تعاني الكثير من الدول من أزمة المخدرات وتفشيها بصورة مفزعة بين شبابها، ولا فرق بين دولة غنية وفقيرة وبين دولة متقدمة ومتخلفة فجميعهم سواء أمام هذه الظاهرة التي تسبب كارثة كبيرة وتحتاج لوقفات من الحكومات للتغلب عليها حيث تؤثر المخدرات على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية لذلك فعلاج إدمان المخدرات يكون ضرورة ملحة في ظل شباب محطم ينغمس في المخدرات ولا يلتفت لواقعه ومستقبله ولا يشارك بصورة جيدة في تحقيق النهضة المطلوبة لمجتمعه فهو لا يقوم بالدور المطلوب منه على الوجه الأكمل ومن ثم تتأخر المجتمعات بسبب أن ملايين الشباب مغيب عن أحلامه ومستقبله.
📋 وهنا حديثي عن مرحلة ما بعد علاج الإدمان والتي تعد من أهم وأكثر المراحل خطورة على الشخص المتعافي والتى يجب أن يتوفر فيها عدة عوامل هامة أولاها يمثل الدعم النفسي المستمر للمريض بعد التوقف عن تعاطى المخدرات محورا مهما وأساسيًا في منع حدوث الانتكاسات، وهذا الدعم ينقسم إلى دعم من جهة الأسرة ودعم من خلال الأشخاص المقربين للمريض بالإضافة إلى الدعم النفسي من قبل الطبيب الذى يقوم بمتابعة الحالة النفسية للمريض بالإضافة إلى دعم المجتمع وتقبل المريض المتعافي وقد تكون لدى البعض بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وفي تلك الحالة يكون من الضروري وضع خطة منفصلة من أجل العلاج وتستمر فترة التأهيل عدة أشهر وقد تصل إلى عدة سنوات، وهي بمثابة ولادة جديدة لينزل الإنسان إلى الحياة بعقل جديد وفكر جديد، وتشمل فترة التأهيل كذلك تأهيل أسرة المتعافي لتتعلم كيف تتعامل معه، وكيف تقدم له أقصى طاقات الحب، وتشجعه على الاستمرار في النجاح، ولا تجرح مشاعره ولا تحتقره ولا تزدري به لئلا يعود إلى ما كان عليه، وفي نفس الوقت تكون حذرة فيما يصل إليه من نقود لئلا يعود إلى شراء المواد المخدرة وخلال فترة التأهيل قد يحتاج الإنسان إلى تغيير البيئة التي يعيش فيها، والأصدقاء الذين اعتاد عليهم ولاسيما أصدقاء الإدمان.
⛔ ولكن أكثر ما يحول بين الشخص المتعافي وبين الشفاء الكامل معتقد خاطئ أن قوه الإرادة وحدها كافية والحقيقة أنها قد تكفي فترة لا تزيد عن شهر من التعافي وبعدها قد تحدث الانتكاسة عندما يواجه الشخص ضغوطا أو أزماتٍ في حياته لذلك لابد من مقومات أخرى للنجاح معها وتتمثل في:
⬅️ ١- البحث عن طرق أخرى للمتعة مقبولة اجتماعيا بديلا عن متعة المخدرات وهي تختلف من كل شخص لآخر حسب ميوله وهواياته.
⬅️ ٢- الصدق مع الذات في كل الأمور فعدم الأمانة والإنكار وخداع النفس والسرية من السلوكيات الإدمانية لذا فمشاركة المشاعر واجبة والابتعاد عن الكذب يعطي الشخص إحساسه بنفسه وأنه أصبح حرا وليس عبدا للمخدرات.
⬅️ ٣- الحياة نجاح وفشل ومعتقد استحالة الفشل من معتقدات الشخصية الإدمانية فالإنسان القوي هو الذي يعترف بفشله ولا ينكره ويتخذ منه دافعا وسبيلا للنجاح مستقبلا.
⬅️ ٤- التحكم في الرغبات وتربية الروح بكافة التفاصيل الجسدية والفكرية والإيمانية عن طريق الرياضة والقراءة والتقرب من الله في المساجد والكنائس.
⬅️ ٥ - إعادة برمجة العقل للشخصية الإدمانية وذلك تحت إطار عام من مجموعة من المبادئ الأساسية الحياتية وهي..⤵️⤵️⤵️
💐 (عدم كمال الإنسان في كل شيء & هناك لحظات في الحياة قوة ولحظات ضعف وفشل & الاعتراف بالمعايير الاجتماعية وقوه الضمير & إظهار مشاعر الضعف ليس عيبا ولكن العيب في إنكارها & وأخيرا احترام الذات ينبع من داخل الإنسان وليس من الناس).
واقرأ أيضاً:
الحب الرومانسي من منظور الطب النفسي. / تحسين صحة السكان من خلال تغيير سلوك البالغين.