أكتب قائمة باهتماماتك
الفصل الثامن عشر
والآن ننتقل معاً إلى موضوع على قدر كبير من الأهمية؛ وهو أهمية تسوية الخلافات أولاً بأول مع الزملاء في العمل.
- لا تدع الخلاف في الرأي يتحول إلي خلاف قلبي تضيق معه نفسك.
- لا تفترض في وجهات نظرك الصواب المطلق وفي رأي غيرك الخطأ المطلق.
- لا تفترض في نفسك أنها كانت أكثر انتماءًا أو تميز نفسك عن الآخرين.
- لا تعبر عن وجهة نظرك بلهجة حادة قاسية.
- أنصت إلى الآخرين، وتَفهّم أفكارهم ومشاعرهم وتعايش معها.
- لا تفكر بعقلية الندرة فترى المتاح في الحياة محدوداً.
- فكر بعقلية الوفرة حتى تتيح لك مشاركة الآخرين والتفاعل معهم.
- اجتهد أن تفصل بين الفكرة ومن ينطق بها، فإذا نقدت الفكرة فلا تتورط في نقد صاحبها.
- لا تتعصب لوجهة نظرك، وحدد موضوع الخلاف وتناوله جزءاً بجزء.
- أحسن الظن بمن يخالفك في الرأي وأخلص في طلب حقك، وتحرر من أهوائك وذاتيتك.
ومن أهم الأقوال في أدب الحوار أن يضع المتحاور نصب عينيه ما يلي:
رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وأيضا قد لا أتفق معك في الرأي ولكنني على استعداد للدفاع عنك حتى تتمكن من إبداء رأيك.
والآن دعوني أقدم لكم صورة من النجاح النسائي وهذه المرة في مجال الإبداع الأدبي؛ إنها الأديبة الفرنسية جورج صاند، والتي لم يعيقها الفشل المتكرر في الزواج والحب من المحافظة على غزارة وجودة إنتاجها الأدبي:
فشل جورج صاند في الحب مع نجاح عزيمتها الفولاذية في الكتابة:
ولدت جورج صاند من أب أرستقراطي وأم من عامة الشعب، وكان اسمها الحقيقي هو أندريه موروا، وقد مات أبوها وكان من كبار ضباط الجيش الفرنسي وهي طفلة في الرابعة من عمرها، اهتمت جدتها لأبيها بتربيتها وتعليمها ورعايتها وكانت تحبها حبا شديدا. ورثت جورج صاند عن جدتها مزرعة كبيرة، واشتهرت تلك المزرعة بالأدب والتاريخ بفضل جورج صاند. وقد تزوجت حينما بلغت الثامنة عشرة من عمرها وكان زوجها يكبرها بسنوات قليلة. فرحت في البداية بهذا الزواج وظنت أنها سوف تجد كل ما تحلم به من سعادة وهناء وأنجبت طفل وطفلة، وقد عشقت جورج صاند قراءة الأدب بصورة كبيرة جدا حتى أنها قد التهمت مئات الكتب وهي في سن صغيرة للغاية.
وبعد عدة سنوات تكشفت الحقيقة لجورج صاند في زوجها حيث كانت طباعهما مختلفة تمام الاختلاف وبدأت المشاعر العاطفية الملتهبة تهدأ رويدا رويداً، وبدأت الخلافات الجوهرية تظهر فيما بينهما وظلت الفجوة تتسع بينهما يوما بعد يوم، هي تزداد نضجا وثقافة وتفتحا للحياة ولهفة على مزيد من الفهم والمعرفة، بينما هو في مشاكل المزرعة والموارد المادية ولا يقبل على الثقافة تماما.
انفصلت جورج صاند جسديا عن زوجها ثم قررت التوجه إلى باريس للإقامة والاطلاع على الآداب والفنون وفي النهاية قررت الانفصال الرسمي عن زوجها، وبعد فترة تعرفت على شاب هو "جول صاندو"، والذي هام بها حبا، وقد حملت جزءاً من اسمه فيما بعد حتى قامت بتحريفه بنسبة بسيطة إلى أن اشتهرت باسم جورج صاند، ثم بدأت التفاعل معه أدبيا وأصدرا عدة روايات مشتركة تحت اسم واحد هو جول صاندو، اشتهرت بعد ذلك شهرة واسعة في كل ربوع أوروبا حتى أن إحدى الكاتبات الجديدات في لندن والتي كان اسمها ماريان إيفانز غيرت اسمها ليقترب من جورج صاندو جعلت اسمها هو جورج إليوت، وتقول تلك الكاتب الإنجليزية عن جورج صاند: إنني أنحني أمامها في إعجاب وعرفان صادق بالقوة الخلاقة التي تتمتع بها والتي تجعلني لا أقرأ لها مجرد ست صفحات إلا وأشعر أنني أمام تحليل دقيق ورائع للعاطفة الإنسانية، وأنها مليئة بالصدق والقوة الفنية والسخرية الرقيقة غير القاسية.
بدأت الأموال تتدفق على جورج صاند من كتاباتها الأدبية، وأصبحت في فترة وجيزة صديقة ومحبوبة ومحترمة لأكبر النابغين والعباقرة في عصرها ولم تعبأ بالشائعات التي كانت تنتقد سلوكها.
كان نجاحها مصدر قلق وغيرة لحبيبها "جول صاندو" وأصبح في خوف دائم من أن يفقد حبيبته، وأخطأ حينما حاول فرض سيطرته ونفوذه عليها وحاول أن يجعلها تابعة له فشعرت جورج صاند بنفس إحساس الزواج الأول لها، فاضطرت إلى أن تضع حدا لذلك، وحاول جول صاندو الانتحار وفشلت تلك المحاولة، فقررت جورج صاند إنهاء تلك العلاقة تماما!!،
ولكن الفشل في هذا الحب لم يضعف جورج صاند بل كانت ذات إرادة قوية فأقبلت على العمل بنشاط وهمة حتى زاد إنتاجها على الخمسين رواية، ولم يثنها فشلها في الزواج الأول والحب بعد ذلك في أن تبتعد عن الحب، وفي نفس الوقت لم يهبط أبدا مستوى إنتاجها رغم غزارته وتنوعه بل كانت دائما تقدم مستوىً فنيا مرتفعا في الأسلوب والتحليل ورسم الشخصيات وتصوير الصراعات الإنسانية المختلفة، ومن أقوالها الجميلة:
"إذا ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب".
يتبع >>>>>>>>>>> البطالة