حين تحدثت اليوم مع صديقي الطبيب النفساني أسأله أن يساعدني في إنشاء جمعية للمرضى النفسانيين أخبرني أنتم لا تحتاجون لجمعية لدعمكم وزيادة انعزالكم وتأكيد وصمة المرض النفسي أنتم بحاجة لجمعيات اجتماعية عادية تقدم لكم الدعم فسألته وكيف ستقدم لنا الدعم وهم حتى مش شايفنا فأخبرني أن أتحدث باستفاضة عن هذا المعنى (معنى مش شايفنا)
هل أروي لهم كيف يكون الاكتئاب ؟؟
وأخذت أبحث عن إجابة مناسبة غير أني عجزت عن صياغة المعنى ولم تسعفني الكلمات فلتعرف كيف يكون الاكتئاب عليك أن تجرب الاكتئاب هو شيء خارج الوصف هو نار تسري في الروح تخيل لو أنهم سلبوك كل ما تملك وأعز ما تملك ثم تركوك وحيدا في غابة مظلمة فعلقت قدمك بالوحل الذي أخذ يسحب جسدك معه للأسفل وأنت تغرق وتختنق تدريجيا وأنت ترى نفسك تموت قطعة قطعة دون أن تملك إيقاف هذا وما من أمل في النجاة سوى أن تمتد يد الله إليك هناك حيث لا يسمع قلبك أحد
كل يوم أرى معاناة أحد الزملاء أو الزميلات والمحاولة المستمرة للتأقلم مع المرض وأعراضه والوصول للعلاج المناسب وتحمل الأعراض الجانبية السخيفة، اليوم قررت تأجيل الدواء بدلا من أخذه فجرا سآخذه ليلا وعند الظهيرة بدأت يدي وقدمي في الارتجاف وعرفت ساعتها أنني بحاجه لتناول الدواء لن أصمد لليل وتذكرت السبب الذي من أجله أجلت الدواء أغفو للحظات وأنا أقود أبذل جهد خارق حتى لا أنام أثناء القيادة حتى وقت العمل لو لم أعمل باستمرار لسقطت عيني مغلقة دون إرادتي ولظهرت بمظهر الموظفة الكسولة رايحة أنام في الشغل
تذكرت رعشة يدي أمام الأصدقاء وأنا أفرد إحدى اللوحات والحرج الذي أصابني تذكرت ثقل لساني حتى سألتني صديقة (أنت شاربة حاجة على الصبح بتتكلمي كده ليه) تذكرت عيني التي تنظر للفراغ لأبدو بائسة بلهاء وصراخ أبي أن أوقف العلاج لأنه لا يستطيع أن يراني هكذا تذكرت ويلبوترين وكيف جاءتني التشنجات بعد أخذه وكأن سلك كهرباء ضغط عالي قد صعقني والحركات اللاإرادية في يدي كم هي محرجة تذكرت التململ وهز رجلي المستمر والحركة ذهابا وإيابا في غرفتي تذكرت الشعور بالوهن والضعف والتعرق والدوار يدي التي لا تستطيع القبض على الأشياء فينزلق الطبق والكوب وأعجز عن صب فنجان قهوة لنفسي وأبدو كالمدمنين مع كويتازيك وأما النوم المتواصل وزيادة الوزن فحدث ولا حرج وسألت نفسي من يعرف كل هذا إلا من خبره
واقرأ أيضاً:
مصدر كل الشرور / أنشودة الألم / حجرة صغيرة تفضي إلى النور / عسر المزاج dythymia