في الحروب النفسية - Psychological wars – لا داعي لإرسال جنود لكي يتم احتلال دوله ولا داعي لإطلاق رصاصة واحدة لكي يتم هزيمة شعبها وتفكيك وحدة وصلابة الدولة فيكفي حروب الجيل الرابع الشائعات والحروب النفسية للوصول لهذا الهدف وتهدف هذه الحروب والدعاية والشائعات عموما إلى إضعاف معنويات الشعب وكسر عزيمته على القتال أو المقاومة، وفي بعض الأحيان جعله ميالا إلى تفكير العدو كما تستخدم الدعاية والشائعات لتقوية عزيمة الحلفاء أو مقاتلي المقاومة أو المنظمات الإرهابية ويمكن أيضا اعتبار تحريف شخصية أسرى الحرب والتلاعب بمعتقداتهم عن طريق غسيل المخ والتقنيات ذات الصلة شكلا من أشكال الحرب النفسية وبالرغم أن الحروب النفسية تُعتبر اختراعا عصريا فهي قديمة الأصل واستخدمها جنكيز خان ببراعة مع الفرسان المغول الشرسين في حروبه.
ومع التطورات العلمية الحديثة في مجال الاتصالات مثل السوشيال ميديا إلى جانب التطورات الهامة في تحليل الرأي العام والتنبؤ بالسلوك الجماعي أصبحت الحرب النفسية أسلوباً أكثر انتظاماً وانتشاراً في الاستراتيجية والتكتيكات ومكوناً أساسيا للحرب ومعظم الجيوش الحديثة لديها وحدات متخصصة مدربة ومجهزة للحرب النفسية وهذه الوحدات مثلا كانت جزءا رئيسيا من القوات الألمانية والقوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الثانية والقوات المسلحة للولايات المتحدة في الحرب الكورية وحرب فيتنام.
وينقسم ممارسو الحرب النفسية في بعض الأحيان إلى مستويات تعكس المناطق والأوقات التي يتوقع أن تعمل فيها ويُستخدم مصطلح الحرب النفسية الاستراتيجية للإشارة إلى الاتصالات الجماهيرية الموجهة إلى جمهور واسع جدا أو على رقعة كبيرة من الأرض ومن ناحية أخرى فإن الحرب التكتيكية النفسية تعني ضمناً صلة مباشرة بعمليات القتال ونشر مطلب الاستسلام وتتألف الحرب النفسية الموحدة من رسائل توزع على القوات المتقدمة من أجل رفع الروح المعنوية وتستخدم المنشورات أيضا على نطاق واسع جدا فمثلا كانت منشورات الحرب العالمية الثانية من جانب الحلفاء الغربيين فقط باستثناء الاتحاد السوفييتي لا تقل عن ثمانية مليارات ورقة وأسقطت الولايات المتحدة وإنجلترا الملايين من المنشورات التي كان العديد منها توجيهات بشأن كيفية الاستسلام أثناء صراعهم مع العراق في عام 2003 وكثيرا ما تستخدم مكبرات الصوت في الخطوط الأمامية
ولا يلزم أن تكون الحرب النفسية خفية أو معقدة في السلوك والتنفيذ، إن استخدام الشائعات الكاذبة لإضعاف معنويات جماعات العدو تكتيك قديم لم يتبدد قط ومن الأمثلة على ذلك الاستخدام المنهجي للاغتصاب والقتل الجماعى للإجبار على إعادة توطين المدنيين خلال حملات "التطهير العرقي" التي صاحبت تفكك يوغوسلافيا في التسعينات لذلك فإن الشائعات وخاصه على السوشيال ميديا أخطر الأشياء التي تواجه صلابه المجتمع فاحذر ألا تقع فريسة لأعداء الأمة والوطن في حرب الشائعات.
💐 وهنا أتذكر حكمة لكاتب إنجليزي يقول "بإمكان الكذبة أن تلف نصف العالم، في حين تكون الحقيقة لا زالت تشرع فقط في ارتداء حذائها!" تحياتي.
واقرأ أيضاً:
خطورة الشائعات (أقوى أسلحة الحرب النفسية) / الحرب النفسية القاسية!! / إرادة الإنسان في علاج الإدمان.