التغييرات العاطفية والنفسية التي تحدث في أوائل سن الرشد، تكون أكثر وضوحا من التغييرات الجسدية وهذه مرحلة هامة من مراحل النمو العاطفي والنفسي للبالغين، ونحن نسعى جاهدين لإيجاد المساعدة نحو نمو نفسي وعاطفي سليم وخياراتنا المستقلة وما ينجم عنها من عواقب عاطفية يمكن أن يكون لها تأثير عميق في نظرتنا إلى هويتنا ومن أكبر جوانب هذه الفترة الإنمائية تكوين العلاقات، إن تنمية علاقاتنا الحميمة قد تشكل تحدياً كبيرا، ويتعين علينا أن نتعلم كيف نفهم هوياتنا المستقلة الجديدة حتى يتسنى لهذه العلاقات أن تنمو بشكل كامل، فيحدث الزواج وتكوين الأسرة عادة في أوائل مرحلة البلوغ وغالبا ما تكون صحتنا العاطفية والنفسية مرتبطة بمدى نجاحنا في تكوين هذه العلاقة، فقد تكون الحياة الزوجية سعيدة ومستقرة ونصل الي مرحله الاستقرار النفسي والعاطفي والتصالح مع الذات والنجاح المهني والاجتماعي أو تنهار هذه العلاقة الروحانية فتنهار الأسرة والترابط المجتمعي وتظهر الاضطرابات النفسية.
🌐 وهذا يحدث أيضا في حالات تأخر سن الزواج أو العنوسة وعندما يتم الانفصال عن جميع مسرات الحياة الطبيعية في الزواج وممارسة العواطف والمشاعر الجنسية الطبيعية وشعور الأمومة والأبوية والتي تشكل سعادة الأنثى وسعادة الرجل، لذلك نجد في نهاية المطاف لتلك العنوسة أثر سلبي على الصحة العامة والصحة النفسية وتغيرات قد تكون حادة في السلوك وهذا التغيير في السلوك له نوعان :
⏭ الأول وهو سلوك مرضي موجه للخارج يتمثل في اضطرابات السلوك الشاذ والغير مقبول حسب المعايير الاجتماعية ومنها النكوص بالسلوك والتصرفات إلى مراحل طفولية ومراحل مراهقة لمحاولة لفت الأنظار أو الإحساس بالذات وتغطية العجز في الاكتفاء بمشاعر الحب والزواج والاستقرار الأسري أو العدوان الاجتماعي ضد أفراد المجتمع ومحاولة هدم آيه علاقة جميلة بين أفراد المجتمع والتلذذ في إيقاع الإيذاء بالآخرين.
⏮ أما السلوك الثاني فهو سلوك هادم موجه للذات نفسها يتمثل في اضطرابات القلق والنوم والشهية والاكتئاب وعدم التفاعل الاجتماعي مع الآخرين أو المشاركة الاجتماعيه أو التفكير في إيذاء النفس أو الإدمان أو الانتحار، وعاده المجموعة الأولى تظهر واضحة للناس وتلفت الانتباه، أما المجموعة الثانية فقد لا يتم التعرف عليها إلا عندما تبدأ في طلب المساعده من الآخرين.
💐 والآن كيف يمكننا المساعدة؟
تبدأ المساعدة الحقيقية باستبصار الشخص بالمشكلة السلوكية أو المرضية الموجودة وطلب المساعدة والتوجه إلى الطبيب النفسي المختص ليتم :
(1) الفحص والتقييم النفسي الشامل بما فيه السلوك الخطر ومعدل الخطورة.
(2) تقديم المشورة وطرق للتغيير.
(3) الاتفاق على أهداف وخطة عمل عن طريق اتخاذ القرارات المشتركة.
(4) العلاج سواء بجلسات العلاج السلوكي أو العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج التحفيزى أو بالعلاج الدوائي النفسي وهو آمن تماما أو بالطرق الأخرى.
(5) اشتراك جميع أفراد الفريق العلاجي من الأخصائي النفسي والاجتماعي في الخطة العلاجية مع المتابعة المستمرة.
💞 وأخيرا فإن العقل في منتصف العمر بين تقلبات الحياة إما التصالح مع الذات أو فقدان الثقة.
واقرأ أيضاً:
كيف تبني علاقة صحية مع أطفالك بعد الطلاق ؟ / الحب الرومانسي من منظور الطب النفسي.