النخب اليائسة تحارب الأمل والحياة، فالذي يسود في نتاجها، أن ما تكتبه يمثل نواحيات ولطميات وذرف دموع وحسرات. فالمقالة والقصة والخطابات وما تخطه الأقلام من صنوف الإبداع الأخرى سلبية تثبيطية حانقة، ويقول كتابها بأنهم خبراء ومتخصصون وأصحاب تجارب، وينطقون باليائس البائس البالس الدامع الحزين.
وهذا ربما يمكن تفسيره إما بأن الأقلام تكتب لتتكسب من جهات تستثمر في اليأس، أو أنها مُصابة بالكآبة ورؤيتها محاصرة بالسواد والظلام وتأبى التفاعل مع النور ولا ترغب بالحياة. إن الأمم والشعوب عندما تصعب أيامها وتتنامى ويلاتها لا تستكين وتتباكى على أحوالها، ولا تجالس الملامة والندامة، ولا تجتهد بإيجاد المعاذير والتبريرات، لتحرر نفسها من المسؤولية والجد والاجتهاد.
الأمم والشعوب تتحدى، وتستحضر قدراتها وتؤجج طاقاتها وترسم مساراتها، وتضع خارطة صيرورة أقوى وأكمل تتحقق فيها وتمنع انكساراتها.. والأمم لا تكتب بمداد اليأس والنواح واللطم على الغاديات، إنها تكتب بمداد أكون، وتفاعل عقولها للوصول إلى كيفيات الانطلاق والانبعاث من جديد.
ويكون لنخبها دورها الوثاب في استنهاض المشاعر الإيجابية وتعزيز الإرادة الطامحة بثقة كبيرة وتفاؤل مديد. فالنخب تقود الأمل وترفع رايات الحياة وتصدّح بأبجديات الكينونة المشرقة والصيرورة الباهية لأممها وشعوبها.
وما يسود في واقعنا أن النخب تنتحب وتبدع بإنتاج البكائيات على السطور وفوق المنابر، وتريد الناس أن يلطموا ويتلاطموا ويستلطفوا الوجيع والانكسار والاندحار.
أيها النخب، استفيقي من وعثاء القنوط واليأس المقيت، وانطلقي إلى آفاق مجدٍ أكيد، وإن الشعب عندما يريد تورق إرادته وتتحقق أهدافه!!
فهل أن النخب داءٌ أم دواء؟!!
16\1\2020
واقرأ أيضاً:
هل أنها حرب المُسيّرات؟!! / العروبة نبراس وجودنا!! / مدارات الاقتدار!! / صوت الحق خفاق!!