الذات العربية غير محصنة ضد الأوبئة والأمراض السارية والمعدية التي تتناهبها من جميع الاتجاهات، وهي أوبئة فكرية طاعونية الطباع والتوجهات وتسري فيها كالنار بالهشيم.
أفكار ذات تأثيرات فايروسية معدية عالية الفعالية، تحرق الوجود العربي من رأسه حتى قدميه. فالذات العربية لا تمتلك مضادات تحصنها مما يداهمها من الويلات فتستسلم وتكون ضحية سهلة لها.
وعندما تتساءل لماذا غير محصنة، سيكون في مقدمة الأجوبة إن في الأمة قدرات سلبية تعمل بدأب على تحطيم ذاتها، وفتح نوافذها أمام أي جرثومة يمكنها أن تتغلغل فيها وتؤذيها. فالأمة فيها من يحمل خنجره المسموم ويتوالى عليها بالطعنات، ليفتح منافذ لكل آثم يريد الدخول فيها وتمزيقها.
يأتي في مقدمة هؤلاء أدعياء الدين الذين يؤهلون الذات العربية لمزيد من الأوجاع والخرابات، وكلما تزايد عددهم وتنامى دورهم تهالكت الذات وفقدت قيمتها وأخلاقها، وافترسها الفساد وتعاظمت الخطايا والآثام باسم الدين.
كما أن التجهيل المقصود وتفريغها من جوهرها وتآكل محتواها بفعل فاعل منها وفيها، جعلها منخورة لا تقدر على مقاومة الرياح الهابة في أي أوان.
ولن تستعيد الذات العربية صلادتها وقدرتها على المطاولة والعطاء الحضاري، إذا تواصل تجار الدين يمتهنونها ويسخرونها لأغراضهم السيئة النكراء.
فلا بد لأبناء الأمة من استفاقة وقدوة على إعادة ترميم الخراب وحمايتها من الانزلاقات الفتاكة، التي تدفعها إليها نوازع الطامعين فيها.
فهل لدينا القدرة على إصلاح الذات لتحقيق الإرادة والعزة والكرامة ومفردات البناء، والارتقاء إلى عصر تكون فيه الأمة ذات مقام؟!!
واقرأ أيضاً:
مصطلحات ومُصطرخات!! / عندما تعلّمَ "ماو"!! / المعادلة المعقدة!! / الشعور!!