الفصل التاسع عشر
التفاوض لتسوية المشكلات هو أحد المهارات الأساسية التي تمكن الطفل من إشباع احتياجاته، قد يريد أن يقايض على سلعة ما أو يستبدل لعبة بلعبة أخرى، ولكي يحقق هذه الأشياء فإنه في حاجة لأن يعرف كيف يساوم، وفيما يلي بعض الأفكار المتنوعة:
عليك أن تعقد صفقات بسيطة مع ابنك، بحيث لا تتعدى هذه الصفقات حدودا كان قد تم وضعها من قبل.
علم ابنك التفاوض بأن تفسره له مستعينا بالأمثلة، اجعله يراك وأنت تعقد اتفاقات مع الآخرين، كأن تقول لزوجتك أو ابنك الآخر: إذا طويت الغسيل سوف أقوم بإعداد العشاء الليلة. أشرح للعامل الذي يصلح الأشياء على مسمع من ابنك ما يلي: أود أن استعين بشركتكم في إصلاح هذا الشيء لكني لا أستطيع أن أنتظر حضورك طوال اليوم، هل يمكنك أن تحدد موعدا ما بين الثامنة إلى العاشرة، اجعل فكرة الأخذ والعطاء واضحة.
شجع ابنك على اتخاذ قراراته بنفسه عندما يكون هذا ممكنا، بدلا من تقول: إننا ذاهبون اليوم للمنتزه لكي نقضي وقتا ممتعا ونلعب.
التعاون:
يعلم المدرسون الجيدون قيمة المجهود الجماعي، حيث يتحمل كل تلميذ المسئولية عن جزء معين من المشروع، مثل هذا المشروع يتطلب الأخذ والعطاء (تفاوض) وتصرفات لائقة (سلوكيات)، فبينما يقوم أحد التلاميذ بالبحث في موضوع ما، يقوم آخر بتحديد النقاط المهمة أو رسم الخرائط والرسوم البيانية.
وفيما يلي بعض الأساليب التي اتبعها الآباء والأمهات الناجحين في تعليم أبنائهم كيف يتكيفون مع الجماعة:
ساعد ابنك الصغير على التخطيط للأنشطة المنزلية – على سبيل المثال: الطفلة التي تبلغ من العمر ست سنوات تستطيع أن تعد قائمة تحضيرية بالأدوات والأشياء المطلوبة لحفل سيقام بالمنزل، اصطحبها معك إلى محل البقالة واتركها تختار بنفسها هذه الأشياء من فوق الأرفف، سوف تجدها مندمجة تماما حتى أنها في الحفلة تقوم باستقبال الضيوف من عند باب البيت وتقودهم مباشرة إلى المائدة.
إذا كنت تخطط للقيام برحلة، أترك لأكبر أبنائك مسئولية حجز التذاكر وأماكن الإقامة أو تحديد المسار المنطقي للوصول إلى المكان المقصود، سوف يشعر ابنك بالمتعة الكبيرة حين يشعر بأنه مسئول عن ذلك.
إن العمل التطوعي هو أحد الاهتمامات الأولية خاصة فيما يتعلق بتعليم الأبناء التعاون.
ومن الأنشطة الجماعية الأخرى التي تتطلب التعاون: إعداد التربة واختيار البذور وزرعها في حديقة الخضروات والعمل مع جماعات العمل الاجتماعي في المساعدة على تجديد الأجزاء المتهدمة من المدينة.
الهوية:
المفارقة الواضحة في مرحلة المراهقة أنه بينما يشعر المراهقون الناضجون بحاجة ملحة للابتعاد عن آبائهم وأمهاتهم لتحقيق استقلالهم، إلا أنهم يصبحون معتمدين على رفاقهم ليحصلوا منهم على التأييد، يربط غالبية المراهقين بينهم وبين أصدقائهم، فكلما زاد التشابه بينهم وبين هؤلاء الأصدقاء، كلما شعروا بارتياح.
في بحثهم عن الهوية، يقارن المراهقون كل شيء، وتصبح الموضوعات الساخنة لديهم في بداية سن البلوغ هي الهيئة الجسمانية والعقل والملابس، كما يبدءون في الاهتمام بالجنس الآخر، وتتفشى بينهم الإشاعات والقيل والقال، كسؤال: من أكثر ذكاء وجاذبية؟ من يتقدم ويتطور؟ من يخرج مع من؟ من الفارس؟ من الفاتنة؟ من أنا؟
إحدى الصفات الرئيسية للمراهقة الميل الغريزي المبالغ فيه للظهور في الصورة المثالية، ويبدأ هذا بهاجس المرآة؛ فيتمرسون على تطوير هيئتهم بابتسامات مفرطة ونظرات مثيرة وشعر متطاير وعضلات مدربة، وحين يعتقدون أنهم قرروا أخيرا ماذا سيرتدون (وهو قرار ضعيف دائما)، يعودون مرة أخرى إلى المرآة كي تنتابهم الهواجس لوقت أطول ليتأكدوا مما إذا كانت ملابسهم متناسقة أم لا.
يتبع >>>>>>>>>>> الجماعات