني لما حد بقول له "لا" ألاقي باقي البيت كله مش يكلمني، بقيت مش عارف العيب فيا ولا فيهم، ولما آجي أحكي لخطيبتي وأتكلم معاها تروح زعلانة، وتقول لي أتعلم تقول "لا"، أعمل إيه، أرجوك رد عليا، أبوس ايدك، والله حنتحر بجد لو استمرت حياتي على كده، وفية كلام كثير اكتر من كده، أرجوك أنصحني.
رامي عيسى
الابن العزيز رامي؛
أهلا ومرحبا بك على مجانين.
حالتك مع إخوانك نموذج لضياع الذات وعدم توكيدها على الإطلاق، وواضح أنك واع وحريص على جمع المال، وهذا شيء جيد، ولكن المشكلة أن أفراد أسرتك يبتزونك عاطفيا بمعنى: إذا لم تعطهم ما يطلبونه منك فهم سيقاطعونك، ولن يكلموك، وعليك أنت الاختيار الآن بين أن تقول "لا" وبالفم المليان لابتزاز إخوانك وتلبية طلباتهم المادية المستمرة والتي لن تنتهي إلى يوم وفاتك (مادمت تلبي لهم طلباتهم المنطقية وغير المنطقية)، وإما أن تعيش كما يعيشون هم بنظام التسكع على ما يمتلكه الآخرون، وتحت بند وشعار "الأخوة"، وتحتفظ بودهم لك وتعاطفهم الدائم معك؛ ولذلك أنت على حد قولك: "لم تفهم حاجة خالص" من مقالاتي عن تأكيد الذات، فأنت لا تريد أن تفهم كلامي لأنه مُوجِع، ولا يسير ولا يتواءم مع نظام أسرتك الكريمة، وكلامي في تأكيد الذات لن يتفق مع العواطف الأسرية -غير العقلانية- في عائلتكم.
أنا أحس بك ابني العزيز، فأنت لا تفكر كما يفكر إخوانك، وسلوكياتك في التصرفات المادية والمالية مختلفة عن تصرفاتهم، فهم ينفقون وببذخ على حساب الآخرين، وأنت حريص على جمع المال لتبني مستقبلك مع من تحب، والمشكلة أنك في موقف اختيار صعب بين كسب عواطف ومشاعر أمك وإخوانك وبين محافظتك على مالك مع الاعتدال في إنفاقه، وبدلا من أن تعترف مع نفسك بهذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، اتهمت مقالاتي عن تأكيد الذات بأنها "غير مفهومة خالص بالنسبة لك"، ولو كلفت نفسك بقراءة الفصل الرابع عشر فقط -من مقالاتي تلك عن تأكيد الذات- فستجد كل الإجابات عن أسئلتك بوضوح واعتدال، ولكن مشكلتك أنك تريد العواطف الأسرية الودودة ولكنها غير عقلانية، وفي نفس الوقت تريد أن تحافظ على ما تجمعه من مال لتلبي طلباتك المشروعة في الحياة من زواج ومسكن وإشباع رغبتك في التمتع بما تمتلكه أنت وحدك.
وأرى أن الاعتدال بين الرغبتين هو أمر وسطي مرغوب بحيث لا تخسر مالك ومستقبلك وفي نفس الوقت لا تفقد كل الود والتعاطف من أمك وإخوانك، أي الوسطية بين الأمرين، وهذا ما دعانا إليه الدين أيضا: "والذين إذا أنفقوا لم يقتروا ولم يسرفوا وكان بين ذلك قواما" الفرقان 67، ولكن هل ستستطيع تنفيذ تلك المعادلة الصعبة؟!، ولأكن أكثر وضوحا وتحديدا في حالتك، وأقول لك أهم شيء هو رضاء والدتك عنك قبل أن تلحق بوالدك –بعد عمر طويل- حاول أن تكتسب رضاها وودها بالحيل تارة، وبالمجاملة تارة أخرى، وبالإنفاق فيما ترغب هي فيه في المناسبات المختلفة أحيانا، وخصوصا وأنها أم بارة بكم، وساعدت أخاك بمكافأتها ليبدأ مشروعا يتكسب منه، صحيح أنها من ضمن أسباب عدم احترام بعضكم لخصوصيات بعض لكنها تبقى أمك التي ينبغي أن تصاحبها في الدنيا معروفا.
ولتجنب المشاكل معها بسبب ابتزاز إخوانك لك؛ حاول أن تكون أكثر كتمانا لما يصلك من مال أو هدايا ما دمت ترغب في تكوين مستقبلك وأنت خاطب ولديك التزامات مادية كثيرة، أما أن يأخذ أخوك 5000 جنيها منك لإصلاح سيارته فهذا غير منطقي بالمرة، ولو كان السبب هو مشوار خطوبتك، فهل كنت أنت السائق للسيارة أثناء الحادث؟!، بل عليك أنت أن تطالبه بمبلغ 14000 جنيه (الدين الذي عليه) ولو بالتقسيط على دفعات عديدة لزوم استكمال مصاريف زواجك، وخصوصا بعد تحسن أحواله المادية، وعمله في وظيفة خاصة جيدة، والمنطقي أكثر أن تلزم نفسك بجمعيات مع الزملاء والأصدقاء أو وضع ما تكسبه في أشياء عينية أنت محتاج لها في الزواج كشراء الأدوات الكهربائية والمنزلية التي تلزم زواجك مثلا؛ وبحيث لا تكون مطمعا لأحد من أفراد أسرتك الكريمة، وعند قبض مبلغ الجمعية يكون محددا سلفا لغرض هام ومحدد مثل ثمن شقة الزوجية مثلا أو شراء جهاز ينقصك لعش الزوجية كما قلت من قبل، أو لتجهيز مكتب المحاماة الخاص بك، وهكذا لا يكون معك أي مدخرات نقدية سائلة يبتدعون الحيل في أسرتكم ليأخذوها منك، وأمرك لله وعلى المضطر أن يركب الصعب،
أما أن تطلب أمك منك أن تعطي هدية خطيبتك لأخيك فالاحتيال والتصرف في مثل هذا الأمر سهل، وببساطة أذهب لنفس المحل –بأي حجة- الذي اشترت خطيبتك منه البيجامة واشتر واحدة مماثلة لأخيك، وأنت هنا تكسب رضا والدتك وود أخيك الذي يحتاج لبعض المساعدات في زواجه، وفي نفس الوقت لا تفرط في هدية خطيبتك!، ولا تخبر خطيبتك عن مشاكلك المادية مع أفراد عائلتك، ولا تخبرها كذلك عن موضوع تلك البيجامة برمته، وإلا فستنقلب عليك هي الأخرى؛ ببساطة لأن فيك شركاء مشاكسون لها، وهم أمك وإخوانك؛ أليس كذلك؟!.
أما طلب أمك منك هدية غالية لخطيبتك من أجل الذهاب معك للخطبة؛ فهذا أيضا لا غبار عليه من والدتك لأن هذا يُعلي من قدرك في نظر خطيبتك وأهلها، وأيضا تلك الهدية ستُرَد إليك مع خطيبتك بعد الزواج.
خلاصة القول:
أنك تحتاج لتنمية بعض المهارات الاجتماعية وحسن التصرف مع هذه العائلة التي ضاعت فيها بلغة علم النفس:"الحدود الشخصية"، أو Boundaries” “Personal.
أظن كلامي واضح غاية في الوضوح، وعليك أنت أن تغير من مهاراتك وقدراتك وبقلب ثابت لا يعرف للتردد سبيلا، واعلم أن الحياة لا تعطينا كل شيء؛ فإن أردت الود والتعاطف من عائلتك فعليك أن تقدم (بعض) التضحيات والتنازلات المادية لهم، وإن أردت الاستقلال المادي تماما عنهم فستضطر للبعد عن تعاطف وتعاون عائلتك معك تماما، والكرة الآن في ملعبك، وعليك اختيار ما تريد، ثم تبدأ في التنفيذ، وتابعنا بأخبارك.
يتبع >>>>>>>>>>> كَيْفَ تتَخْلقُ بعادات حسَّنةَ جديدةَ