البطالة في الدول العربية والإسلامية
الفصل الثامن عشر
تغيير الوظيفة أمر مخيف بلا شك، والتغيير دائما يخيف الإنسان في كل الأمور، فإذا أردت تغيير منزلك تخاف من المنطقة الجديدة وإذا أردت تغيير مدرسة الأولاد تخشى من المدرسة الجديدة فكما يقول المثل المصري المعبر جدا عن هذا الأمر (اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفهوش)، ونحن نقول بالخليجي (يود مينونك ليجيك أين منه)، هذه الأمثل تجسد مخاوف الإنسان من المجهول.
أنا أتفهم تماما مخاوفك وهي طبيعية؛ لأن أصعب شي على الإنسان أن يفقد شيء جيد كان يمتلكه، لكن أمر تغيير الوظيفة تحتاج إلى تفكير علمي سليم بعيدا عن الانفعالات الوقتية فلا يجوز لشخص أن يفكر في تغيير الوظيفة بسبب خلاف أو حدث عرضي؛ إنما يجب أن تفكر وتحلل الأسباب، خذ ورقة وقلما وأجب عن التالي:
لماذا ترغب في تغيير الوظيفة؟
ما عيوب وظيفتك الحالية وما مميزاتها؟
لماذا لا تستفيد من مؤهلاتك العديدة في وظيفتك الحالية؟
هل لديك خطة واضحة عن الوظيفة التي تبحث عنها، وهل وجدتها؟
إذا كانت الإجابة نعم، إذن ما مميزاتها وما عيوبها؟، قارن وانظر أي كفة هي الراجحة وظيفتك الحالية أم الأخرى؟، إذا وجدت أن هناك جوانب عديدة جيدة في وظيفة أخرى أعط نفسك فرصة التجربة، لكن لا بد أن تنظر إلى ظروفك الاجتماعية والاقتصادية وتضعها بعين الاعتبار.
اختيار الوظيفة
اختيار الوظيفة أمر مهم للغاية وبحاجة أن يُعطَى حقه، واختيار الوظيفة لا يبدأ بعد التخرج إنما قبل ذلك بكثير، منذ أيام الدراسة حيث يتم التعرف على قدرات الفرد ومهاراته وميوله وإمكاناته حتى يتم توظيف ذلك التوظيف السليم، والاستفادة بقدر الإمكان من الأفراد (كلٌُ بحسب إمكاناته وقدراته).
إن الكثير من الشباب يختار وظيفته دون أسس واضحة، مثلا بناء على رغبة الأسرة، أو تناقل أخبار، أو سماع معلومات غير دقيقة، أو رغبة في مكانة اجتماعية معينة، وكل هذه الأمور تستنزف طاقة الإنسان وقد تبعده عن ميوله وقدراته الحقيقية.
ولذلك لا بد من إعطاء عملية اختيار الوظيفة الوقت الكافي؛ لما لها من تأثير على حياة الفرد بشكل كبير في المستقبل، كثيرا ما نجد أناسًا يعانون في وظائفهم وهم غير راضين عما يقومون به؛ السبب في ذلك عدم نجاحهم في عملية اختيار الوظيفة، ولا بد من طلب المساعدة من ذوي الاختصاص في عملية اختيار الوظيفة أو قراءة بعض الكتب في هذا المجال
عدم الاستقرار في العمل
كل فرد منا يرغب في الاستقرار، أما عدم الاستقرار في العمل فيؤثر على كافة الأمور الأخرى قد يجعلنا عصبيين متوترين وقد يؤثر ذلك في علاقاتنا بالآخرين.
لكن علينا أن نكون واقعيين، هل لدينا خيارات أخرى؟!، أعتقد أنه الخيار الوحيد الآن لنا إذا كان هذا المتوفر الآن هو أننا لا بد أن نتكيف ونتأقلم مع الوضع؛ لأنه إذا فكر كل منا في ترك العمل الذي يقوم به، فسنكون جميعاً بلا عمل في وقت ما.
إذا كانت لديك مهارات وقدرات فلا بد ألا تيأس، وأن تبحث عن عمل، وتهتم بكتابة السيرة الذاتية والمقابلة الشخصية، والتواصل مع الناس؛ فكثير من الوظائف يحصل عليها الناس بسبب معرفتهم للآخرين مما يسهل التواصل.
هل بالإمكان الاستفادة من مهاراتك؟، مثلا أن تعلم الصغار الكمبيوتر أو اللغة الإنجليزية،
أرجو أن تركز عل ما تملك وليس على ما لا تملك؛ فأنت تريد عمل لا تملكه وتريد مشروعا لا تستطيع الآن القيام به، وفي نفس الوقت تملك مهارات يمكنك استخدامها.
إن الوصول للقمة يتطلب العمل، وهذا العمل يبدأ صغيرا ثم يكبر، لا تيأس إذا نظرت حولك كل الناجحين في الحياة مروا بتجارب وخبرات، والكثير منها محبط حتى تمكنوا من الوصول إلى النجاح في القيام بالأعمال التي يحبونها.
صفات ومهارات النجاح في العمل
هناك صفات ومهارات لا بد أن يتحلى بها الإنسان كي يصبح ناجحاً في حياته العملية، هذه المهارات بحاجة إلى أن نتعلمها في المدارس منذ الطفولة لما لها تأثير في حياة الأفراد.
كثير من الناس يبحثون عن القدرات العقلية أي الذكاء، إلا أن هناك كثيرا من الأذكياء الذين تخرجوا من المدارس بتقديرات ممتازة لم يكونوا ناجحين في حياتهم المهنية. ونحن في العالم العربي أقل اهتماماً بتعليم المهارات الشخصية والاجتماعية التي هي أساس النجاح؛ وهي طرق حل المشكلات بالصبر والمحاولة المستمرة وعدم الاستسلام للفشل، والنظر إلى الفشل على أنه تجربة تضيف خبرات للفرد، الإصرار والإرادة وطرق الحوار والتواصل مع الآخرين للاستماع للرأي الآخر، والاستفادة من تجارب الآخرين؛ فكثير من الناس ينظرون إليك ويستمعون إلى تجاربك ولكنهم لا يستفيدون من تلك التجارب والخبرات، وفي الحقيقة نجد أن المكتبة العربية أصبحت تقدم للقارئ نوعية جيدة من الكتب الممكن الاستفادة منها في هذا المجال.
اختبارات الميول في العمل
نعم هناك العديد من الاختبارات في هذا المجال هناك اختبارات رسمية وغير رسمية، مقننة وغير مقننة، فهذه الاختبارات بدون شك لها فائدة لمن يستخدمها فهي تُعرَّفُه على نقاط القوة والضعف وتكشف له عن ميوله وقدراته ومهاراته لكي توجهه نتائج تلك الاختبارات إلى اختيار التخصص أو الوظيفة أو المهنة المناسبة فيما بعد، ولليابانيين باع كبير في استخدام وتطبيق تلك الاختبارات على تلاميذ وطلاب المدارس لتوجيههم إلى الدراسات والأعمال المناسبة لقدراتهم وكفاءاتهم.
بعض الاختبارات مترجم إلى العربية ويمكنك أخذها من بعض المكتبات الكبرى أو من الإنترنت أما إذا كنت جيد في اللغة الإنجليزية يمكنك أخذ الاختبارات بالإنجليزية، والكثير منها على الإنترنت، حيث تقوم بعمل الاختبار، ثم مقابل مبلغ من المال يقومون بإرسال النتائج لك.
من بين هذه الاختبارات اختبار هولندا (التي تكشف عن ميولك وقدراتك) وهناك الكثير يعتمد على هدفك من الاختبار، أنا أرى أن الاختبار وحده لا يكفي أنت بحاجة إلى متخصص يساعدك في كشف جوانب من شخصيتك بالمقابلة الشخصية.
يتبع >>>>>>>>>>> عمل الرجل والمرأة