من الأسئلة المتكررة التي تتردد على صفحتي Clinical Psychologist- HaNy ؛ هذا السؤال: كيف أتحكم في العصبية الزائدة؟ ولذا فضلنا نقله في مقال ثابت يمكن الرجوع إليه عند تكرار الاستشارة.
ولعل السؤال في حد ذاته يحمل رغبة حقيقية من السائلين في التخلص من المزاج العصبي أثناء التعامل مع المحيطين بهم؛ والشكوى في حد ذاتها عندما تأتي من صاحب المشكلة تعد أول خطوات العلاج؛ ويتضح منها الحرص على ألا تؤثر العصبية على علاقاتهم بالآخرين خلال تفاعلاتهم اليومية ورغبتهم في إقامة علاقات إيجابية مع محيطهم في المنزل والعمل.
هناك خطوات عامة يمكن اتباعها للتقليل من العصبية، ولكن قد تختلف الطرق المتبعة باختلاف الأشخاص وباختلاف ظروفهم وأسباب عصبيتهم.
ويجب عليك أن تسأل نفسك هل تظهر هذه العصبية على كل المحيطين بك أم هي مقتصرة على بعض الأشخاص؟
وهل هناك أشخاص لا يمكن أن تظهر عصبيتك في وجودهم؟
وإذا كانت إجابتك بنعم، فعليك أن تسأل نفسك عن أسباب ذلك.
وما دمت تستطيع التحكم في بعض المواقف فإنك ستستطيع التحكم في انفعالاتك في معظم المواقف.
عادةً الإنسان عندما يكون واقعاً تحت ضغط فهذا قد يؤدي به إلى التوتر والعصبية، لذا فإن تنظيم الوقت وعمل جدول يومي بالمهام المطلوبة قد يساعد في تخفيف الضغوط اليومية والتوتر المصاحب لها.
إن سؤالك لنفسك عن سبب التوتر والعصبية عندما تشعر بها، وهل الموقف يستدعي العصبية سيجعلك تدرك أن هناك العديد من المواقف والتفاعلات لا تستدعي ذلك؛ وهذا سيجعلك تتخذ مواقف أكثر هدوءاً بما يتناسب مع الموقف.
- إن ممارسة الرياضة مثل المشي لمدة نصف ساعة يومياً أو الهرولة يلعب دوراً إيجابياً في التخفيف من العصبية.
- عليك بممارسة تدريبات التنفس العميق بشكل يومي بأن تأخذ نفس طويل من الأنف (شهيق) حتى تمتلىء البطن بالهواء، ثم تقوم بإخراج الهواء من الفم (زفير) ولكن ببطء شديد جدا. هذا التدريب سيساعدك على الاسترخاء والهدوء. ويمكنك ممارسة هذا التمرين وقت شعورك بالعصبية، ويجب الحرص على ممارسته بشكل يومي في المنزل مرتين في اليوم عند الاستيقاظ من النوم، وقبل النوم؛ وتكون مدته ٥ دقائق في كل مرة.
- عليك بممارسة تدريبات الاسترخاء بشكل يومي، لأنها ستساعدك بشكل كبير على الهدوء والتخفيف من العصبية الزائدة، وتكون بشد عضلات كل عضو من أعضاء الجسم حتى تصل العضلة لمرحلة التوتر، ثم تقوم بإرخاء العضو ببطء شديد. مثلاً تقوم بفرد ذراعك مع قبض اليد بقوة حتى تهتز عضلات اليد من التوتر وبعدها تقوم بإرخاء اليد ببطء شديد لتعود لحالتها الأولى. وتوجد على موقع اليوتيوب فيديوهات لشرح تدريبات الاسترخاء والتنفس العميق يمكنك اتباعها.
- عليك أن تسجل المواقف التي تسبب لك العصبية الزائدة وتقسمها إلى فئات على سبيل المثال:
* مواقف يمكن تغييرها.
* مواقف لا يمكن تغييرها.
* مواقف لا تستدعي العصبية.
المواقف التي تم إدراجها تحت الفئة الأولى ضع لها حلول مثلاً بالتحدث مع الأشخاص حتى يغيروا من سلوكياتهم إذا كان ذلك ممكناً....
المواقف التي تم إدراجها تحت الفئة الثانية عليك أن تتعايش معها فالإنسان لا يمكنه تغيير كل محيطه ولكنه يمكنه أن يتكيف مع واقعه، وهنا عليك وضع نقاط للتعامل مع هذا الواقع كما هو. ( القبول والالتزام).
وإدراكك لذلك سيخفف من عصبيتك لأنه أصبح لديك فكرة بأنه ما دام لا يمكنني تغييره فلماذا أرهق نفسي والمحيطين بي بالعصبية.
أما المواقف التي لا تستدعي العصبية من الأساس. ستدرك بعد تسجيلها أنها لا تستحق استنفاذ طاقتك وستتعامل معها بهدوء. ولكن اسأل نفسك هذا الموقف لا يستدعي العصبية فلماذا تعصبت؟، هل هناك موقف آخر سبب لي التوتر؟، هل هناك شخص ما هو سبب توتري وعصبيتي ولم أتمكن من الرد عليه فحولت توتري إلى هذا الموقف البسيط الذي لا يستدعي العصبية؟ أو إلى شخص لا يمكنه الرد علي وتبادل العصبية بعصبية مضادة؟.
كل هذا سيجعل لديك رؤية واضحة عن نفسك تساعدك في إدارة نفسك والتحكم في توترك وعصبيتك الزائدة.
- نقطة أخرى يجب أن تحرص عليها ألا وهي التحدث إلى شخص قريب منك، أحد أفراد عائلتك أو صديق مقرب لأن الحديث مع شخص ترتاح له سيساعدك في تفريغ انفعالاتك، وهذا سيساعدك على الهدوء، كما أن شعورك بأن هناك أشخاص يهتمون لأمرك ويشاركونك وجدانياً الضغوط الحياتية اليومية يساهم بشكل كبير في تخفيف التوتر.
- إن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة المفضلة يساعد على الاسترخاء والهدوء.
- إن الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت الشيخ المفضل لديك يساعد على الاسترخاء والهدوء.
نقطة أخيرة قبل أن تقوم بالرد على أي موقف أعطي لنفسك فرصة للتفكير لمدة قصيرة خمس ثوان فقط بالعد في ذهنك من واحد إلى خمسة ببطء، هذا سيساعدك على التصرف بما يتناسب مع الموقف.
مع أرق تحياتي
واقرأ أيضًا:
دور المذيعات في إفساد العلاقة الأسرية / متى يحتاج ابني المراهق إلى التقييم النفسي؟ / نظرة وحكم (إما أبيض أو أسود)