لكل الحق صوت خالد صداه أقوى من أصله وقدرته على البقاء والنماء تنتصر على إعدائه، مهما توهموا بنصرهم القصير الأمد.
الحق دائم دائب، ولا يمكن لحالة أن تهزمه وتقول بأنه غير موجود، ويبقى ويتألق ويتجدد، ويعلو ولا يُعلى عليه. الحق إرادة إنسانية مصيرية كونية ذات قوانين حتمية، ومسارات محكمة لا تقبل القسمة إلا على نفسها.
الحق نور، فهل من قوة قادرة على إطفاء نور الوجود؟
الحق مع الإرادة الجماهيرية النقية الطاهرة الطامحة لحياة أفضل بقوتها الإنسانية. ولكل موجود رسالته ورزقه ودوره في منظومة الكون الشاسعة، فلا تفريط بحق، ولا عدوان إلا وانتهى إلى مآل يائس شديد.
إنها الموازين وحتمية القوانين الكيميائية والفيزيائية ومعايير الديمومة الأبدية، التي تجري بحسبان دقيق وثيق أمين. وعليه فالذين يعادون الجماهير الثائرة الصادقة المطالبة بحقوقها، والمؤمنة بوطنها وأخوّتها الإنسانية وتطلعاتها العادلة، إنما هم على خطأ كبير، فثورة الجماهير لمنتصرة، ولمنطلقة نحو آفاق وجود جديد.
إن إرادات المكان والزمان تتكاتف وتتفاعل لصناعة النصر المبين. ويبدو أن هذه الثورة متوافقة مع نبضات الزمان والمكان، ومتواشجة مع إرادة الكون الخلاقة الداعية إلى التغيير وصناعة المستقبل الأسعد للأجيال التي اختزنت طاقات أكون.
وهذه الطاقات مستمدة من ينابيع الوجود الدفاقة ومن عيون المطلق الوفير. فعلينا أن نتمسك بالإيمان الأكيد على أن الثورة ستحقق أهدافها عاجلا أم آجلا، وبأن الأجيال يجب أن تعبّر عن دورها وتفعّل رسالتها، وتنتقل بالحياة إلى آفاق مجدٍ عزيز، فإرادة الأجيال ومقتضيات ديموتها وتواصلها في نهر الوجود يحتّم توفير ما يؤكد مُرادها ورسالتها.
وقل جاء الحق، وإنّ الإنسان سيحيا ويعيش!!
15\1\2020
واقرأ أيضاً:
الكراسي لا تتعظ!! / هل أنها حرب المُسيّرات؟!! / العروبة نبراس وجودنا!! / مدارات الاقتدار!!