بودي أن أقرأ تحليلا موضوعيا مبنيا على حقائق سلوكية وأدلة موضوعية ذات قيمة معرفية، بدلا من كتابات السوء والبغضاء والكراهية والعدوانية والانفعالية، المعبرة عن مطمورات سلبية ودمامل محتقنة في الأعماق النفسية المليئة بالأقياح والمرارات الانتقامية.
أقول بودي أن أقرأ ما هو واضح وصحيح وصريح وموزون ويخدم مصالح الأمة والدين.
ومنذ أشهر والكتابات المنفعلة المتقيحة المروّجة للويلات تطغى على المواقع والصحف، وكأنها تتمنى الحرب وأجيج النيران، التي لن تساهم إلا بمزيد من الثبور والدمار والخراب، الذي سئمت منه الأرض وضجت مخلوقاتها، واستغاث البشر من البشر بسببها. وأمام جميع ما يُكتب ويُخطب، لا تجد جوابا مقنعا عن مصلحة العرب في العداوة الإقليمية.
ما هي فائدة العرب من معاداة جيرانهم من الدول المسلمة، مهما كانت توجهاتها وتصوراتها؟ هل سيستفيد العرب من دمار جارتهم الشرقية؟ هل استفاد العرب من دمار العراق؟
أيهما أفضل للعرب أن يتم بناء علاقات جيرة إيجابية ما بين دولهم وجيرانهم من غير العرب، أم أن العداء الذي سيستثمر فيه الطامعون بهم هو الأفضل؟ لا توجد مسوغات نافعة وصادقة لهذه الكتابات الثأرية، التي تريد أن تحيل الوجود العربي إلى نيران، وكل شيء إلى رماد والخاسرون هم العرب والمسلمون لا غيرهم.
فالدول العربية تعجز عن إقامة علاقات نافعة فيما بينها وتميل إلى عداء بعضها، والتآمر على بعضها، والتحالف مع الأجنبي الغريب للنيل من الدول العربية الأخرى، كما جرى للعراق.
واليوم تجد العديد منها تتحالف مع الأجنبي للنيل من جارها العربي وغير العربي، وما تمكنت من إقامة علاقات استراتيجية تفاعلية نافعة مع جيرانها، ولا يمكن للعرب أن يعيشوا بسلام وأمان وراحة بال إن لم يتعلموا مهارات وآليات التفاعل النافع التكافلي مع الجيران، عربا وغير عرب، وتبا لمؤججي النيران!!
فلماذا لا نتواصى بالعمل الطيب والسلوك الصالح، ولماذا تمعن الحكومات بالتفاعل العدواني مع بعضها وغيرها، وتستعين بمفترسيها للنيل من نفسها وأخيها وجارها؟!!
فهل هي حكومات وطنية أم عدوانية؟
وهل أن الأقلام ممولة بعطايا الكراسي المجندَة لتمرير ما يناهض وجود الأمة ويقضي على أحلام العرب؟!!
واقرأ أيضاً:
أخٌ من الإسبان بنا حيران!! / الكفر والتكفير!!/ قول الحقيقة لا ينفع!! / الانتحار والاندحار!!* / المصطلحات التفريقية!! / الصحافة واللاصحافة!!