الفصل التاسع عشر (6)
يستخدم العقاب الحقيقي بصورة نادرة لأن الحاجة إليه تكون نادرة هذه هي القاعدة الذهبية للعقاب يجب أن يقلل العقاب من الحاجة إلى المزيد من العقاب؛ حيث يجب أن يحد من السلوك السيئ ذاته، وإذا لم تتغير العادة السيئة فإن العقاب لا يؤدي الغرض منه، ويقترف العديد من الآباء هذا الخطأ لأنهم يركزون على العقاب أكثر من تركيزهم على السلوك السيئ، ذاته لو أنك تعاقب أطفالك خمس أو ست مرات في اليوم على العادة السيئة نفسها فاعلم أن عقابك لا يؤدي غرضه، ولو أنك تستمر في زيادة العقاب ويستمر السلوك السيئ مع ذلك فإن عقابك لا يؤدي مهمته والأمر المهم هو السلوك السيئ ذاته وليس معاقبته؛ فلا بد أن يغير العقاب وإذا لم يتم ذلك فعليك أن تجرب شيئا آخر، إنك تظن أن الصياح والتوبيخ والتهديد والتعنيف كلها أشكال للعقاب، بينما هي في الحقيقة لا تعدو عن وسائل للتنفيس وللتعبير عن غضبك من سلوك ولدك السيئ الذي استثارك، ولفترة قصيرة، إن الغضب من سلوك سيء لابنك والعقاب التربوي لا يجتمعان في وقت واحد أبداً.
0 إذا كنت غاضباً فلا تُعاقَِب:
إن العديد من الآباء يعتبرون أن فكرة العقاب في لحظة الغضب فكرة ذات أهمية فأنت حين تعاقب وأنت غاضب إنما تؤدي أمرين في وقت واحد: تعاقب وتغضب؛ فماذا لو أن طفلك يحاول إغضابك، ماذا لو أنه يثأر لنفسه من شيء فعلته به فيما سبق؟!، ستكون رؤيته لك وأنت غاضب بمثابة مكافأة له وليست عقابا؛ لذا عندما تغضب بسرعة فأنت تحكمه فيك وتكافؤوه وتعزز من سلوكه السيئ!!.
0 أشرح لطفلك سبب معاقبتك له؛ كي يتقبل منك ذلك:
حين تجد نفسك على وشك الغضب انصرف في الحال بعيدا عن أبنائك، حاول صرف غضبك في البداية، ثم واجه السلوك السيئ الذي قام به طفلك، ولا تدع طفلك يدفعك للغضب.
0 أهدأ قبل أن تعاقب:
الغرض من العقاب هو تعليم طفلك أن يسلك سلوكا أفضل في المستقبل، لكن قد يدفعك أطفالك أحياناً إلى الغضب الشديد، لكن وقت الغضب ليس هو الوقت المناسب للعقاب.
أعرف طفلا منعه والده من التنزه إلى الأبد لأنه فقد لباس البحر وأدوات الشاطئ الخاصة به، فقرر والده عندها معاقبته في اللحظة نفسها بالطبع كان عقاباً مبالغاً فيه؛ لذا لا تعاقب طفلك وأنت غاضب لأن في ذلك مبالغة في العقاب، والهدف من العقاب هو تغيير عادة سيئة، وتعلم القدرة على اتخاذ القرار بصورة أفضل، ويكون العقاب أعظم تأثيرا حين يكون محددا ومعدا من قبل، ولكنه لا يؤدي الغرض حين يكون اندفاعيا، فأنت كأب تتصرف بأسلوب سلبي وخاطئ عندما ينتابك الغضب.
0 فسر العقاب:
عليك أن تخبر طفلك عن الهدف من العقاب فإن ذلك يحسن قدرته على الفهم والتعاون، أشرح له أنك تعمل لصالحه، وأنك لست عدوا له؛ لذا فإنك تحاول مساعدته لتنمي قدرته على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل، أنا لا أحاول إيذاءك وإغضابك أنت تُعاقَب لأنك قررت اختيار السلوك السيئ لتمارسه.
0 اختيارك لنوع العقاب يحدده سلوك ابنك السيئ:
حتى تفكر بشكل مختلف في المرة القادمة في شأن تقرير اختياراتك قل لابنك: لا تظن أني أعاقبك لأني أحب معاقبتك، ولكن لأني أريد مساعدتك.
0 استخدم عقابا منطقيا:
انتق العقاب الذي يناسب الجرم ليكون عقابا منطقيا؛ فالطفل الذي يحول المكان إلى فوضى عليه أن يرتبه وينظفه، والطفل الذي يكسر شيئاً بلا مبالاة عليه إصلاحه أو يخصم ثمنه من مصروفه، وذلك بخصم جزء من مصروفه –ثلثه مثلا– وبصورة يومية حتى يتم تسديد ثمن الشيء المكسور، والطفل الذي يصل إلى البيت متأخرا لا يسمح له بالخروج للتنزه في اليوم التالي، والطفل الذي لا يقوم بوضع ملابسه المتسخة في سلة الغسيل عليه أن يغسلها بنفسه، هذه الأمثلة للعقوبات المتعلقة بالسلوك السيئ وهذه تلقن الطفل درسا، وهناك بعض الأطفال يمكن الوثوق بهم في اختيار عقابهم لأنفسهم عندما يُخطئون.
0 شعور طفلك بالظلم من عقابك يدفعه للجدل والإصرار على سلوكه السيئ:
حوار لطفل يصرح بالتمرد بعد أن عوقب بالمنع من الترفيه لمدة خمسة أشهر، في الغالب يكون العقاب المعتدل أكثر تأثيرا من العقاب الحاد والقاسي، ضع هذه الأمور في اعتبارك لا تستخدم المدفع لتطلب من أطفالك أن يقوموا بعمل ما، إن العقاب الخفيف واللطيف يعلم دروسا أفضل العقاب القاسي يسبب رغبة في الانتقام وشعور بالغضب وحين يشعر الطفل بالغضب فإنه يتعلم قليلا وحين يعتقد أنك ظالم فإنه ينتقم ويجادل وبذلك ندخل في دورة انتقام سلبية وقد يكرر السلوك السيئ بشكل أسوأ.
يتبع >>>>>>>>>>> كيف تفتح نوافذك على أبنائك