"لا" لمن يطلب المساعدة باستمرار
الفصل السادس عشر
هل لاحظت أبدا أنه عندما تتحدث لأناس معينين، أن كل موضوع في المحادثة سرعان ما يرتد إلى موضوع واحد؟، إن النرجسية تسبب لك مضارا كبيرة بالاحتياج المستمر للوقت والانتباه وتعطيك القليل أو لا شيء في المقابل, عندما تكون معهم فأنت لا تفعل شيئا غير الإيماء أو الابتسام، وتحاول أن تجد أي كلمة لتقولها في الجلسة والسلام.
وإن استطعت التحدث فهناك فرصة جيدة أن أياً ما قلته سيتم تجاهله تماما أو يستخدم النرجسي ما قلته كنقطة انطلاق يبدأ منه (مونولوجاً) آخر عن عظمة نفسه وأمجاده الشخصية، أخبره مثلاً أنك دُعيت لتناول العشاء في قصر باكينجهام مع ملكة بريطانيا، وسيقول لك على الفور إنه قد رفض دعوة مماثلة العام الماضي؛ لأنه كان لديه شيء أهم.
في البداية، قد يستطيع النرجسي أن يؤثر فيك بطريقة سحرية لأنهم يتحدثون عن أنفسهم بطريقة جذابة وممتعة، وقد تؤمن بالفعل أنهم مُذهِلون كما يعتقدون ذلك في أنفسهم، وفي آخر الأمر ينقشع هذا السحر، وكل هذا الإعلاء للنفس يصبح كإطار الحافلة المنتفخ بالهواء!، وفي أسوأ الحالات فإن ظهور النرجسي بمظهر غير المهتم بشخصك قد يتركك تشعر بالضآلة والصغر، ولأنه لا يسمع لك، فلا يستحق الأمر أن تقوم بمجهود كي يتم سماعك.
نحن لا نهتم لماذا يجب على النرجسي أن يتحدث عن نفسه باستمرار، بالتأكيد أنه من المحتمل أن يكون متزعزع النفس، ولكن بخلاف أن يكون طفلك فلا تعد هذه مشكلتك، ولكن الشيء المهم هو أن تعرف كيف تضع الحدود حتى لا يتعدى عليك.
كيف تقول "لا" لطريقة التحكم الأنانية للنرجسي في كل محادثة ؟!، هناك طرق لتجعله يعلم أنك تريد أن تشاركه الحديث، وجه المحادثة تجاهك بعبارة واضحة بأنه دورك في الحديث قائلاً:
- لدي قصة طريفة أود أن أخبرك بها.
- دعني أقول لك ما حدث في العمل اليوم.
- هناك الكثير من الأحداث التي حدثت لي مؤخرا وأود أن آخذ رأيك فيها.
- ياله من أسبوع مررت به، أنا أحتاج بالفعل إلى أن أقول ملخصاً عما حدث فيه لعدة دقائق.
اعتمادا على نبرة الصوت وتعبير الوجه الذي تقوم به يمكنك أن تقول العبارات التالية إما بسخرية طيبة النفس أو بتحد مباشر، وإن احتجت إلى ذلك استخدم إشارة إنهاء الوقت لتوقف انهمار المحادثة والكلام من صاحبك النرجسي;
دعنا نغير المحادثة لشيء يمكننا أن نشارك فيه.
لقد انتهيت من غذائي وأنت لم تمس طعامك بعد، هل هذا يخبرنا بمن يتكلم معظم الوقت؟
أعتقد أن هذا دوري في الحديث الآن؟.
إذا كان النرجسي قريبا أو صديقا مقربا فقد تحتاج إلى مواجهة الموقف، وتشارك مشاعرك في أن العلاقة بعيدة عن التوازن، وبينما هناك دائما خطر إثارة رد الفعل سلبي فإنك ستقلل من الصراع بتجنب بعض الأقوال مثل:
"إنك أناني للغاية ولا تفكر إلا في نفسك"، وبدلا من ذلك ركز المناقشة على كيفية شعورك (أنا مُهمَل، أو مَخدوع)، ثم تحدث عما تريده: (أنا أريد اهتماما أكثر وكذلك اعتبارا أكثر).
أستخدم عبارات مثل :
" إن ملاحظتي هي" أو "هكذا أرى الموضوع " أو "أحتاج أن أشعر أنك تهتم أكثر".
وبعرض مشاعرك بحقائق بسيطة فستُصعِّب الأمر على متطلب المساعدة المستمرة أن يناقشك;
إنني مُحبط فأنا أشعر أنك لا تستمع إلي عندما أتحدث.
حتى أكون صادقا معك فأنا أحتاج إلى مزيد من الانتباه.
هل تعلم أنك كنت تتحدث لمدة خمس وأربعين دقيقة دون أن تسألني كيف حالي؟!.
علي أن أخبرك أنني في بعض الأحيان أشعر أنك غير مهتم بي وأود أن أشعر بتوازن طبيعي في علاقتنا.
أود أن أكون صادقاً معك بشأن شيء ما، فكم أتمنى أن أشعر أنك مهتم بما قلته، ولكن ينتابني الإحساس أنك لست كذلك.
لست أتهمك أنك تتعمد محاولة الإساءة لي أو أن أشعر بالسوء، ولكنني أردتك أن تعلم ما هي مشاعري تجاه علاقتنا، وإذا رأيت دليلا على أنك تهتم بما يحدث في حياتي لأصبح الأمر مُختلفاً.
كرد فعل لما قلت، سيُحاوِل النرجسي أن يحتج أو يدافع; ببساطة أعد صياغة حالتك وترتيب عبارات المواجهة مع ذلك الصديق كلما احتاج الأمر.
يتبع >>>>>>>>>>> الثرثارة (كثيرة الحديث)