صباح الاثنين 17 سبتمبر 2018 كان موعد تجمعنا في بهو الفندق هو العاشرة... واستيقظت في الثامنة صباحا صليت وحدثت مجانين ونزلت إلى الإفطار ولم أتناول في ذلك اليوم إلا بعض الفاكهة، وفي حوالي العاشرة إلا الربع كنت في البهو أنتظر ... لفتت نظري السرعة التي أزيلت بها آثار الإعصار وكنت بالأمس قد عرفت أن زجاج مدخل الفندق وواجهته قد تهشم بفعل رياح الإعصار الممطرة، لم أكن أتصور أن لديهم ألواح زجاج جاهزة لاستبدال ما تهشم لكنني لم أجد أثرا لزجاج مهشم ولا مكانا فارغا في الواجهة .... سألت هل فعلا تهشمت بعض ألواح الزجاج هنا؟ وكان الرد نعم فاكتفيت بذلك... لابد أنهم بدلوه إذن... بعد دقائق من نزولي للبهو بدأ أعضاء المجموعة في التوافد .... وللمرة الأولى تأخر "جاري" عن الحضور حوالي 45 دقيقة ... وكان واضحا عليه حين حضر أنه أجهد جدا في طريق الوصول لنا فقد بدا عليه العرق وكأنه جاءنا عدوا ... وعرفنا منه أن المواصلات العامة وكثير من الخاصة لم تبدأ العمل بعد الإعصار فاليوم عطلة والطرق ما تزال بحاجة لكثير من العمل لأن أغلب الشوارع والكباري مغلق بسبب الإعصار...... كان الكلام الذي قاله "جاري" وظننا فيه مبالغة أقل في الحقيقة بكثير ما رأيناه بأعيننا بعد ذلك والتقطنا له الصور.... وما صورنا إلا الطرق التي لم تغلق بالكامل أو أصلحت جزئيا وهي التي اتخذتها الحافلة لكن كثيرا من المسالك والكباري والأنفاق كان مغلقا.
كانت وجهة الحافلة الأولى هي شاطئ خليج الصدة Repulse Bay Beach والذي يقع في منطقة سكنية فخمة تطغى عليها أجواء المنتجعات المريحة كما أخبرنا "جاري" بأن شاطئها الفسيح والمليء بالأمواج عادة يلقى إقبالا كبيرا من السكان المحليين والسائحين على حد سواء، كما يشكل مكانا "مثاليا" لنزهات الصباح الباكر أو لحمامات الشمس أو للتمدد عند المغيب حين يخيم على الشاطئ جوّ من البهجة، وكان فيها فندق فاخر بني سنة 1920 في الحقبة الاستعمارية، وقد تمت إعادة بناء معظم أجزائه قبل أكثر من عشرين سنة لتتحول إلى شقق فاخرة، وقال أنه رغم ذلك متأكد من أننا غالبا سنكون وحدنا على الشاطئ فما نزال صبيحة التايفون...... وأخيرا وصلنا إلى الشاطئ الجميل على مياه المحيط الهادئ، وما أن نزلنا لنترجل أقصر مسافة ممكنة بعدما وصلت الحافلة إلى حيث لابد أن تتوقف.. ما أن وضعنا أقدامنا على الأرض حتى بدأنا نرى ما لم يكن ظاهرا من الحافلة فقد كنا نرى أعالي الأشجار وقد ارتمت على حواف الطرق أو قطعتها بالكامل ... لكننا حين نزلنا على الأرض كنا قريبين من جذوع بعض تلك الأشجار التي تهاوت في كل اتجاه، وعلى الأرض كانت كميات لا تحصى مما يبدو أفرعا صغيرة انتزعت من الفروع الأكبر وكثيرا من الثمار غير المعروفة "لنا" والتي تساقطت هنا وهناك.... سرنا مسافة 20 مترا على أرضية من فتات الأشجار الذي يعتلي النجيل الأخضر والإسفلت على حد سواء ووجدنا نموذجا حجريا لثلاثة أعمدة من الكتب ذات الأغلفة التقليدية السميكة كان موجودا فيما يبدو أنه حديقة أمامية في الفندق الذي حكى عنه "جاري" ... أخذ أغلبنا صورا عنده ... وترون في يدي فرعا صغيرا التقطته مما وجدته مرميا حوالي وكانت الأوراق اسطوانية ملفوفة تذكر بتسريحة إفريقية لا أعرف اسمها ... تأخرت أنا بسبب التقاط الصور وانتظار من يصورني .... بينما فوجئ من سبقونا بأن السلم المؤدي إلى الشاطئ أسفل الإسفلت مغلق بفعل عدد من أفرع الأشجار الطائرة وجهد بعضهم لتهيئته لكي يتمكن أفراد المجموعة من النزول والذي تم بنجاح وسلام كما ترون في الفيديو.
كنت أحمل معي لباس البحر في كيس صغير أخذته من الفندق ولا أدري لماذا لم آخذ حقيبة اليد التي أهداها لنا منظموا الرحلة في مطار القاهرة كما فعل أغلب من كانوا ينوون نزول مياه المحيط، وعند هذه اللحظة فقط تذكرت أنني أحتاج ما أضع فيه الملابس والحذاء والكاميرا ومحمولين ! والكيس الذي معي بالكاد سيأخذ الملابس محشورة ............ بالفعل كان الشاطئ فارغا إلا منا ... لم يكن فيه موظفون حتى ولولا التنظيم الهندسي الجيد لاحتجنا من يدلنا على غرف تغيير الملابس لأن اللافتات الإرشادية مكتوبة باللغة الصينية وفراغ الشاطئ من عدانا جعلنا غير مهتمين بكون غرف تبديل الملابس للبنات والسيدات أم للرجال وعلى الأغلب استبدلنا ثيابنا في المرة الأولى في أماكن النساء كما عرفنا فيما بعد....
ما لا ينسى في ذلك اليوم كثير ... لكن ما لا يجب إغفاله هو الحر الخانق والرطوبة العالية التي دفعت أغلبنا وهو يرتب ملابسه ليضعها في حقيبة يده إلى البحث عن واحدة من المراوح ليقف عند تيار الهواء النازل منها بينما كان تساقط حبات المطر المختزنة على سطح بناية تبديل الملابس هذه مستمرا من السقف علينا حتى ابتلت ملابس أغلبنا وشخصيا لم أكن أستطيع في بلل ملابسي تحديد ما هو من عرقي الذي كان غزيرا ربما فوق العادة ذلك اليوم وما هو من حبات الماء المتساقطة من السقف .... ولتكتمل فصول المأزق فإن مروحة واحدة فقط كان يمكنك أن تقف تحتها ولا تجد حبات الماء متساقطة عليك ... وبينما كنت أكثر الموجودين حاجة إلى الوقوف تحت تيار الهواء لم يكن متاحا لي إلا مروحة ترش الماء مع الهواء .... ما كان يحث على الصبر وييسره هو أننا ذاهبون إلى مياه المحيط ... لكن التساؤل كان وماذا عندما نعود لارتداء ملابسنا ونخرج لنصعد إلى الحافلة ؟ وهل سيكون الصعود على السلم المكسو بجزوع وأوراق الأشجار ممكنا كما كان النزول؟؟؟ كلها تساؤلات وضعتها جانبا، ووضعت كيسي وحذائي ومحمولي والكاميرا بجانب كبير المنظمين على رمال الشاطئ وقلت له هذه أغراض يا دكتور عبد الرحيم ولا تنسى أن تصورنا، وانطلقت إلى الشاطئ.
كان المهدي وإيهاب رمضان وأسامة الخولي ومحمد بسيوني ومحمد سالم وكان الماء باردا بعض الشيء لكنه كان لطيفا ... دائما ما أفتخر بيني وبين نفسي بأنني من علمت نفسي السباحة على شواطئ مرسى مطروح وأنا في السنة السادسة من كلية الطب وكان ذلك سنة 1986 ثم بعدها بسنوات عشرة في إحدى منتجعات شرم الشيخ، ثم بعد ذلك اكتسبت ثقة كبيرة في نفسي وجربت أعوم بعيدا عن الشاطئ وحيث لا أرض تحتي لأمتار في العمق ولا أبالي .... اكتشفت في ذلك اليوم أني أكثر الموجودين سباحة في اتجاه عرض المحيط ... وكنت أتوقع أن يصبحني أسامة الخولي فأبى ... واستغربت وقلت ألست من أهل الإسكندرية ؟ ... فقال بلى ولكن لا أريد العوم اليوم كثيرا ..... وأما المهدي فقال أنه ليس سباحا .... ولما لم يصحبني أحد فقد سبحت حتى قاربت الخط التحذيري وعدت .... لأجد ما أحبطني من نداء المنتظرين على الشاطئ لنا جميعا بضرورة الخروج من الماء وخرجت مضطرا والتقط لي د. عبد الرحيم صورة وأنا بلباس البحر على الشاطئ ... وكان في ذهني كثير من التساؤلات عما سيكون عليه حالي بملابسي المبللة أصلا بعد اغتسالي وارتدائها في بناية تبديل الملابس بحرها الشديد وسقفها المثقوب من كل اتجاه فلا تسلم لا وأنت في غرفة الاغتسال ولا أنت تحت المروحة من قطرات ماء غزيرة !...
فضل الله كان أننا قصدنا هذه المرة بناية أخرى بعدما أغلقت الأولى للإصلاحات ... يبدو أننا خلعنا ملابسنا وارتدينا رداء البحر في بناية السيدات لكننا فعلنا العكس في بناية الرجال .... والتي وجدناها في منتهى الحر والرطوبة كسابقتها لكن لا ماء يتساقط من السقف ... أغراني هذا بأن أقف باسطا ملابسي تحت المروحة حوالي 10 دقائق حتى اطمأننت إلى مظهرها القريب من الجفاف... ثم بعد ذلك اغتسلت وارتديت ملابسي لأكتشف أني وحيد في البناية فكلهم أنهوا مهمتهم واتجهوا إلى الحافلة ... أيقنت بأنني تأخرت ... وفي خارج البناية وجدت متأخرا مثلي لا أذكر من ؟؟ لكنه أرشدني إلى طريق سلم تم إصلاحه ويقف عنده الأتوبيس سألته ماذا أخرك فقال كنت آخذ بعض الصور لأن المكان فائق الجمال ... دار في ذهني أنهم كانوا يصلحون بناية الرجال قبل نزولنا البحر ولما أنتهوا واصلوا العمل في بناية النساء... حضر بعض الموظفين إذن.
المفاجأة كانت عندما صعدنا السلم إلى أعلى وصلنا الطريق ولم يكن للحافلة أثر... سألته يا ترى تركتا الحافلة أم غيرت مكانها لدواعي مرورية ؟ ... لكن المشكلة أننا لا نعرف أين اتجهت يمينا أم يسارا ؟ وهل سيكملون التحرك بدوننا ... ألهمني الله أن أتجه ناحية اليمين وقلت له وأنت إلى اليسار عشرون مترا ثم اعكس اتجاهك ومن يجد الحافلة يوقفها تنتظر الآخر أو ترانا سنلتقي هنا في هذه النقطة ونفكر في طريقة نذهب بها إلى الـ City Date Mall (سوق موعد في المدينة)... وانطلقنا ... ولم أكمل عشرين مترا من العدْو لأجد الحافلة وقد أوقفها السائق في فسحة على جانب الطريق ليسمح بمرور الآخرين ... وانتظرنا ذلك الصديق نصف دقيقة ثم انطلقنا إلى السوق الموعود....
في الطريق اتفقت مع د. عبد الرحيم على أنني سأتركهم في ذلك السوق وآخذ المترو إلى سوق مختص بقطع الغيار آملا أن أجد ما أبحث عنه ومعي صورته على المحمول لجهاز ديسكتوب ديل .... أسعدني جدا أن أسامة الخولي عندما سمع أتفق مع د. عبد الرحيم قال سآتي معك لأني أريد شراء جهاز تسجيل إليكتروني صغير .... وهنا توجهنا إلى "جاري" الذي أعطانا وصفا تفصيليا لأي مترو نأخذه وكيف سيكون طريق العودة .... ثم فاجأنا بقوله سآتي معكم إلى منتصف طريقكم لأترككم لقضاء بعض شؤوني وعليكم إكمال الطريق وحدكم والعودة وحدكم كذلك.... لا أذكر الآن بالتأكيد لكن المحطة التي نزلنا بها كان اسمها بي1 وكان رقم مبنى متجر الإليكترونيات هو 64 .... ورغم ذلك كانت مهمتنا صعبة للغاية لأن أغلب الماشين في الشارع لا يعرفون الإنجليزية !! ... واكتشفنا بعد السير حوالي 300 متر بعيدا عن محطة المتر أن المبنى المقصود هو المجاور لمحطة المترو فلا أرقام البنايات كانت واضحة ولا الناس تفهم الإنجليزية ناهيك عن العربية !
في داخل ذلك المتجر لم يكن صعبا الوصول إلى متعهد ديل الذي أخذ مني رقم الموديل وصورة الجهاز وقال لي يمكننا أن نحضر لك القطعة ولكن دعني أسأل كم تستغرق من الوقت وأخذ يدخل البيانات على الحاسوب وأنا أنتظر أنه سيقول لي نصف ساعة أو أكثر أو أقل ولم يدر بخلدي أنه سيقول 10 أيام ... قلت له شكرا أنا مع الأسف أغادر غدا صباحا... وأما أسامة الخولي فوجد أكثر من صنف وظل يتجول بين المحال .... وكنت قد بدأت أشعر بعدم راحة قدمي اليسرى في الحذاء حيث كنت أشعر وكأنه ضيق على قدمي وظللت أستغرب أن تكون القدم اليسرى هي الأكبر وعادة ما تكون القدم اليمنى عند البعض أكبر درجة أو أقل من اليسرى وهذا ما سمعته عن نفسي دائما من بائعي الأحذية ... لكنني كنت مضطرا بعد كل حوالي 200 متر من السير أن أقف وأخلع الحذاء الأيسر ثم أحرك أصابعي داخل الجورب عدة حركات وأعود ألبس الحذاء لأتمكن من السير بلا ألم ....... وفي رحلة العودة بالمترو استوقفتنا كثرة المحلات الراقية ودخل أسامة يسأل عن صنف من صنوف الماكياج وأخذ لي صورة بين المرايا ومستحضرات التجميل... وكان كل شيء نظيفا لامعا بشكل لافت ليس في محل الماكياج فقط وإنما من لحظة دخولك محطة مترو الأنفاق.
وفاجئني أسامة بعد رجوعنا إلى مكان المجموعة في ذلك السوق التجاري الذي يتوسط مدينة هونج كونج أن قال : "يا خوفي يا دكتور وائل شكله ديسك" !! قلت له "انزلاق غضروفي !! أنا لا أشعر بالألم وإنما كأن اثنين من أصابع قدمي اليسرى أحدهما يركب الآخر ... وهو ما يحدث عندما يكون الحذاء ضيقا، لكن الغريب أنها القدم اليسرى دون أي مشكلة في اليمنى التي يفترض أنها الأكبر"... فرد يا دكتور أنا أمارس طب المخ والأعصاب إلى جانب الطب النفسي لأن القسم عندنا في جامعة الإسكندرية واحد لم ينفصل كما الحال عندكم وهذه قد تكون الشكوى المبكرة لمرضى الانزلاق الغضروفي.... قلت له ربنا يستر.
لم تكن لدي نية لشراء أي شيء من المول لكنني نزولا عند رغبة أسامة تجولت معه قيلا حتى أقنعته الأسعار بأننا لسنا في مكان للشراء على الأقل بالنسبة لنا .... واخترنا التجول في الشوارع المحيطة بالمركز التجاري وكان واضحا أننا في وسط المدينة وكانت الصيدليات بالذات تبدو مختلفة جدا وكم المعروض فيها من المستحضرات المستخلصة من الأعشاب الطبية واضح الطغيان .... وأسعدني أن وجدت الأميجا 3 في صورة قطع من حلوى الجيلي الصغيرة فاشتريت لصغيري جواد منها .... وكان هذا ثاني ما اشتريته من هونج كونج.... عدنا بعد ذلك إلى مكان التجمع وكانت السماء قد بدأت تمطر مطرا متوسط الشدة ... ورغم ذلك طلب أسامة أن نعود لأنه تذكر شيئا يريد السؤال عنه في وكيل شركة أبل الأمريكية وكان المكان على بعد حوالي 300 متر فقلت له سأنتظر أنا هنا يا أسامة تحت هذه الساعة ... وفعلا قعدت أنتظر وأخذ أحدهم لي أحدهم بعض الصور.
تجمعنا في حوالي الثامنة وانطلقت بنا الحافلة إلى فندق الإنتركونتينينتال حيث كان العشاء والذي كان بمثابة مسك الختام الذي فاق كل ما قبله من عدة أوجه ... ولولا أنه في أغلب ما قدم فيه كان مسبوقا لاعتبرناه عشاء خياليا .... لا أحد أعرفه وشاركته الأكل من الزملاء يلتزم بالحمية "الريجيم" أثناء المؤتمرات ... اللهم إلا د. محمد المهدي ولا أدري أحتى في عشاء طعام البحر يلتزم بها أم لا ؟ .... المهم أن أكثر ما كان يحز في النفس في ذلك العشاء أنه الأخير لأن موعد إقلاع طائرتنا إلى دبي سيكون قبيل الثامنة صباح الثلاثاء .... بعد العشاء أخذنا بعض الصور ومن خلفنا ناطحات سحاب هونج كونج بأضوائها المتلألئة ....
وفي طريق العودة ذكرنا "جاري" بأهمية تجهيز وإغلاق الحقائب قبل النوم الذي لن يطول لأننا سنتجمع في بهو الفندق في الرابعة إلا الربع صباحا لنأخذ وجبة إفطارنا معلبة لنكون في المطار في حوالي الرابعة والنصف لأن طائرتنا ستقلع في الثامنة إلا عشر دقائق إلى دبي...، وحقيقة لا أذكر شيئا حدث بعد ذلك في تلك الليلة ... ربما لأنني لم أنم إلا 3 ساعات ونصف فقط في تلك الليلة .... و4 ساعات في الليلة التالية .... وبدلا من ذلك تذكرت الآن أن "جاري" في ليلة الأحد قبل الإعصار وزع علينا حافظة أوراق رقيقة هدية لكل منا من هيئة السياحة في هونج كونج .... وأظنني نسيت ذكر ذلك في المدونة الثانية عن هذه الرحلة، ... لكنني أذكر جيدا أننا أخذنا أماكننا في الحافلة وحيانا "جاري" وطلب منا أن يتحقق كلٌ من وجود جواز سفره معه ورقم تذكرة الطائرة... وتكلم بعد ذلك عن سعادته بصحبتنا وكيف أنه أصبح راغبا بشدة في زيارة مصر ... ثم أشار على من يودون استرداد قيمة الضرائب التي دفعوها على مشترياتهم داخل هونج كونج بأن يتوجهوا إلى مسلك معين... ونصح الباقين بأن يتبعوه عند نزولنا إلى المطار ورجانا أن ننتظر حتى يأخذ كل منا حقيبته من الحافلة لنتحرك جميعا معه..... وبالفعل تم ذلك وظل "جاري" حتى لحظة تحميل حقائب آخر فرد في المجموعة واقفا وإلى جواره د. كريستين وشعرت بإعجاب كبير بذلك المرشد السياحي النشيط وأخذت صورة أو اثنتين معه.
وأما رحلة العودة التي بلغت 15 ساعة منهم 8 في الطائرة (4 من هونج إلى دبي + 4 في أسواق مطار دبي + 4 من دبي إلى القاهرة + ساعة ونصف في مطار القاهرة "إجراءات وانتظار حقائب وتفتيش" + ساعة ونصف سفر من القاهرة إلى الزقازيق)... لم أنم لا قبلها إلا قليلا ولم أنم خلالها ولا قليلا ولا نمت بعدها إلا قليلا ... فمن الطبيعي ألا أكون متأكدا من شيء في الذاكرة ببساطة لأنني لم آخذ ما أحتاج من النوم الريمي REM Sleep (نوم حركة العين السريعة) وهو ضروري لإكمال وترتيب وترسيخ مكونات الذكريات، ورغم أنه كان بإمكاني اختصار ساعة ونصف من الوقت بالمبيت في القاهرة التي لابد أكون فيها صباح الأربعاء في عيادتي بمصر الجديدة "والتي كانت سيارتي بالمرآب تحتها وسائقي بالزقازيق" إلا أن احتياجي لجواز سفري الأسبق أن يكون معي في القاهرة يوم الأربعاء لتقديمه مع جواز سفري الحالي للحصول على تأشيرة هولاندا، فضلا عن شدة اشتياقي لصغيري جواد أبو هندي .... هذان السببان دفعاني لاتخاذ قرار المبيت في الزقازيق بينما أنا في الطائرة من دبي إلى القاهرة ... ورتبت الأمر بمجرد نزولي مطار القاهرة، .... وأما ما لم أرتبه فكان رحلة سفري في السابعة صباح الأربعاء من الزقازيق إلى القاهرة والتي كنت أنوي جعلها تجريبا لخدمة أوبر لكن فاجأني أن خدمة أوبر غير متوفرة بعد للأقاليم .... ولولا أن ابني الأوسط أحمد أبو هندي والمقيم في القاهرة جاء إلى الزقازيق ليصحبني إلى القاهرة ... لولا ذلك لكان مجهودي مضاعفا... وبالفعل كنت في حوالي التاسعة والربع جالسا في غرفتي بعيادة مصر الجديدة أحدث مجانين .... وكل هونج كونج وحضراتكم من أطيب المجانين.
واقرأ أيضًا:
لقاء في الأردن / حديث لندن وقت العصر / ثانية ألتقي سدادا .... جمعا في لندن / مجانين ... استانبول ... بوخاريست استانبووووووول3